وبحسب مصادر محلية تحدثت لأورينت نت، فإن مواقع تصوير المسلسل الجديد تركزت في مدينة خان شيخون جنوب إدلب، وبلدات ريف حماة الشمالي، وهي مناطق سيطرت عليها ميليشيا أسد بدعم الاحتلال الروسي خلال العامين الماضيين وطردت سكانها منها بعد تدمير أحيائها السكنية والمرافق الخدمية.
ونشرت بعض الحسابات صورا تظهر العميد في ميليشيا أسد سهيل الحسن (النمر) بجانب المخرج أنزور وعدد من الممثلين الذي يرتدون الزي العسكري للميليشيا أبرزهم محمد قنوع بدور ضابط برتبة نقيب وكلٌ من جوان الخضر، يحيى بيازي، زامل الزامل، قسورة عثمان، محمد فلفة، جمال نصار.
وبحسب المصادر المحلية فإن كادر المسلسل بدعم ميليشيا أسد يقصف المنازل في ريف حماة وإدلب ويقوم بتدميرها للحصول على مشاهد عالية الجودة، ما أثار غضبا متجددا من السوريين المهجّرين من المنطقة بشكل خاص، فضلا عن غضب شعبي بسبب استغلال كرامة ودماء السوريين بسبب جرائم ميليشيا أسد وحلفائه.
وبحسب وزارة إعلام حكومة أسد، المنتجة للعمل التشبيحي، فإن المسلسل الذي حمل اسم (أقمار في ليل حالك) "يعكس ويوثق بطولات ميليشيا أسد في حربها ضد الإرهاب"، ومن المقرر عرضه في رمضان المقبل بالتزامن مع فترة الانتخابات الرئاسية، لكن الحقيقة فإن العمل الطائفي يحاول تبرير جرائم ميليشيا أسد وطمس معالم الحقيقة التي وثقتها عدسات الناشطين والإعلاميين وعايشها السوريون أنفسهم.
وخلال السنوات الماضية، عمدت مؤسسات الإعلام التابعة لنظام أسد على تصوير مسلسلاتها التفلزيونية على جراح السوريين وركام منازلهم التي دمرتها ميليشيا أسد والميليشيات الإيرانية والروسية في مناطق كانت خاضعة سابقا للمعارضة وأبرزها مدينة درايا ومناطق أخرى بريف دمشق، في محاولة لتضليل المشاهد المحلي والعربي عن حقيقية مجريات الواقع السوري وأكبر جريمة يتعرض لها السوريون بشكل طائفي منذ عام 2011.
وأثار ذلك غضبا شعبيا لدى أهالي السويداء، ما اضطر المؤسسة العربية للإعلان لحذف المشهد من العمل، بينما حاول أنزور حينها تبرير تلك السقطة الطائفية بمبررات سخيفة ورميها على كادر العمل الذي يديره بشكل كامل، حيث ركز حينها على إظهار اللهجة العلوية عندما يتحدث ضباط أسد في دور "الأبطال" في تجسيد فعلي للتمييز العرقي في سوريا بين ابن الساحل والمناطق الأخرى وخاصة السويداء، بحسب مراقبين.