نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


التحيز الذكوري يثير غضب النساء في منصات الألعاب الإليكترونية




برلين – تفجرت موجة من الغضب في ساحة الألعاب الإليكترونية على الإنترنت Gamers are upset".


 

فبعد أن تم توجيه الاتهام بالتحرش الجنسي لأحد اللاعبين البارزين في مجال ألعاب الفيديو -والذي يقوم بالمشاركة في هذه الألعاب على الإنترنت مباشرة- تقدمت مئات النساء للتعبير عما تعرضن له في ساحة هذه الألعاب، من التحيز النوعي ضدهن وإساءة استخدام السلطة والإكراه والتحرش من قبل اللاعبين الرجال.
ووسط حركة "مي تو" أي "أنا أيضا" التي تشكلت للإعراب عن غضب النساء مما يتعرضن له من تحرش جنسي، بدأت مجموعات من النساء في تجميع الاتهامات التي زادت على 180 اتهاما، مما أدى إلى انسحاب عدد من اللاعبين البارزين في هذا المجال بهدوء من الساحة، بينما أعلنت الشركات التي تستضيف ألعاب الفيديو على الإنترنت، إجراء تحقيقات حول الشكاوى واتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها.
ولم يثر كل ذلك دهشة كريستين بانسي، التي انضمت إلى الرابطة الألمانية للألعاب الإليكترونية كعضو في مجلس الإدارة لشؤون التنوع عام 2020.
ومن بين مهام وظيفة بانسي دعم النساء في مجال هذه الألعاب ومساعدتهن على اكتساب مكانة عالية فيها، وقالت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه "بالنسبة لكثير من النساء في مجال الألعاب الإليكترونية، فإنه للأسف نجد أن التمييز ضدهن على أساس النوع وتعرضهن للتنمر، صار جزءا من الحياة اليومية في هذا المجال يبعث على الأسى".
وترى بانسي أنه تم تجاهل مثل هذه الحالات والمشكلات منذ فترة طويلة، وهذا هو السبب في أن نساء كثيرات يخرجن إلى النور الآن، وتقول إن "العديد من النساء تحدثن عن هذه القضايا طوال سنوات وحاولن لفت الأنظار إليها".
وكانت معظم الحالات تنقصها الأدلة، مما يجعل من الصعب التأكد من رواية كل من الطرفين عما حدث، وتؤكد بانسي أنه يجب على الشركات والمنظمات أن تتخذ الإجراءات اللازمة حيال هذه الأوضاع، وتقول إنه "لا يوجد مجال في فضاء الألعاب الإليكترونية للتحرش الجنسي، وفي حالة ظهور مؤشر على وجود سلوك خاطئ، فيتعين إجراء تحقيق على الفور".
ويلاحظ أن بعض اللاعبين الذين يواجهون الاتهامات من الأسماء الشهيرة في هذا المجال، فمثلا وجه العديد من النساء الاتهامات بالتحرش الجنسي إلى جرانت هاريس، المعلق واللاعب البارز بلعبة الفيديو الشهيرة "دوتا-2"، وقدم هاريس اعتذارا عن سلوكه في تغريده على حسابه بتويتر، وأعلن أنه سيعتزل مجال ألعاب الفيديو.
غير أن الأضواء لا تسلط تماما على المشكلة التي قد يكون لها أبعاد خفية في التجارب اليومية لممارسة ألعاب الفيديو، كما تواجه النساء اللاتي يلعبن في أوقات الفراغ أيضا التحيز الذكوري ضدهن، وعلى سبيل المثال خلال الألعاب التي يشارك فيها أكثر من فرد، حيث يتم تشكيل الفرق بشكل عشوائي ويتحدث الأعضاء مع بعضهم البعض، وتشكو النساء بشكل متكرر من التعليقات المتسمة بالتحيز ضد المرأة والإهانات التي أصبحت شائعة.
ومع ذلك يحقق مطورو الألعاب تقدما في مجال مكافحة التحرش، وفي هذا الصدد تقول بانسي "أصبحت كثير من الشركات تدرك أبعاد المشكلة وتتحرك في الاتجاه الصحيح، وبدأت في اتخاذ إجراءات تعتمد على التقنيات الحديثة مثل السماح بالتواصل غير اللفظي بين اللاعبين، وذلك لتسهيل مشاركة النساء في الألعاب"، وتضيف إن ورش العمل والدورات التدريبية ستساعد المطورين على التعامل مع هذه القضية.
وتواجه أيضا "تويتش" وهي أكبر منصة للبث المباشر في سوق ألعاب الفيديو انتقادات متزايدة، ومؤخرا غردت "تويتش" -وهي شركة تابعة لأمازون- على تويتر قائلة إنها بدأت تحقيقا داخليا حول عدد من الشكاوى، ولكنها لم تكشف عن طبيعتها أو أسماء الأفراد الخاضعين للتحقيق.
وفي بيان عام قال إيميت شير المدير الإداري إن الشركة بحاجة إلى تحسين أدائها، وأضاف "في الوقت الذي أصبحت فيه هذه القضية تثير اهتماما واسعا في مجال صناعة الألعاب الإليكترونية، فإننا نقر بأن كثيرا من المشاركة على "تويتش" وكذلك الأفراد الذين يصفون خدماتنا بأنها بمثابة بيت لهم، لم يكونوا على المستوى الذي نطمح إليه، وستعمل الشركة مستقبلا على التركيز بدرجة أكبر على هذه النقطة".
كما انعكست المشكلة على عدم المساواة في الأجور بين اللاعبين واللاعبات في مجال ألعاب الفيديو.
وأجرى موقع "كازينو" الإليكتروني المتخصص في صناعة ألعاب الفيديو تحليلا لعدد 500 من اللاعبين الأعلى حصولا على الإيرادات من ممارسة الألعاب الإليكترونية، وعلى 25 من اللاعبين واللاعبات الأكثر حصدا لأعداد المتابعين على منصة "تويتش"، وأيضا ردود أفعال 388 من اللاعبات، وذلك بهدف فهم الفجوة الواسعة التي تفصل بين الجنسين في مجتمع ألعاب الفيديو.
وأشار التحليل إلى أن اللاعبات " لايحصلن في المتوسط على قدر من الدخل مساو للاعبين، وحصلت امرأة واحد على مرتبة عالية من بين 500 من أكبر الحاصلين على دخول، من المشاركة في بطولات الألعاب الإليكترونية".
وترى بانسي أن مجال الألعاب الإليكترونية برمته يتعين عليه أن يبذل مزيدا من الجهد لكفالة المعاملة المتساوية للنساء، وتقول "إنه لأمر أساسي أن يحصل كل فرد في هذا المجال على نفس الفرص، بغض النظر عن النوع أو الأصل أو الحالة البدنية، ولكن يجب علينا أن نفعل المزيد وأن نواجه التمييز بقوة، سواء في التواصل عن طريق الحوار بالرسائل النصية أو الصوتية أو في الحياة الواقعية".
وتؤكد بانسي أنه من الضروري أن يقوم جميع اللاعبين، حتى أولئك الذين لم يتأثروا بالمشكلة، بمزيد من العمل لدعم حقوق المرأة في مجال ألعاب الفيديو.
وفي النهاية تقول "إنني أبعث بهذه المناشدة إلى جميع أفراد مجتمع الألعاب الإليكترونية".

نيكلاس جرابر
الثلاثاء 6 أكتوبر 2020