نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


الحصول على جسم مثالي يتحول لهوس عند الرجال في ألمانيا





تجمع ذكوري واعلام - فيسبوك
تجمع ذكوري واعلام - فيسبوك

 

ميونخ - عادة ما تستعين الإعلانات عن صالات الألعاب الرياضية (الجيم) ومعدات اللياقة البدنية، برجال تبدو أجسامهم خالية تماما من الدهون، مع وعد ضمني بأنه من الممكن لأي مرء أن يصبح مثلهم إذا ما تردد على هذه الصالات أو قام بشراء ذلك المنتج.
ويتردد أن هذه الاجسام هي المثالية، ولكن عندما تسأل شخصا لديه بالفعل هذا النوع من الأجسام المنحوتة، فإنك غالبا ما ستسمع جانبا مختلفا من القصة.
ويقول جيريت، وهو شاب يبلغ من العمر 24 عاما، ويدرس لكي يصبح معلما في ألمانيا: "لا يشعر المرء بالرضا أبدا". ويتمتع جيريت بقدر من القوة أكبر من تلك الموجودة لدى أي رجل عادي، ورغم ذلك "عندما أنظر إلى المرآة، أرى مجموعات عضلية مختلفة قد تحتاج إلى مزيد من الاهتمام".
إن "عقدة أدونيس"، وهو مصطلح صاغه الطبيب النفسي الأمريكي هاريسون جي. بوب، موجودة منذ سنوات، وهي ظاهرة بين الرجال المصابين بهوس الحصول على جسم "مثالي".
ويقول الخبراء إن العقدة منتشرة بشكل خاص في عالم كمال الأجسام. وتعتبر إحدى علامات الاصابة بالعقدة، وجود شعور مشوه بمظهر الجسم لدى المرء، حيث يرى الكثير من الرجال الذين يعانون من "عقدة أدونيس"، أنهم صغار وضعاف، وذلك رغم عضلاتهم، بحسب ما يقوله فيليب إي. موسلي، وهو طبيب أمراض نفسية وعصبية، كتب مقالا في هذا الشأن في عام 2008.
ويعرف كريستيان ستروبيل الكثير من مثل هذه الحالات، ويقوم عالم النفس الألماني بتقديم المساعدة لتلك الحالات في مدينة ميونخ الألمانية.
ويقول ستروبيل: "يبدأ الأمر بفكرة صحية، مثل: فلتقم بممارسة بعض التمارين الرياضية، فهي صحية"، مضيفا: "ولكن بعد ذلك يأخذ الامر مسارا مستقلا". ويذهب بعض مرضى ستروبيل إلى صالات الألعاب الرياضية من ست إلى تسع مرات أسبوعيا؛ حيث أنهم لا يمكنهم أن يتخيلوا أخذ يوم للراحة.
ويقضي البعض وقتا طويلا في صالات الالعاب الرياضية، يصل إلى 23 ساعة في الأسبوع، وذلك إلى جانب الذهاب إلى العمل أو المدرسة، فضلا عن ساعات النوم. ويقول ستروبيل: "لا يتبقى كثير من الوقت بعد ذلك. كما أن وجود حياة اجتماعية لديهم ليست بالأمر السهل".
والأمر مألوف بالنسبة لجيريت، حيث إن دراسة التربية البدنية في الجامعة يعني أنه يمارس الرياضة على مدار اليوم، وهو عبء بدني من شأنه أن يجعل آخرين مرهقين في نهاية اليوم، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة له.
ويقول الشاب: "مازلت أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية ليلا".
ويأتي وقت تناول الطعام لليلا بالنسبة لجيريت الذي يحصل على ما يصل إلى 5000 سعرة حرارية في اليوم للحفاظ على كتلة العضلات في جسمه.
ولكن الجسم بعضلاته المفتولة ليس وحده دليلا على وجود مشكلة: فهناك أيضا دلالات نفسية أخرى تشير إلى إدمان ممارسة التمرينات الرياضية. وبالنسبة للرجل، يتعلق الأمر إلى حد كبير بالإحساس بذاته، وهو ما يقوم بتحديده من خلال مظهره في المقام الأول. ويقول سترومبيل: "إنه مجال غير مستقر تماما للعثور على قيمة الذات، حيث أنه من الممكن أن ينهار بسهولة".
ولكن المشكلة لا تنبع من الداخل فقط، حيث أن الصورة التي يجسدها المجتمع للرجل القوي مفتول العضلات، تلعب دورا مهما أيضا. وربما لا يوجد مثال على ذلك أفضل من أرنولد شوارزنيجر، الذي فاز بلقب "مستر يونيفرس" و"مستر أوليمبيا" مرات عديدة، وهو في أوج نجوميته، وكان الأمر يصل به إلى درجة الانهاك البدني.
وقد أصبح شوارزنيجر أيقونة في حد ذاته، حيث كان مصدر إلهام لأعداد ضخمة من الشباب الذين حاولوا الحصول على جسد مثالي يتمتع بقدر كبير من العضلات الجذابة مثل النجم العالمي، وفي الغالب لم يأت كل ذلك بأي نتيجة، رغم بذلهم قصارى جهدهم
.
ويقول بوب: "عادة لم يكن يعرفون أن مثل هذه الشخصيات (ذات الاجساد المثالية) تعتمد على العقاقير، سرا". والحصول على هذه العقاقير الخاصة ببناء الجسم ليس بالأمر الصعب، حتى أن الاطباء هم من يصفونها لبعض الأشخاص.
وتتوفر مجموعة كبيرة من المواد المنشطة بوصفة طبية، مثل: هرمون النمو البشري، والتستوستيرون، والكورتيزون، ومثبطات الاروماتاز، والأنسولين. كما توجد السوق السوداء أيضا.
وكان جيريت مصابا بالرغبة في أن يكون دائما أفضل مما هو عليه، ولكن بعدما طلب المساعدة، فإنه يرى نفسه على الطريق الصحيح، حيث يذهب حاليا إلى صالة الألعاب الرياضية خمسة أيام في الأسبوع، لمدة ساعة أو ساعتين. إنه يفكر كثيرا في الطريقة التي كان يتدرب بها، ويتحدث بصراحة عن تجاربه السابقة.
ويقول إن التفكير في مستقبله الوظيفي يساعده كثيرا، مضيفا: "هناك أمور أخرى في الحياة يمكن أن تساعد المرء في الحفاظ على استقراره".

كوردولا ديكمان
الثلاثاء 3 نونبر 2020