نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


أوضاع اليمن مستمرة في التدهور رغم المساعدات والثقة الأميركية بصنعاء ليست على ما يرام




دبي - وسام كيروز - بعد ثمانية اشهر من تأسيسها، تجتمع مجموعة "اصدقاء اليمن" الجمعة في نيويورك على وقع تدهور الاوضاع الامنية في هذا البلد مع توسع نطاق نشاط تنظيم القاعدة وتوجيهه ضربات اكثر ايلاما فضلا عن عدم تحقيق تقدم في صرف المساعدات الموعودة.وخلال الاشهر الماضية، خرج تنظيم القاعدة الى العلن في عدة محافظات جنوبية وخاض ما يشبه الحرب في مدينتي لودر والحوطة.


حضور عسكري في شبوة لكن المبادرة ما تزال بيد القاعدة
حضور عسكري في شبوة لكن المبادرة ما تزال بيد القاعدة
وقالت نيكول ستراك الباحثة المتخصصة في الشؤون اليمنية في مركز الخليج للدراسات الذي مقره دبي، انه منذ الاجتماع الدولي الرفيع الذي استضافته لندن في كانون الثاني/يناير بهدف دعم اليمن في مواجهة التطرف والفقر وافضى عن تشكيل مجموعة "اصدقاء اليمن"، "اخذت الامور منحى سلبيا واضحا".

واضافت "هناك مؤشرات لتنامي الازمة الاقتصادية مع تراجع قيمة صرف العملة المحلية، وهناك تراجع في الوضع الامني لاسيما في جنوب اليمن" الذي يشهد اصلا حركة احتجاجية واسعة ذات طابع انفصالي يقودها "الحراك الجنوبي".

وكانت انظار العالم توجهت الى اليمن بعدما تبنى "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" الذي ينشط في اليمن محاولة التفجير التي استهدفت طائرة مدنية اميركية يوم عيد الميلاد الماضي، ما استدعى اجتماع لندن.

وبحسب ستراك، فان القاعدة "اصبحت اكثر قوة منذ بداية العام، وهي غيرت استراتيجيتها في الاشهر الماضي مركزة خصوصا على الاهداف الامنية والعسكرية".

وتشير ستراك بذلك الى الهجمات التي نسبت خلال الاسابيع الماضية الى القاعدة في جنوب البلاد، لاسيما الهجوم على مركز عسكري في جعار (ابين) اسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم 11 جنديا وآخر على مركز المخابرات في عدن اسفر عن مقتل سبعة عسكريين.

الا ان التطور الاكثر دلالة فكان المعارك القوية التي شهدتها مدينة لودر في ابين في اب/اغسطس والتي قتل خلالها حوالى 33 شخصا من الجانبين، وبدت القوات اليمنية خلالها في حرب مفتوحة مع مقاتلي القاعدة.
وبحسب ستراك فان القوات اليمنية "ردت بقوة على القاعدة لكن يبدو ان المبادرة ما زالت في يد الارهابيين، على الاقل في المحافظات الجنوبية".

وبالرغم من نشر عشرات الخبراء الامنيين الاميركيين في اليمن لتدريب القوات اليمنية ومشاركة القوات الاميركية، رسميا على المستوى الاستخباراتي فقط، في غارات استهدفت القاعدة، الا ان طبيعة وحجم التزام واشنطن في اليمن يبقى على ما يبدو مسالة خلافية في الاروقة الاميركية.

وقد نشرت عدة تقارير صحافية في الولايات المتحدة عن انقسام داخل ادارة الرئيس باراك اوباما بين وجهة نظر مؤدية لبناء جيش يمني مسلح بشكل عصري لمواجهة القاعدة، واخرى تخشى من استخدام صنعاء الدعم المقدم لها لمحاربة خصومها وتثبيت نظام الرئيس علي عبدالله صالح.

ووجه نائب الرئيس اليمني السابق وابرز زعماء الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال علي سالم البيض الاربعاء نداء الى اجتماع اصدقاء اليمن في نيويورك لمنع صنعاء من استغلال الدعم المقدم لمحاربة الحراك الجنوبي.
واتهم البيض المقيم في المنفى صنعاء ب"توظيف تنظيم القاعدة بشكل منهجي ومدروس" للقضاء على الحراك.

من جهته، قال استاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء محمد الظاهري "صحيح ان القاعدة موجودة في اليمن ودورها كبر، لكن هناك الكثير من المبالغات فالحكومة تحاول ان تقوم بتضخيم مفتعل وتصطنع الفزاعات لتستدر تعاطف الخارج من الناحية المالية ومن ناحية دعم وضعها".

لكن في المقابل، لم تصرف الدول المانحة الا 15% من خمسة مليارات دولار تعهدت بتقديمها لليمن خلال مؤتمر المانحين في لندن عام 2006، وذلك بحسب وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي.
وتمثل دول الخليج الغنية لاسيما السعودية، الكتلة المانحة الاكبر اذ تعد مساهماتها اساسية لاحداث اي تغيير ايجابي في البلد الغارق في الفقر والواقع على حدودها.

وقال الاكاديمي البريطاني الخبير في الشؤون الخليجية نيل بارتريك لوكالة فرانس برس "بالنسبة للمساعدات الخليجية، هناك فجوة كبيرة بين المبالغ الموعودة والمبالغ
التي تصرف فعلا، فدول مجلس التعاون الخليجي لا تريد ان تساهم مباشرة في موازنة الحكومة اليمنية خوفا من تحول هذه المساعدة الى امور اخرى غير مرغوب بها".

وبحسب بارتريك، فان الخليجيين يطالبون صنعاء بمعايير تخطيطية عالية جدا لمشاريع محددة وهو امر ليس بوسع صنعاء ان تلبيه، "فهذه المعايير لا تلبيها دول الخليج نفسها في غالب الاحيان".
الا ان الخبير اشار الى دعم سعودي مالي "واسع النطاق" خارج الاطر الرسمية، وهو "دعم يأتي من قيادات في السعودية لعدة عناصر من النظام اليمني والتركيبة القبلية والسياسيين المعارضين على حد سواء".

وبالنسبة للمساعدات الاميركية، فان "غياب الثقة" ازاء صنعاء يبقى حاضرا في ذهن الاميركيين بسبب "مخاوف من استخدام المساعدات لتعزيز الحكومة وليس لمشاريع التنمية"، على حد قول بارتريك.

لكن اجتماع اصدقاء اليمن في نيويورك بعد سلسلة اجتماعات، يؤكد ان اليمن ما زال يشكل اولوية للمجتمع الدولي نظرا الى المخاوف المتصاعدة من تاثير انفلات الامور في اليمن

وسام كيروز
الخميس 23 سبتمبر 2010