نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى


جبل صبِر... متنفس فريد يجذب الآلاف في تعز اليمنية المحاصرة




صنعاء - وأنت متجه إلى "جبل صبر"، المطل على مدينة تعز، جنوب غربي اليمن، تلحظ بشكل لافت إقبال السكان على هذا المكان الذي أصبح بمثابة منتزه ومتنفس للكثير من سكان المدينة الواقعة في معظمها تحت سلطات حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.


في هذا الجبل، يجد الكثيرون الراحة والمتعة، وفيه يخلعون كل معاني الأسى والبؤس، وعن طريق معايشته يستطيع السكان دفن كم هائل من المأساة التي علقت في أذهانهم منذ بدء الحرب قبل نحو خمس سنوات. في بداية الحرب بمدينة تعز بالعام 2015، توقفت الحركة في جبل صبر، وشهد هذا المكان مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية من جهة ومسلحي جماعة أنصار الله الحوثية من جهة أخرى، استطاع في النهاية الطرف الأول الانتصار وطرد المسلحين بعد مواجهات استمرت أشهرا خلفت عددا كبيرا من الضحايا. ومع مطلع العام 2016، بدأ الجبل بشكل فعلي يستقبل زواره من سكان المدينة المحاصرة، فيما ازداد مؤخرا نشاط هذا الجبل بشكل لافت، وبات ملجأ جميلا ومتنفسا فريدا للكثير من السكان. ونتيجة لأهمية جبل صبر، نجد بعض المطربين اليمنيين، قد تغنوا فيه بأغانيهم الجمالية، فيما شعراء يمنيون تحدثوا عن جمال هذا المكان وأهميته كمتنفس يطل على المدينة ويحتضنها من الناحية الجنوبية. ونظرا لاهتمام السكان بالجبل، وتحوله إلى مزار سياحي، قام مستثمرون وتجار محليون ببناء متنزهات فيه، يقيم فيها الزائرون لساعات. ويقول باحثون إن جبل صبر، يعد ثاني أعلى الجبال في اليمن والجزيرة العربية بعد جبل النبي شعيب بمحافظة عمران شمالي البلاد، إذ يبلغ ارتفاعه 3070مترا عن سطح البحر، فيما يبلغ ارتفاعه من مدينة تعز إلى قمته في حصن العروس 1500متر. حديقة مفتوحة للزائرين ويقول الشاب اليمني عماد المشرع، وهو أحد سكان مدينة تعز، إنه" في ظل الحصار المطبق الذي تفرضه مليشيات الحوثي على كافة منافذ المدينة، وسيطرة القوات التابعة للإمارات على مدينة المخا الساحلية، ومنع الدخول إليها، لم يعد أمام أبناء المدينة من خيارات للتنزه والخروج سوى صعود جبل صبر". وأضاف أنه" منذ سنوات أصبح جبل صبر المتنفس الوحيد لأبناء المدينة، وحديقة مفتوحة للزائرين الفارين من صخب الحياة ومشاهد الحرب اليومية". وأردف" تحول الجبل إلى مزار فريد، كونه لم يعد بمقدور سكان تعز الذهاب نحو حدائق الألعاب أو الحيوان التي تقع تحت سيطرة الحوثيين في منطقة الحوبان شرقي المدينة، بسبب الحصار، أو الذهاب إلى سواحل المخا بسبب منع دخولها وخوفا من تعرض الكثيرين إلى الاختطافات". وتعاني مدينة تعز من حصار مطبق من قبل الحوثيين، منذ بداية الحرب، ما أدى إلى خلق صعوبات كبيرة لدى السكان الذين يسلكون طرقا صعبة أخرى تستغرق ساعات بدلا من دقائق قليلة كانت قبل الحصار. وأضاف المشرع في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) أن "جمال جبل صبر الباهر وإطلالته الساحرة على المدينة حوله إلى متنفس عام للرجال والنساء". وتابع" رغم ذلك، فإن الأطفال لا يزالون محرمون من التمتع بطفولتهم، حيث إن الجبل لا يتواجد فيه أي ملاهي أو حدائق، لكنه يبقى الخيار الوحيد في زمن الحرب والحصار". أجواء جذابة ومميزة تمتلك اليمن مقومات سياحية وتراثية طبيعة متنوعة، ما جعلها وجهة للسياح الأجانب الذين كانوا يتدفقون إلى البلاد بشكل مكثف قبل أن تشهد اليمن صراعا سياسيا وعسكريا خلال السنوات الماضية أثر بشكل سلبي على الجانب السياحي. وقد كان جبل صبر من بين المواقع السياحية المهمة في تعز التي تجذب السياح الأجانب والمحليين، نظرا لتميزه ببيئة فريدة. يقول المواطن رهيب هائل في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن جبل صبر بات من أهم المواقع السياحية للسكان في مدينة تعز، حيث يحظى باهتمام كبير من قبل المواطنين. وأضاف أن" الجبل يشهد الإقبال الأكبر في فصل الصيف عندما ترتفع درجة الحرارة في المدينة، فيما تكون مواقع الجبل حينها ذات درجة حرارة معتدلة، ما يجعل الأجواء هناك جذابة ومميزة". ولفت إلى أنه" في فصل الشتاء ينخفض عدد الزوار لجبل صبر، بسبب انخفاض درجة الحرارة فيه بشكل كبير، ما يجعل الأجواء باردة أكثر عن المدينة". وتابع" تمتع الجبل بمزايا إيجابية كثيرة، جعل شعراء يكتبون قصائد عن الأجواء الجميلة والنسائم الفريدة فيه". ومضى قائلا" في جبل صبر عدد من المتنزهات مثل منتزه الشيخ زايد ( رئيس الإمارات السابق)، ومتنفسات أخرى، كانت جاذبة حتى للسياح الأجانب قبل الحرب". وقال إن" الجبل ما زال بحاجة إلى اهتمام أكبر من قبل السلطات المحلية، من حيث توسعة الطرق فيها وبناء متنزهات جديدة وتقديم خدمات مميزة للزوار القادمين". ملتقى الأصدقاء يعد جبل صبر ملتقى مهما للأصدقاء الذين يتجمعون في أحد المتنزهات السياحية فيه، كما يشير المواطن محمد سيف إسماعيل الذي يحرص كثيرا على الذهاب بشكل متكرر إلى المناطق السياحية في تعز. أضاف إسماعيل الذي يسكن في مدينة تعز، لـ (د.ب.أ)، أن الجبل يحتوي على العديد من الغرف الخاصة التي يتم استئجارها من قبل مجموعة من الأشخاص للجلوس فيها خلال فترة الترفيه والتنزه. وتابع" هناك غرف مغلقة وثمة غرف أخرى مفتوحة للهواء الطلق، مما يجعل الزائر من خلالها يستمتع بمشاهدة المدينة من علو مرتفع، يكسوه الأجواء الهادئة والمعتدلة، ما يجلب السعادة للنفس". ولفت إلى أن" الزائر إلى جبل صبر، يلفت انتباهه الازدحام المروري الكبير في الطريق الرئيسية هناك، وهو الأمر الذي يدل على كثرة الزوار إلى الجبل، وحاجة الجبل إلى توسعة سريعة للطريق". وبين أن الجبل يجمع الأهل والأصدقاء في مكان واحد، يمكثون هناك لساعات يتبادلون الحديث والشجون ومناقشة الأوضاع الحالية، إضافة إلى مضغ القات (شجرة منبهة) عند الكثير منهم".

د ب ا
السبت 26 أكتوبر 2019