صحافيون ياملون بعودة حياة الليل الى بغداد بعد "سرقتها" سبع سنوات بالعنف وحظر التجول

وقال زياد العجيلي مدير مرصد الحريات الصحافية لوكالة فرانس برس "تمت سرقة ليالي بغداد لاكثر من سبع سنوات".
واضاف "هناك تشديد على حظر التجول، والمشكلة ان هذا يتم تطبيقه في مثل هذه الاجواء (...) ومع انقطاع الكهرباء يمنعوننا من الخروج لكي نختنق بالداخل".

وقد خففت السلطات ساعات حظر التجول بحيث يبدا اعتبارا من منتصف الليل حتى الخامسة صباحا بعدما كان بين العاشرة مساء والسادسة صباحا.
وردا على سؤال حول ما يتردد عن اغلاق النوادي الليلية بامر من المحافظة، اجاب "يحصل ذلك من دون قوانين، نحن نفتخر بدستورنا، لكن السلطة الفعلية اليوم للقوات العسكرية، فبمجرد نداء يتم اغلاق محلات بيع الكحول والنوادي الليلية وهي مجازة".

وتابع "لا اعرف كيف يحدث ذلك. هناك قادة يصدرون اوامر دون قوانين (...) المشكلة تكمن في التوافقية السياسية التي دمرت البلد، ولم تجعل احترام القانون اولوية بالاضافة الى سيطرة الاسلاميين".
وتؤكد تقارير اعلامية ان محافظة بغداد تشن من حين الى اخر حملات لاغلاق محلات المشروبات الروحية والنوادي الليلية.

وختم العجيلي ان "مسالة حظر التجول مضحكة بسبب التفاوت في تطبيقه بين منطقة واخرى (...) اتمنى ان يلاحظوا ان الجرائم ترتكب في وضح النهار".
من جهته، عبر المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا الذي تفقد الحفل عن تضامنه مع الصحافيين، قائلا "سنعمل على تقليص حظر التجول ساعة واحدة، اي يبدا من الواحدة بعد منتصف الليل".

واضاف "درسنا بصورة معقمة اقتراح تقليص ساعات الحظر لكن يبقى الهاجس الاول هو امن المواطن (...) يمكن ان نضحي بساعة او بساعتين، وعندما نبلغ حالة من الاطمئنان سنرفع حظر التجول".
وشارك العشرات من وسائل الاعلام المحلية والعالمية في الحفل الذي تخللته موسيقى فولكلورية تراثية عراقية.

وقال هيثم العاني احد المشاركين ان "الفكرة الاساسية في اعتصامنا تحققت، وتمكنا من ايصال الفكرة بصورة سلمية وشارك عدد من المسؤولين ونواب البرلمان في الحفل".
وتابع "اوصلنا فكرة ان بامكان الناس التعبير عن انفسهم حتى لو كان ذلك بعد منتصف الليل، (...) نحن على قناعة تامة بان مرتكبي الجرائم يفعلون ذلك في وضح النهار وليس في الليل".
واضاف العاني "انها دعوة للجميع للمبادرة الى اعادة حياة الليل الى بغداد".

يشار الى الصحافيين كانوا باشروا اعتصامهم المسائي قبل حوالى عشرة ايام احتجاجا على الازمة السياسية في البلاد وما يصاحبها من انهيار في الخدمات، لكنهم اضافوا طلبا جديدا هو رفع حظر التجول.
وشهد العراق موجة من الاحتجاجات الشعبية على نقص الخدمات وخصوصا الكهرباء، تخللتها اعمال عنف اوقعت قتيلين في البصرة و17 جريحا من الشرطة في الناصرية الامر الذي دفع وزير الكهرباء كريم وحيد الى الاستقالة.

واصدر الصحافيون بيانا يندد ب"الاجواء الموحشة المصطنعة التي تفرضها قرارات الحكومة (...) لا بد لبغداد عاصمة العالم في العصر الوسيط، ان تنفض غبار اجراءات السلطة وتستعيد القها القديم عبر ايقاعات موسيقية وتراثية".

ويعبر المعتصمون عن املهم ان تتمكن الموسيقى من اطلاق حملة واسعة للمطالبة بالغاء القيود على حركة المواطنين، كي لا يبقى ليل بغداد حكرا على حركة مواكب المسؤولين العراقيين.