
لوحة من اعمال الفنان اسحاق فان اوسكان 1880 - مجموعة الشتاء
ولم تكن اللوحات وحدها هي التي تنقل لنا قسوة الشتاء في أوروبا بل يمكننا ملاحظة ذلك من خلال أعمال الأديب والكاتب المسرحي الإنجليزي ويليام شكسبير حيث كانت برودة الطقس مطروحة في أغلب أعماله الدرامية والشعرية كما تبدو صور جميع معاصري هذه الفترة من أمثال شكسبير وواليتسن وجاليليو وكيف كان عليهم جميعا البحث عن الدفء فالجليد كان يتساقط كل الأعوام .
وفي لندن كان سكان المدينة يقيمون الأسواق على الجليد السميك المتكون على نهر التيمز في الفترة بين عامي 1608 و 1621 حيث كان المرء يمكنه أن يسير بأمان فوق الجليد حتى جزر فريزياس. وكان الناس يمارسون العديد من الأنشطة المختلفة فوق الجليد تحت أشعة الشمس الخجولة بينما يصنعون الذكريات التي سوف يتذكرونها لاحقا عندما يختفي الجليد، ويشترون اللوحات والرسومات الملونة التي تمثل هذه المناظر الثلجية الرائعة، وكان العشرات من الرسامين الهولنديين والفلمنكيين يتخصصون في رسم هذه اللوحات لدرجة أن بعضهم لم يرسموا في حياتهم سوى المناظر الطبيعية الجليدية.
يعد الفنان بيتر بروجل من أهم رواد هذا النوع من الفنون حيث تعد لوحته "الصيادون في الثلج" والتي رسمها عام 1565 وتعرض حاليا في فيينا أحد أهم اللوحات الموضوعية التي عبرت عن الجليد. فمنذ شتاء 1564 و1565 كانت البرودة القاسية لا تزال حية في ذاكرة الناس طوال أشهر عديدة ولم يكن الناس يتحدثون عن شيء آخر سواها.
أما الفنان الأكثر شهرة في رسم اللوحات التي تعبر عن الشتاء فهو الفنان الهولندي هنري افركامب (1585-1634) وهو مصور هولندي، وكان أول من رسم مناظر تعبر عن الشتاء في بلده وقد ابتكر أسلوبا جديدا في الرسم يعتمد على دمج المناظر الطبيعية ذات الألوان المتناسقة ومن أشهر أعماله "مشهد في الشتاء".تمثل هذه اللوحات تسجيلا لأزياء الناس في فصل الشتاء سواء الأغنياء أو الفقراء في أوائل القرن السابع عشر، وربما تبدو هذه الأزياء المنتفخة غريبة علي من ينظر إلى اللوحة. وقد حرص الرسام على إبراز حركة المتزلجين على الجليد في مقدمه الصورة، وجعل الألوان تكاد تتلاشى في الخلفية. وأكد أفر كامب على اللون الأبيض الناصع والذي يعبر عن الثلوج. الطريف أن هذا الفنان الذي قضى معظم حياته في مدينة كامين على شواطئ بحيرة جيزيل لم يكن معروفا خلال حياته وقد كان هنري أبكما وربما هذا ما ساعد على تقوية حاسة الإبصار لديه حتى أصبحت لوحاته في يوم من الأيام من أهم اللوحات المفضلة في متاحف أوروبا.
يتمتع الأطفال من وقت لآخر باكتشاف تفاصيل جديدة في لوحاته فنجد على سبيل المثال في كثير من هذه اللوحات المليئة بالأشخاص، تظهر سيدة وقد تسللت بحمارها بتألق مبالغ فيه.
كذلك كانت الملابس الداخلية في القرن السابع عشر لم تخترع بعد وبدلا منها بدأت النساء في استخدام مواقد للفحم محمولة كانوا يضعونها بين أرجلهم عندما يجلسون.
علاوة على ذلك كانت النساء يرتدين العديد من الجونلات (التنورات ) فوق بعضها البعض وكانت سيدات الطبقة الراقية لا يتعرضن لشمس الشتاء إلا بعد وضع قناع على الوجه حتى لا تتأثر بشرتهن النضرة حيث كانت البشرة البيضاء دليلا على رقي المستوى الاجتماعي أما البشرة السمراء فكانت من سمات العوام الذين يعملون في الهواء الطلق وفي مهب الريح وليالي الشتاء الباردة.
كل هذه التفاصيل كانت تنعكس في إطار لوحات إفركامب حيث كان يعيش الجميع الشباب والعجائز الأغنياء والفقراء والجميع يمارسون الأنشطة الشتوية المختلفة.
وتظهر الفروق بين الطبقات واضحة من خلال الملابس المختلفة التي يرتديها أبطال اللوحة كما يظهر تأثير الثلج والجليد والبرودة القاسية على الحالة الاقتصادية فتظهر القوارب راسية على الموانئ بلا حراك دليلا على ما سببته البرودة والجليد من شلل على الحياة الاقتصادية.
كما عبر الفنان الهولندي رمبرانت فان رين (1606- 1669) ! في لوحاته التي تمثل وجوه عددا كبيرا من الأشخاص والتي رسمها على مدار نحو 30 عاما برشاقة وحيوية وحماس عن الشتاء القارس والجليد في لوحته الشهيرة "المتزلجون على الجليد".
يذكر أنه في هذا الوقت أنه عندما قام الجيش الإسباني باحتلال هولندا في القرن السادس عشر تمكن مقاتلو المقاومة والذين يطلق عليهم المتسولين من التحرك بسرعة أكبر بكثير لأنهم كانوا معتادين على استخدام الزلاجات وهذا ما أثار فضول الأسبان حيث لم يسمعوا عن ذلك قط.
يقول دوق ألبا إن إسبانيا خسرت العديد من الجنود بسبب أن الدوق قائد الحملة كان قد اشترى الزلاجات وأصر على ممارسة رجاله لهذه الرياضة
ولد رمبرانت في مدينة ليدن بهولندا ودرس في أحد المعاهد الفنية بمدينة أمستردام، حيث طور أسلوبا فنيا خاصا به يعتمد على التقابل بين الضوء والظلال في اللوحة. بلغ رمبرانت قمة نضجة الفني في لوحته الشهيرة "القبض على شمشون" وتمتاز لوحاته عموما بعمق الإدراك الحسي النفسي والروحي.
وبينما ركز افركامب على الجانب الفني في لوحاته نجد فنانين آخرين مثل جان فان جوايان وايساياس فان دي بلدي أو جاكوب فان رويدائيل يحاولون التقاط جانب الأحاسيس والمشاعر وكان لهم في ذلك مطلق الحرية فعلى سبيل المثال نجدهم يرسمون الغيوم السوداء التي لا تظهر إلا في فصل الصيف، بينما يتساقط الجليد وعلى الرغم من هذا فإن هذا التناقض لم يزعج أحدا فما يهم أن الصور في مجملها جميلة.
هل فكرنا أن هذه اللوحات والصور تحمل لنا رسالة ما إن فناني القرن السابع عشر لم يناقشوا فكرة فناء العالم كما نفعل نحن في زمن به بين كل طفلين طفل لم يتعد الخامسة من عمره، ولهذا فإذا أردنا أن نفهم مغزى الرسالة، فما علينا سوى أن نعيش الحياة كما هي بكل ظروفها ويجب أن نتوقف عن الشكوى دائما بسبب نقص ملح أو عدم وجود مربية للعناية بالصغار فالأفضل لنا أن نخرج إلى الشوارع ونتمتع بالشتاء مهما كان قاسيا فقد لا نرى الجليد ثانية.
وفي لندن كان سكان المدينة يقيمون الأسواق على الجليد السميك المتكون على نهر التيمز في الفترة بين عامي 1608 و 1621 حيث كان المرء يمكنه أن يسير بأمان فوق الجليد حتى جزر فريزياس. وكان الناس يمارسون العديد من الأنشطة المختلفة فوق الجليد تحت أشعة الشمس الخجولة بينما يصنعون الذكريات التي سوف يتذكرونها لاحقا عندما يختفي الجليد، ويشترون اللوحات والرسومات الملونة التي تمثل هذه المناظر الثلجية الرائعة، وكان العشرات من الرسامين الهولنديين والفلمنكيين يتخصصون في رسم هذه اللوحات لدرجة أن بعضهم لم يرسموا في حياتهم سوى المناظر الطبيعية الجليدية.
يعد الفنان بيتر بروجل من أهم رواد هذا النوع من الفنون حيث تعد لوحته "الصيادون في الثلج" والتي رسمها عام 1565 وتعرض حاليا في فيينا أحد أهم اللوحات الموضوعية التي عبرت عن الجليد. فمنذ شتاء 1564 و1565 كانت البرودة القاسية لا تزال حية في ذاكرة الناس طوال أشهر عديدة ولم يكن الناس يتحدثون عن شيء آخر سواها.
أما الفنان الأكثر شهرة في رسم اللوحات التي تعبر عن الشتاء فهو الفنان الهولندي هنري افركامب (1585-1634) وهو مصور هولندي، وكان أول من رسم مناظر تعبر عن الشتاء في بلده وقد ابتكر أسلوبا جديدا في الرسم يعتمد على دمج المناظر الطبيعية ذات الألوان المتناسقة ومن أشهر أعماله "مشهد في الشتاء".تمثل هذه اللوحات تسجيلا لأزياء الناس في فصل الشتاء سواء الأغنياء أو الفقراء في أوائل القرن السابع عشر، وربما تبدو هذه الأزياء المنتفخة غريبة علي من ينظر إلى اللوحة. وقد حرص الرسام على إبراز حركة المتزلجين على الجليد في مقدمه الصورة، وجعل الألوان تكاد تتلاشى في الخلفية. وأكد أفر كامب على اللون الأبيض الناصع والذي يعبر عن الثلوج. الطريف أن هذا الفنان الذي قضى معظم حياته في مدينة كامين على شواطئ بحيرة جيزيل لم يكن معروفا خلال حياته وقد كان هنري أبكما وربما هذا ما ساعد على تقوية حاسة الإبصار لديه حتى أصبحت لوحاته في يوم من الأيام من أهم اللوحات المفضلة في متاحف أوروبا.
يتمتع الأطفال من وقت لآخر باكتشاف تفاصيل جديدة في لوحاته فنجد على سبيل المثال في كثير من هذه اللوحات المليئة بالأشخاص، تظهر سيدة وقد تسللت بحمارها بتألق مبالغ فيه.
كذلك كانت الملابس الداخلية في القرن السابع عشر لم تخترع بعد وبدلا منها بدأت النساء في استخدام مواقد للفحم محمولة كانوا يضعونها بين أرجلهم عندما يجلسون.
علاوة على ذلك كانت النساء يرتدين العديد من الجونلات (التنورات ) فوق بعضها البعض وكانت سيدات الطبقة الراقية لا يتعرضن لشمس الشتاء إلا بعد وضع قناع على الوجه حتى لا تتأثر بشرتهن النضرة حيث كانت البشرة البيضاء دليلا على رقي المستوى الاجتماعي أما البشرة السمراء فكانت من سمات العوام الذين يعملون في الهواء الطلق وفي مهب الريح وليالي الشتاء الباردة.
كل هذه التفاصيل كانت تنعكس في إطار لوحات إفركامب حيث كان يعيش الجميع الشباب والعجائز الأغنياء والفقراء والجميع يمارسون الأنشطة الشتوية المختلفة.
وتظهر الفروق بين الطبقات واضحة من خلال الملابس المختلفة التي يرتديها أبطال اللوحة كما يظهر تأثير الثلج والجليد والبرودة القاسية على الحالة الاقتصادية فتظهر القوارب راسية على الموانئ بلا حراك دليلا على ما سببته البرودة والجليد من شلل على الحياة الاقتصادية.
كما عبر الفنان الهولندي رمبرانت فان رين (1606- 1669) ! في لوحاته التي تمثل وجوه عددا كبيرا من الأشخاص والتي رسمها على مدار نحو 30 عاما برشاقة وحيوية وحماس عن الشتاء القارس والجليد في لوحته الشهيرة "المتزلجون على الجليد".
يذكر أنه في هذا الوقت أنه عندما قام الجيش الإسباني باحتلال هولندا في القرن السادس عشر تمكن مقاتلو المقاومة والذين يطلق عليهم المتسولين من التحرك بسرعة أكبر بكثير لأنهم كانوا معتادين على استخدام الزلاجات وهذا ما أثار فضول الأسبان حيث لم يسمعوا عن ذلك قط.
يقول دوق ألبا إن إسبانيا خسرت العديد من الجنود بسبب أن الدوق قائد الحملة كان قد اشترى الزلاجات وأصر على ممارسة رجاله لهذه الرياضة
ولد رمبرانت في مدينة ليدن بهولندا ودرس في أحد المعاهد الفنية بمدينة أمستردام، حيث طور أسلوبا فنيا خاصا به يعتمد على التقابل بين الضوء والظلال في اللوحة. بلغ رمبرانت قمة نضجة الفني في لوحته الشهيرة "القبض على شمشون" وتمتاز لوحاته عموما بعمق الإدراك الحسي النفسي والروحي.
وبينما ركز افركامب على الجانب الفني في لوحاته نجد فنانين آخرين مثل جان فان جوايان وايساياس فان دي بلدي أو جاكوب فان رويدائيل يحاولون التقاط جانب الأحاسيس والمشاعر وكان لهم في ذلك مطلق الحرية فعلى سبيل المثال نجدهم يرسمون الغيوم السوداء التي لا تظهر إلا في فصل الصيف، بينما يتساقط الجليد وعلى الرغم من هذا فإن هذا التناقض لم يزعج أحدا فما يهم أن الصور في مجملها جميلة.
هل فكرنا أن هذه اللوحات والصور تحمل لنا رسالة ما إن فناني القرن السابع عشر لم يناقشوا فكرة فناء العالم كما نفعل نحن في زمن به بين كل طفلين طفل لم يتعد الخامسة من عمره، ولهذا فإذا أردنا أن نفهم مغزى الرسالة، فما علينا سوى أن نعيش الحياة كما هي بكل ظروفها ويجب أن نتوقف عن الشكوى دائما بسبب نقص ملح أو عدم وجود مربية للعناية بالصغار فالأفضل لنا أن نخرج إلى الشوارع ونتمتع بالشتاء مهما كان قاسيا فقد لا نرى الجليد ثانية.