نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


تفشي كورونا يفرض تحديات قاسية على المنظومة الصحية في غزة




غزة - منذ تحويل مستشفى غزة الأوروبي في جنوب قطاع غزة، إلى مركز لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد، تم حظر الدخول والخروج إلا لسيارات الإسعاف وفق قواعد أمنية وصحية صارمة.


 

وحتى الفريق الطبي المكون من حوالي خمسين شخصا إضافة إلى 30 عاملا ومساعدا صحيا في المستشفى ممنوعون من الخروج خلال فترة عملهم الممتدة لأسبوعين وربما تمدد من قبل السلطات الطبية إذا اقتضت الضرورة.
وتم تجهيز سكن لهؤلاء داخل المستشفى، بينما اختفت مظاهر الحياة في الساحات الواسعة أمام المستشفى الواقع في منطقة سكنية قرب الحدود الشرقية الفاصل بين القطاع وإسرائيل.
رغم ذلك سجلت إصابة أخيراً لسائق إسعاف يقطن في مخيم رفح في أقصى جنوب قطاع غزة كان ينقل مرضى مصابين بفيروس كورونا إلى المستشفى خلال الفترة الماضية.
وتم إبلاغ السائق المصاب هاتفيًا بأن نتيجة فحصة إيجابية، في وقت لاحق نقل بواسطة طواقم طبية متخصصة من منزله إلى المستشفى، بينما تم حجر أسرته وجميع من خالطوه ووضعهم تحت المراقبة الطبية.
ويقول زميله محمد رياض الذي يعمل داخل المستشفى الأوروبي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)"إن أي انسان معرض للإصابة ونحن نعمل كفريق واحد من أجل تجنب حدوث ذلك".
ويضيف "بالتأكيد سائقو الاسعاف معرضون للإصابة أكثر، ونحن نحاول تجنب الاختلاط مع أي أحد دون اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة خصوصًا عند استقبال حالات جديدة تصل إلى المستشفى.
ويعمل رياض /29 عامًا)/ ممرضا في قسم الاستقبال خلال أزمة تفشي فيروس كورونا في قطاع غزة دون انقطاع رغم ضعف الامكانيات والغياب الطويل عن عائلته ومنزله.
وتم الإعلان عن تسجيل إصابات محلية بفيروس كورونا في 24 أب/أغسطس الماضي في قطاع غزة؛ القطاع الساحلي المحاصر إسرائيليا منذ 13 عاما إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على الأوضاع فيه.
وقبل ذلك كانت الإصابات المسجلة رسميا بفيروس كورونا تقتصر على العائدين من الخارج ويخضعون للحجر الصحي.
وجرى نقل عشرات الحالات المصابة محليا تباعا تحت إجراءات طبية وأمنية مشددة إلى مستشفى غزة الأوروبي.
ووفق مدير المستشفى الطبيب يوسف العقاد فإن 117 مصابًا يتلقون الرعاية الطبية داخل المستشفى وفق قواعد صارمة، مشيرا إلى استقبال المستشفى لمصابين اثنين في حالة حرجة وكلاهما يرقدان في غرف العناية الفائقة.
ويوجد مستشفى ثان في جنوب مدينة غزة خصص كمركز علاج مرضى فيروس كورونا القادمين من خارج القطاع ويحملون الفيروس منذ آذار/مارس الماضي.
ويدير العقاد وفريق مساعد المستشفى الضخم الذي تأسس بمنحة من الاتحاد الأوروبي في عام 1989، من مكتب يقع في بناية قرب المستشفى تفاديًا لأي عملية اختلاط وعملاً بإرشادات منظمة الصحة العالمية.
ويقول العقاد لــــ(د.ب.أ)، إن إمكانيات المستشفى لا تسمح سوى باستضافة 100 مريض في غرف عناية فائقة، و300 مريض في غرف طبية، ويتم العمل بالتنسيق مع السلطات الحكومية ومنظمات إغاثية دولية على تجهيز مدرسة مجاورة لاستيعاب حوالي 200 مريض آخرين.
ويوضح أن ما يتوفر من مسحات لإجراء فحوصات مرض كورونا في المستشفى حاليا مهددة بالنفاد خلال أسابيع قليلة ونأمل بالحصول على الدعم من الجهات الدولية الداعمة في الوقت المناسب.
ويؤكد العقاد أنه رغم تسلم المستشفى أخيرًا 10 أجهزة تنفس اصطناعي جديدة، ما زالوا بحاجة ماسة إلى أعداد أخرى في ظل ارتفاع أعداد الإصابات المسجلة يوميًا.
وطبقت السلطات الأمنية في غزة منذ بداية تفشي فيروس كورونا محليا قرار حظر التجوال في محافظات القطاع الخمس، واتخاذ تدابير أمنية مشددة بينها إغلاق مخيمات للاجئين وعزلها بالكامل وأغلقت طرق داخل المدن بسواتر ترابية.
ورغم ذلك فإن أعداد الإصابات في ازدياد، وربما تصل للمئات يوميًا في ظل عدم نجاح طواقم الطب الوبائي في تحديد خارطة انتشار الفيروس ومنافذ وصوله.
وصرح عضو اللجنة الوبائية في غزة يحي عابد بأن الخارطة الوبائية لمرض كورونا في القطاع "معقدة في ظل تشعبها في مختلف المحافظات باستثناء مناطق في جنوب القطاع ".
وأوضح عابد لـــ(د.ب.أ) أن استمرار نقص الإمكانيات واللوازم الطبية واللوجستية قد يتسبب بكارثة، مشيرا إلى أنه يتم إجراء فحص مئات العينات بما يشمل كافة الطواقم الطبية والعاملين في المستشفى والمرضى المتواجدين فيها وسط إجراءات تعقيم ووقائية صارمة.
وتعاني وزارة الصحة من أزمات عدة متراكمة منذ سنوات بسبب الانقسام الفلسطيني الداخلي مع الضفة الغربية والحصار الإسرائيلي.
وبحسب شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة فإن ما نسبته 72% من أسرة العناية المركزة في مستشفيات وزارة الصحة مشغولة، ما يعني وجود 22 سريراً فعلياً جاهزة لاستقبال حالات الإصابة بفيروس كورونا في حال انتشاره.
ويبلغ عدد أجهزة التنفس الاصطناعي العاملة في وحدات العناية المركزة في قطاع غزة 93 جهازاً، منها 63 جهازاً في مستشفيات وزارة الصحة فقط، و9 أجهزة في المستشفيات التابعة للمؤسسات الأهلية، فيما يوجد 17 جهازاً في المستشفيات الخاصة.
وحذرت المنظمات الأهلية في غزة من أن أي زيادة في عدد هذه الأسرة أو الأجهزة تخصص لمصابي كورونا ستكون على حساب المرضى العاديين ما لم يتدخل المجتمع الدولي بالدعم والإغاثة.
ويشكل الضعف الشديد بالمنظومة الصحية في القطاع معضلة كبيرة في مواجهة التفشي المحلي لفيروس كورونا.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة لـ(د.ب.أ) إن مستشفيات غزة تعاني من نقص بنحو 50 في المئة من الأدوية والمستلزمات الطبية بفعل الحصار الإسرائيلي.
وأشار القدرة إلى وجود نقص هائل في أجهزة التنفس وأجهزة العناية المركزة والمستلزمات الوقائية والاحترازية وإجراءات السلامة من فيروس كورونا للكوادر الصحية "ما يجعلنا أكثر قلقاً في مواجهة الوباء العالمي".
ويتطلع الممرض محمد رياض إلى العودة إلى أسرته وأطفاله الثلاثة بسلام. ويقول "أتغيب عن المنزل لفترة طويلة وممنوع من التنقل معظم الوقت إلا أنني أحاول التأقلم مع الظروف الجديدة القياسية".
ويحصل موظفو الصحة الذين عينتهم سلطات حماس على 40% من رواتبهم شهريًا منذ سنوات، وهذا الشهر تم صرف 50% من رواتبهم وهو ما اعتبره الممرض رياض مكافأة قليلة مقابل عمله الخطر.
وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن نظام الرعاية الصحية في غزة غير قادر على التعامل مع أكثر من بضع عشرات من مرضى فيروس كورونا، مشيرة إلى افتقاد مستشفيات القطاع المعدات الطبية والمخبرية ومستلزمات خاصة وأدوية بكميات كافية.

عماد عبد الجواد
السبت 3 أكتوبر 2020