ورغم هذا الاستقرار الظاهر في "مضيق الأمير ويليام" على سواحل ألاسكا، لا تزال هناك آثار لواحدة من أسوأ الكوارث البيئية في تاريخ الولايات المتحدة.
في الرابع والعشرين من شهر آذار/مارس من عام 1989، اصطدمت ناقلة النفط الأمريكية "إكسون فالديز" بشعاب مرجانية، ما تسبب في تسرب نفطي غيّر التاريخ: تسرب ما يقرب من 40 ألف طن من النفط الخام من الناقلة، امتدت لمساحة تقارب 2400 كيلومتر من الساحل.
وقع الحادث بعد منتصف الليل بفترة قصيرة، وكانت الناقلة تحمل 163 ألف طن من النفط الخام من خط أنابيب ترانس ألاسكا، متجهة إلى كاليفورنيا. وكانت الأمواج هادئة عندما اصطدمت الناقلة بشعاب "بلاي ريف".
وكان قبطان الناقلة نائما وقت الحادث، بعدما ترك قيادتها في يد بحار أقل خبرة.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن الوصول إلى هذه الشعاب إلا جوا أو بحرا، ما جعل من تنظيم عملية تدخل عاجلة أمرا شديد الصعوبة.
وكانت عواقب هذه الحادثة مأساوية: فقد توقف نشاط الصيد، ودمر مصدر رزق الكثير من الأسر، قرى بأكملها، كانت تعيش بالقرب من موقع الحادث. وحوصرت شركة "إكسون" بالشكاوى واضطرت في نهاية الأمر إلى دفع مليارات الدولارات من أجل جهود تنظيف البيئة، ومقابل الأضرار، فضلا عن الغرامات.
وفي أعقاب الحادثة، تم فرض كثير من القواعد والتدابير الاحترازية الجديدة. والآن، يتم فقط السماح للصهاريج ذات الهيكل المزدوج بالمرور في المنطقة، ويتعين أن يرافق الناقلة عدة زوارق سحب. كما تم تثبيث إضاءات تحذيرية في المنطقة للحيلولة دون وقوع حوادث اصطدام أخرى.
إلا أن العواقب الأكثر مأساوية للحادثة هي تلك التي تتعلق بالحياة البرية في المنطقة، بعدما كان خليج الأمير ويليام يعد من الأنظمة البيئية البكر والأكثر تنوعا في الولايات المتحدة بأكملها.
وأدت حادثة التسرب إلى نفوق ما يقرب من 250 ألفا من الطيور البحرية والآلاف من الحيوانات الأخرى، بينها القضاعات البحرية وحيوانات عجل البحر والحيتان الرمادية وسمك الرنجة الذي يعيش في المحيط. ولا يزال من الممكن رؤية آثار الحادث حتى اليوم: بقع النفط الخام لا تزال تتناثر فوق الصخور في أنحاء الشاطئ. ولا يزال الباحثون يواصلون مراقبة المنطقة عن كثب.
وقال عالم الأحياء البحرية ريتشارد شتاينر، الذي ينتقد بشدة جهود تطهير المنطقة، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، في عام 2014 :"النفط لا يزال موجودا هناك، ولا يزال ساما ... فكرة تنظيف بقعة من الزيت هي محض أسطورة".
وكنتيجة مباشرة للحادثة، وافق الكونجرس الأمريكي على قانون التلوث النفطي لعام 1990، وهو الذي ساعد في إنشاء صندوق تعويضات للمتضررين، وكذلك إقامة معهد لدراسة سبل التعامل مع التسرب النفطي.
وقال العالم المتقاعد جيفري شورت، الذي كان العالم الأبرز في الإدارة الأمريكية لمتابعة الحادث، في مقابلة بعد 30 عاما، مع محطة KTUU المحلية :"النفط العالق هو أحد العوامل الأكثر تأثيرا".
وأوضح: "اكتشفنا أن النفط ظل على طول الشواطئ لفترة أطول مما توقعه أي شخص. ولهذا السبب، هناك تأثيرات ممتدة المفعول، نظرا لاستمرار تعرض الحيوانات لنفس المؤثرات".
وبالنسبة لأعداد الكائنات الحية في المنطقة، فقد استعاد بعضها، مثل القضاعات البحرية، مستوياته بشكل شبه كامل. إلا أن هناك كائنات أخرى، مثل رنجة المحيط الهادئ وسمك السالمون وحيتان الأوركا (الحيتان القاتلة) لم تعد بعد.
وقالت الباحثة بريندا بلاتشي في عام 2014، عن نتائج إحصاء أعداد مختلف أنواع الحيوانات في خليج الأمير ويليام :"أظهر عملنا أن تعافي الأنواع المعرضة للتأثيرات طويلة المدى الناجمة عن التسربات النفطية يمكن أن يستغرق عقودا من الزمن".
وقد أصابت كارثة "إكسون فالديز" الناس في أنحاء العالم بالصدمة وحفرت في ذاكراتهم. ورغم ذلك، تم تحطيم الرقم القياسي المسجل لهذه الكارثة بعدها بسنوات قليلة عندما انفجرت منصة "ديب ووتر هورايزون" في خليج المكسيكي في عام 2010، وعلى مدار خمسة أشهر، تسرب ما يصل إلى 780 مليون لتر من النفط إلى مياه المحيط، وقد تجاوز بكثير الكمية التي تسربت في حادثة "إكسون فالديز".
ورغم أن التأثير البيئي في خليج المكسيك كان كبيرا، فإنه يعد سريع الزوال بالمقارنة بتأثيرات حادثة خليج الأمير ويليام. فحادثة "إكسون فالديز" وقعت في مياه ساحلية ضحلة، بينما وقعت حادثة "ديب ووتر هورايزون" في عرض المحيط.
وإضافة إلى ذلك، يتفتت النفط الخام بصورة أسرع في البيئة الدافئة، الأقرب إلى الاستوائية في خليج المكسيك، مقارنة بالمياه شديدة البرودة في ألاسكا، وفقا للعلماء. وفي الواقع، فإن الزمن وحده كفيل بأن يكشف التأثيرات الحقيقية.
في الرابع والعشرين من شهر آذار/مارس من عام 1989، اصطدمت ناقلة النفط الأمريكية "إكسون فالديز" بشعاب مرجانية، ما تسبب في تسرب نفطي غيّر التاريخ: تسرب ما يقرب من 40 ألف طن من النفط الخام من الناقلة، امتدت لمساحة تقارب 2400 كيلومتر من الساحل.
وقع الحادث بعد منتصف الليل بفترة قصيرة، وكانت الناقلة تحمل 163 ألف طن من النفط الخام من خط أنابيب ترانس ألاسكا، متجهة إلى كاليفورنيا. وكانت الأمواج هادئة عندما اصطدمت الناقلة بشعاب "بلاي ريف".
وكان قبطان الناقلة نائما وقت الحادث، بعدما ترك قيادتها في يد بحار أقل خبرة.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن الوصول إلى هذه الشعاب إلا جوا أو بحرا، ما جعل من تنظيم عملية تدخل عاجلة أمرا شديد الصعوبة.
وكانت عواقب هذه الحادثة مأساوية: فقد توقف نشاط الصيد، ودمر مصدر رزق الكثير من الأسر، قرى بأكملها، كانت تعيش بالقرب من موقع الحادث. وحوصرت شركة "إكسون" بالشكاوى واضطرت في نهاية الأمر إلى دفع مليارات الدولارات من أجل جهود تنظيف البيئة، ومقابل الأضرار، فضلا عن الغرامات.
وفي أعقاب الحادثة، تم فرض كثير من القواعد والتدابير الاحترازية الجديدة. والآن، يتم فقط السماح للصهاريج ذات الهيكل المزدوج بالمرور في المنطقة، ويتعين أن يرافق الناقلة عدة زوارق سحب. كما تم تثبيث إضاءات تحذيرية في المنطقة للحيلولة دون وقوع حوادث اصطدام أخرى.
إلا أن العواقب الأكثر مأساوية للحادثة هي تلك التي تتعلق بالحياة البرية في المنطقة، بعدما كان خليج الأمير ويليام يعد من الأنظمة البيئية البكر والأكثر تنوعا في الولايات المتحدة بأكملها.
وأدت حادثة التسرب إلى نفوق ما يقرب من 250 ألفا من الطيور البحرية والآلاف من الحيوانات الأخرى، بينها القضاعات البحرية وحيوانات عجل البحر والحيتان الرمادية وسمك الرنجة الذي يعيش في المحيط. ولا يزال من الممكن رؤية آثار الحادث حتى اليوم: بقع النفط الخام لا تزال تتناثر فوق الصخور في أنحاء الشاطئ. ولا يزال الباحثون يواصلون مراقبة المنطقة عن كثب.
وقال عالم الأحياء البحرية ريتشارد شتاينر، الذي ينتقد بشدة جهود تطهير المنطقة، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، في عام 2014 :"النفط لا يزال موجودا هناك، ولا يزال ساما ... فكرة تنظيف بقعة من الزيت هي محض أسطورة".
وكنتيجة مباشرة للحادثة، وافق الكونجرس الأمريكي على قانون التلوث النفطي لعام 1990، وهو الذي ساعد في إنشاء صندوق تعويضات للمتضررين، وكذلك إقامة معهد لدراسة سبل التعامل مع التسرب النفطي.
وقال العالم المتقاعد جيفري شورت، الذي كان العالم الأبرز في الإدارة الأمريكية لمتابعة الحادث، في مقابلة بعد 30 عاما، مع محطة KTUU المحلية :"النفط العالق هو أحد العوامل الأكثر تأثيرا".
وأوضح: "اكتشفنا أن النفط ظل على طول الشواطئ لفترة أطول مما توقعه أي شخص. ولهذا السبب، هناك تأثيرات ممتدة المفعول، نظرا لاستمرار تعرض الحيوانات لنفس المؤثرات".
وبالنسبة لأعداد الكائنات الحية في المنطقة، فقد استعاد بعضها، مثل القضاعات البحرية، مستوياته بشكل شبه كامل. إلا أن هناك كائنات أخرى، مثل رنجة المحيط الهادئ وسمك السالمون وحيتان الأوركا (الحيتان القاتلة) لم تعد بعد.
وقالت الباحثة بريندا بلاتشي في عام 2014، عن نتائج إحصاء أعداد مختلف أنواع الحيوانات في خليج الأمير ويليام :"أظهر عملنا أن تعافي الأنواع المعرضة للتأثيرات طويلة المدى الناجمة عن التسربات النفطية يمكن أن يستغرق عقودا من الزمن".
وقد أصابت كارثة "إكسون فالديز" الناس في أنحاء العالم بالصدمة وحفرت في ذاكراتهم. ورغم ذلك، تم تحطيم الرقم القياسي المسجل لهذه الكارثة بعدها بسنوات قليلة عندما انفجرت منصة "ديب ووتر هورايزون" في خليج المكسيكي في عام 2010، وعلى مدار خمسة أشهر، تسرب ما يصل إلى 780 مليون لتر من النفط إلى مياه المحيط، وقد تجاوز بكثير الكمية التي تسربت في حادثة "إكسون فالديز".
ورغم أن التأثير البيئي في خليج المكسيك كان كبيرا، فإنه يعد سريع الزوال بالمقارنة بتأثيرات حادثة خليج الأمير ويليام. فحادثة "إكسون فالديز" وقعت في مياه ساحلية ضحلة، بينما وقعت حادثة "ديب ووتر هورايزون" في عرض المحيط.
وإضافة إلى ذلك، يتفتت النفط الخام بصورة أسرع في البيئة الدافئة، الأقرب إلى الاستوائية في خليج المكسيك، مقارنة بالمياه شديدة البرودة في ألاسكا، وفقا للعلماء. وفي الواقع، فإن الزمن وحده كفيل بأن يكشف التأثيرات الحقيقية.