نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


جهود لجعل ذبح الماشية أكثر إنسانية بإطلاق الرصاص




ترير (ألمانيا) – تقضي الماشية التي تمتلكها عائلة جروميز كل حياتها في الحقول، فهي ولدت وسط المراعي التي هي أيضا المكان الذي فيه تموت.


 

وكريستيان جروميز هو أحد المزارعين القلائل في ألمانيا الذي يطلق الرصاص على أبقاره، أمام مزرعته الكائنة بالقرب من مدينة ترير التي تقع في الجنوب الغربي من ألمانيا، وذلك بدلا من إرسالها إلى المجزر، ويقول جروميز "إن إطلاق الرصاص عليها يعفيها من جميع الضغوط التي تتعرض لها خلال مرحلة الذبح".
ويعني جروميز بالضغوط عمليات الإمساك بالحيوان ووضعه داخل شاحنة، ثم الرحلة الطويلة التي يقطعها حتى مكان المجزر، ويوضح قائلا "هذا هو أفضل خيار للأبقار، ولا أجد طريقة أخرى".
وحين يحين الوقت يأخذ جروميز بندقيته ويجلس فوق منصة عالية بالحقل، بينما تستدعي زوجته القطيع عن طريق تقديم لفائف الخبز، وتقول وهي تصفر "تعالوا"، ويتحرك القطيع الصغير باتجاه الغذاء الموضوع أمامه، وبينما هم يتناولون طعامهم في سلام يصوب جروميز بندقيته ويطلق الرصاص على البقرة التي من المقرر أن تذبح في ذلك اليوم، وتستقر الرصاصة في رأسها لتقتلها في الحال.
ويستخدم جرزميز كاتما للصوت حتى لا يسبب إزعاجا لباقي أفراد القطيع الذين يستمرون في تناول الغذاء دون أن تبدو عليهم أية علامة للخوف، وتقول الزوجة "إنهم ينظرون حولهم لأن أحدهم سقط، ثم يواصلون الأكل".
ويتم حمل البقرة التي ماتت على شاحنة لنقلها إلى مجزر مجاور خاص بالمزرعة.
ويقول جروميز الحاصل على رخصة للصيد وفقا لمتطلبات هذه الطريقة في ألمانيا، إن نحو 100 مزرعة تستخدم هذه الطريقة لذبح حيواناتها بدلا من إرسالها للمجزر، ولا تتوفر إحصائيات عن عدد المزارع التي تستخدم هذه الطريقة في مختلف أنحاء ألمانيا.
وليس لدى لي ترامبناو الخبيرة الزراعية التي تقدم الإرشادات للمزارعين الألمان حول الطرق البديلة لذبح قطعان الماشية، أية أرقام في هذا الصدد ولكنها تقول إن أعداد المزارعين الذين يطلقون الرصاص على ماشيتهم تزايدت خلال الأعوام القليلة الماضية، على الرغم من أن هذه الأعداد تعد ضئيلة إذا ما قورنت بإجمالي عدد الماشية.
وهي ترى أن استخدام الأسلحة النارية يعد وسيلة إنسانية لقتل الماشية، وتقول إن ذلك "يعني أن الحيوانات تموت في المكان الذي عاشت فيه وسط القطيع".
وتوضح أن هذه العملية تخفف الضغوط على المزارعين أيضا، وتقول "لا يوجد مزارع ينعم بالنوم ليلة ذبح أبقاره، حيث يعلم أنه يتعين عليه أن ينقلها فوق سيارة شحن إلى المجزر".
وتشير إلى أن المزارعين الذين يخططون للتحول إلى طريقة إطلاق الرصاص يحتاجون إلى ترخيص بذلك.
بينما تقول الزوجة سارة جروميز "أستغرق الأمر خمس سنوات منذ أن قدمنا طلبا للحصول على الترخيص إلى أن أطلقنا بالفعل أول رصاصة"، وتتضمن عملية الترخيص الإجابة على الكثير من الأسئلة، وعلى سبيل المثال استفسار عن المكان الذي سيجلس فيه المزارع وهو يطلق الرصاص، وعن الحقول التي ستستخدم في هذه العملية، وعن اللوائح الخاصة بالنظافة الصحية التي ينبغي اتباعها.
وثابر الزوجان جروميز وتحملا كل هذه الإجراءات، وتقول الزوجة "قررنا أنه إذا لم نحصل على التصريح فسنقوم بإغلاق المزرعة".
ولم يرغب الزوجان في مجرد التفكير في إرسال الماشية الخاصة بمزرعتهما إلى المجزر، وتضيف "إننا حصلنا على شيء من الماشية ونريد أن نعطيها شيئا في المقابل".
ويدرس نواب البرلمان الألماني حاليا الطرق التي يمكن بها مساعدة مزيد من المزارعين على استخدام الأسلحة النارية لذبح ماشيتهم داخل حقولهم.
ويحتاج المزارعون حتى الآن الحصول على تصريح خاص بإطلاق الرصاص على الماشية، وهو يمنح فقط للماشية التي تعيش في الحقل خارج الحظيرة على مدار العام، واقترح المشرعون بولاية بافاريا حاليا تغيير اللوائح لتشمل الأبقار والخنازير التي ترعى خارج الحظائر خلال فصل الصيف.
ويرى جروميز أن ذبح الأبقار في الحقول ليس خيارا متاحا لجميع المزارع، ومع ذلك كان مناسبا له حيث أنه لا يمتلك حيوانات كثيرة كما أنه لديه المجزر الخاص به.
ويقول إنه وسط جائحة كورونا تركزت الأنظار على المزراع التي تستخدم وسائل مكثفة في تربية الحيوانات لزيادة الإنتاج، وأيضا على وحدات تصنيع اللحوم، غير أنه من المرجح أن يظل نشاطها جزءا من الحياة المعهودة في المستقبل القريب، ويضيف "مادام الناس ينفقون أموالهم بهذه الطريقة، فلن يتغير الحال قريبا".

بريجيت ريشيرت
الجمعة 25 سبتمبر 2020