نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


بلدة كوريه تصبح أول منطقة تطبق تكنولوجياالجيل الخامس بالانترنت




سيول/دايسيونج – يطلق على قرية دايسيونج-دونج بكوريا الجنوبية العديد من الأسماء، من بينها "قرية السلام"، وهو مسمى نتيجة للدعايا، كما يعرفها الكثير من سكان البلد الآسيوي بـ"الجزيرة المحاطة بالطين" أو "قرية اللا شيء"، ويضاف حاليا إلى هذه المسميات اسم جديد "أول قرية تستخدم تكنولوجيا الجيل الخامس في الانترنت". وقد تحقق ذلك بالفعل منذ حزيران/ يونيو الماضي لتمتلك القرية الجيل الأخير من تقنيات هذه التكنولوجيا المتطورة ومعايير الاتصالات اللاسلكية بفضل الاستثمار المعلن لشبكة الهواتف المحمولة KT.


وتحاول هذه الشبكة إثبات أنها تمكنت من تحويل هذا المكان المعزول على الحدود مع كوريا الشمالية إلى قرية تسود بها التكنولوجيا الذكية أو ما يعرف بـ" smart village". ويعيش في القرية نحو 200 شخص، وتقع على مسافة 50 كبلومترا شمالي العاصمة الكورية الجنوبية سيول، وتعطي انطباعا بأنها مكان مسالم، إلا أنه منذ انتهاء الحرب الكورية (1950-1953)، أصبحت من أكثر الأماكن الموضوعة تحت المراقبة جنوبي الجزيرة الكورية. وتعتبر دايسيونج-دونج القرية المدنية الوحيدة في هذه المنطقة منزوعة السلاح، وتبلغ مساحتها أربعة كيلومترات عرضا و250 طولا، وتعتبر صمام أمان لتجنب الأعمال الاستفزازية بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، الدولتين الجارتين اللتين يسود بينهما التوتر. ويوجد بالقرية 46 بيتا، تعتمد في معظم احتياجاتها على الخارج، فلا يوجد بها أي محل سوبرماركيت أو عيادة طبية. أما سبل الترفيه المتاحة للسكان وغالبيتهم من العجائز فتكاد تكون شبه معدومة. في الوقت نفسه تصبح الإجراءات الأمنية ونقاط التفتيش أكثر صرامة في كل مرة تستقبل القرية زيارة خارجية. ومع ذلك أصبح السكان يتمتعون الآن بأفضل شبكة اتصالات موجودة في الوقت الراهن، حيث تعتبر شبكة الهاتف الخلوي من الجيل الخامس أسرع بكثير في نقل البيانات، كما أنها تتيح الاتصال الفوري تقريبًا بالعديد من الأجهزة في نفس الوقت. يقول رئيس شركة (KT) هوانج شانج جيو "نأمل أن تعمل تقنية KT 5G على تحسين حياة وسلامة السكان في المدينة". أما كيم دونج جو من سكان القرية فيقول "سمعنا أن الجيل الخامس يجعل الحياة أكثر راحة وبساطة". وتعتبر شبكة الربط في دايسيونج-دونج جزءا من مشروع "جيجا ستوري" الذي بدأ العام الماضي لتسهيل الدخول بسرعة أكبر على الانترنت خصوصا في المناطق النائية. يذكر أنه في نيسان/ أبريل من هذا العام أطلقت شبكات (KT) ومنافستها الكورية (SK Telekom) و(LG Uplus) خدماتها من الجيل الخامس استعدادا لبدء تشغيل هذه التكنولوجيا فائقة التطور على نطاق واسع وعلى مستوى العالم. يتمتع سكان هذه المنطقة، الذين يعيش غالبيتهم على الزراعة، بامتيازات معينة: فهم معفون من دفع الضرائب، ويتقاضون راتباً مرتفعاً نسبياً، فضلا عن أن الرجال ليسوا ملزمين بأداء الخدمة العسكرية. ومع ذلك، مازال مفروض على الجميع حظر التجوال الليلي، بالإضافة إلى قضاء ثمانية أشهر سنويا في القرية، لكي لا يفقدون حقهم في الإقامة بها. بطبيعة الحال، الأمر ليس بهذه القسوة، فمع ظهور المزارع الذكية، الشبيهة بألعاب "المزرعة السعيدة" في الواقع الافتراضي، ولكن في عالم الواقع، أصبح بوسع المزارعين ري حقولهم ومتابعة نمو محاصيلهم وماشيتهم عن بعد باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا. يوضح المزراع يونج-سيوب، "في كثير من الأحوال، الأمر الآن لا يعدو أكثر من مجرد ضغطة على زر، من خلال تطبيق على الهاتف الجوال لتشغيل منظومة الري المركبة في أحد الحقول"، مضيفا يمكنني التحكم في عملية الحرث من العاصمة سيول، الأمر أصبح عمليا أكثر بكثير من ذي قبل". يشار إلى أنه مع تطور التكنولوجيا، أصبح من الممكن الآن، بالإضافة إلى زراعة الأرز والصويا والفلفل بأنواعه، وغيرها من الخضروات، التجرؤ على زراعة محاصيل فاكهة لم يسبق أن عرفتها بلدة دايسيونج-دونج، مثل الفراولة. في الوقت نفسه، تفتح وتغلق أيضا بوابات محطة ضخ المياه، الواقعة على بعد كيلومترين، وتغلق وفقا للأمر الصادر من وحدة تحكم في حاسوب المجلس البلدي. في الماضي، كان الذهاب إلى مضخة المياه، يتطلب القيام بذلك برفقة جنود. كما يوجد زر إنذار في كل منزل، يضغط عليه في حالة وقوع أمر طارئ، وفقا لما يوضحه كيم دونج-جو، فتظهر على شاشة وحدة التحكم الرئيسية أين وقع الإنذار. حتى الدروس الرياضية وحصص المدرسة الوحيدة في دايسيونج-دونج، بلغت بعدا جديدا بفضل تكنولوجيا الجيل الخامس. يوجد بالمدرسة 30 طالبًا فقط ويتم تقديم دروس للأطفال دون سن 10-11 عامًا. ويتعلم هؤلاء الطلاب في وقت مبكر للغاية التمييز بين الواقع الافتراضي والواقع المعاش، كما يتعرفون أيضا على ما يعرف بالواقع المختلط، والذكاء الاصطناعي، حيث يتضمن البرنامج التدريبي لهذه "مدرسة جيجا" تعلم برمجة محتويات من عالم الذكاء الاصطناعي. وقد صممت الفتاة لي دا-يون، البالغة من العمر 11 عامًا برنامجًا يسمح بجولة افتراضية في المدينة مع نظارات الواقع الافتراضي ذات التكنولوجيا المتطور. تؤكد الفتاة "يمكنك أن تعيش كل شيء بعينيك فقط كما يمكنك أيضا أن تعيد تصميم ما يروق لك". لا يمكن أن يكون هناك تباين أكثر من الموجود بين ما تمثله تكنولوجيا الجيل الخامس في البلدة الكورية الجنوبية والقرية المقابلة لها على الجانب الآخر من الحدود في كوريا الشمالية، ففي هذه القرية المعروفة باسم كيجونج دومج لا يعيش مدنيون بشكل دائم، وفقا للعسكريين في المنطقة، لأن وجودهم مجرد عرض ظاهري فحسب. ويفصل بين البلدتين سور من السلك المعدني الشائك، والذي يعتبر الخط الحدودي الفاصل بين الكوريتين. ويمكن لسكان بلدة دايسيونج-دونج بكوريا الجنوبية، رؤية تفاصيل البلدة المقابلة من خلال شاشة مثبتة فوق سطح مبنى البلدية، تعمل بخاصية اللمس ومزودة بتقنية الواقع المكبر. ويعتبر أبرز هذه التفاصيل صاري طول ارتفاعه 160 مترا لا يتناسب إطلاقا مع ارتفاعات المباني في البلدة، يرفرف فوقه علم كوريا الشمالية. أما كوريا الجنوبية، فيبلغ ارتفاع صاري علمها 100 متر. ومن الطريف أنه يمكن متابعة "معركة صواري الأعلام" عبر شاشة الواقع الافتراضي التي تعمل بخاصية اللمس.

ديرك جودير
السبت 2 نونبر 2019