والإخصائي البيطري آخيم جروبر مولع بالحيوانات، ومنذ طفولته وهو محاط بها فكان لديه كلب وحوض للأحياء المائية وأقفاص للطيور وسلحفاة يونانية، وفي الحقيقة يرجع الفضل الكبير في أن يصبح طبيبا بيطريا إلى هذه الحيوانات، ولا يزال لديه كلب يطلق عليه اسم بيني.
وهو يعشق الحيوانات بشدة لدرجة أنه يتبنى رأي أن تصحبها إلى الفراش معك عند النوم ما دام تم تطعيمها ضد الأمراض وعلاجها من الديدان، ولكن أيضا مع مراعاة "أن تحب الحيوانات هذا الأمر"، وهذا هو الموضوع الرئيسي لكتاب دونه مؤخرا.
وهو يقول في الكتاب إن الناس ليسوا دائما على دراية جيدة باحتياجات حيواناتهم الأليفة، والكثير من الأشخاص لا يودون تلبية هذه الاحتياجات على أرض الواقع.
وتتمتع الحيوانات الأليفة بالشعبية البالغة وتلقى إقبالا على اقتنائها، ففي ألمانيا وحدها يوجد حوالي 34 مليون منها، من بينهم 14 مليون قطة وتسعة ملايين كلب، وينفق حائزي هذه الحيوانات في ألمانيا مبالغ هائلة تصل إلى 3ر5 مليارات دولار سنويا على شراء الأطعمة والألعاب لها.
ويبلغ جروبر من العمر 52 عاما ويعمل طبيبا بيطريا بجماعة برلين الحرة منذ عام 2004، وعلى مدى عدة أعوام دارت بخلده أفكار كثيرة حول الأدوار التي تلعبها الحيوانات في حياتنا.
ويقول "إننا نحول حيواناتنا الأليفة إلى ضحايا، ويتم إضفاء صفة البشر عليها لدرجة أننا سلبنا منهم الطبيعة الخاصة بهم".
ويتفق لوثر هيلفريتش الرئيس السابق لرابطة الأطباء النفسيين المحترفين الألمان، مع الرأي القائل بأن ثمة تحولا حدث في العلاقة بين الناس وحيواناتهم الأليفة.
ويقول إنه "في السابق كانت الحيوانات الأليفة تلقى معاملة تسودها في الغالب الحماية لها، وكان الأفراد يعدون مثل الحراس لها، واليوم أصبحت غالبا تعامل كأنها لعبة مؤقتة"، واعترف بأن هناك شرائح كثيرة متنوعة من أصحاب الحيوانات تتباين أساليبها في التعامل معها، ويقف في نهاية التعامل المتطرف معها من يريدون إضفاء الطابع البشري عليها".
ويضيف "على أية حال أصبح ينظر إلى الولع المبالغ فيه بالحيوانات على أنه أمر عادي، مقارنة بما كان ينظر إليه منذ 20 أو 30 عاما"، كما يسهم نجوم المجتمع في تعقيد المشكلة، فمثلا عليك في التفكير في مصمم الأزياء الألماني كارل لاجرفيلد وقطته المحببة إلى قلبه تشوبيتي.
ويقول الطبيب النفسي هيلفريتش إنه لا يمكن سؤال حيوان عما إذا كان يريد أن يتم تصويره لوضع صورته على موقع إنستجرام، أو ما إذا كان يريد أن يرتدي ثيابا سخيفة.
ويضيف جروبر إن الأمر يتعلق بالوقت الذي احتاجت فيه منظمات حقوق الحيوانات لتطور وجهات نظرها حول الأساليب التي يجب أن تحكم معاملة الناس لحيواناتهم الأليفة، ويوضح أنه "في غضون فترة 100 عام ظهرت احتجاجات على المعاناة التي تتعرض لها الحيوانات في المعامل والمختبرات الطبية، ولأكثر من 40 عاما ظل الناس يحتجون على استخدام فراء أنواع من الحيوانات في صناعة معاطف السيدات، والآن توجد مناقشات حول معاملة الماشية وتعرض الكائنات الحية لخطر الانقراض".
وهو يرى أن كل هذه المسائل والمناقشات مهمة وضرورية، ولكن هناك موضوعا محظور مناقشته وهو يتعلق بالحديث عن التضحيات التي تجبر الحيوانات على تقديمها كحيوانات أليفة.
ويقول إن الحيوانات الأليفة "تموت بسبب معاملة أصحابها لها وكأنها بشر، غير انه لا يوجد أحد باستطاعته أن يقتحم شقة سكنية ما ليصور هذه المعاناة".
ويوضح جروبر أن إضفاء الطابع البشري لا يعني فقط أنك تجعل حيوانك الأليف بديلا عن طفلك أو شريك حياتك وتعطيه اسما بشريا، وهو اليوم يوجه الاتهام للاتجاه الجديد المتمثل في استيلاد الحيوانات بشكل يجعلها تصبح أشبه بالبشر، مثل أن تكون لها أنوف قصيرة وجبهات أكثر عرضا وأعين يبدو أنها على خط مستقيم، وبنماذج فراء تكون جذابة لعين الإنسان.
وتشمل النماذج المتطرفة سلالة من الكلاب تسمى الباك لديها فراء ناعم متعدد الألوان، والبول دوج الفرنسي، وتدفع الحيوانات ثمنا غاليا لتنفيذ هذا الاتجاه، فمثلا هي لا تحصل على هواء بما فيه الكفاية بسبب صغر حجم أنوفها، وهو يرى أن هذه مسألة قاسية حيث أن معظم المربين الذين يقومون باستيلاد الحيوانات لا يعلمون مدى الألم الذي يتسببون فيه لها.
ويهز جروبر رأسه كتعبير عن الرفض عندما يرى أصحاب الحيوانات يجبرون كلابهم أو قططهم على الاكتفاء بتناول الأطعمة النباتية لأنهم هم أنفسهم يأكلون بنفس الطريقة، وهو يصف في كتابه كيف فسرت امرأة تململ كلب بول دوج بين ذراعيها على أساس أنه نوع من الحب، بينما كان سببه الشعور بالألم وانتهى به الحال إلى الاختناق.
ويضيف "إننا غالبا ما نسيء تفسير نماذج سلوك الحيوانات عندما لا نفهمها"، وما يراه معظم الناس في سلوكها هو في معظم الأحيان نوعا من الإسقاط على ما يشعرون به أنفسهم، وكثيرا ما يكون هذا التفسير بمثابة مرآة تعكس احتياجات المرء الشخصية مثل التوق للتقدير أو الحب.
ولماذا لا يستطيع الناس فهم سلوك حيواناتهم عندما لم يعد يسمح لها بأن تكون على طبيعتها؟. بالنسبة لجروبر يكون هذا أيضا جزءا من تطور الإنسان، فقد تعلم البشر على مدار آلاف الأعوام تفسير الاتصالات غير اللفظية للناس الآخرين، وفقا لما يقوله، ومع ذلك لم يطور البشر على الإطلاق هذه الإمكانية بالنسبة للحيوانات، ويضيف "إننا نأكلهم فقط".
ويضيف ‘ن "الحيوان الأليف يمكنه أيضا أن يعكس بحث الشخص عن إقامة علاقة لا يسودها التعقيد، وهناك خطر كامن في هذا الاتجاه".
بينما يقول كارل لاجرفيلد عن قطته تشوبيتي " إنها مثل كائن بشري، ولكن الشيء الجيد هو أنها لا تقول أي شيء، وليس هناك شيء نتجادل معا بشأنه"، وفي النهاية ما رأي تشوبيتي في هذه العلاقة ؟. ليست هناك طريقة لمعرفة ذلك.
وهو يعشق الحيوانات بشدة لدرجة أنه يتبنى رأي أن تصحبها إلى الفراش معك عند النوم ما دام تم تطعيمها ضد الأمراض وعلاجها من الديدان، ولكن أيضا مع مراعاة "أن تحب الحيوانات هذا الأمر"، وهذا هو الموضوع الرئيسي لكتاب دونه مؤخرا.
وهو يقول في الكتاب إن الناس ليسوا دائما على دراية جيدة باحتياجات حيواناتهم الأليفة، والكثير من الأشخاص لا يودون تلبية هذه الاحتياجات على أرض الواقع.
وتتمتع الحيوانات الأليفة بالشعبية البالغة وتلقى إقبالا على اقتنائها، ففي ألمانيا وحدها يوجد حوالي 34 مليون منها، من بينهم 14 مليون قطة وتسعة ملايين كلب، وينفق حائزي هذه الحيوانات في ألمانيا مبالغ هائلة تصل إلى 3ر5 مليارات دولار سنويا على شراء الأطعمة والألعاب لها.
ويبلغ جروبر من العمر 52 عاما ويعمل طبيبا بيطريا بجماعة برلين الحرة منذ عام 2004، وعلى مدى عدة أعوام دارت بخلده أفكار كثيرة حول الأدوار التي تلعبها الحيوانات في حياتنا.
ويقول "إننا نحول حيواناتنا الأليفة إلى ضحايا، ويتم إضفاء صفة البشر عليها لدرجة أننا سلبنا منهم الطبيعة الخاصة بهم".
ويتفق لوثر هيلفريتش الرئيس السابق لرابطة الأطباء النفسيين المحترفين الألمان، مع الرأي القائل بأن ثمة تحولا حدث في العلاقة بين الناس وحيواناتهم الأليفة.
ويقول إنه "في السابق كانت الحيوانات الأليفة تلقى معاملة تسودها في الغالب الحماية لها، وكان الأفراد يعدون مثل الحراس لها، واليوم أصبحت غالبا تعامل كأنها لعبة مؤقتة"، واعترف بأن هناك شرائح كثيرة متنوعة من أصحاب الحيوانات تتباين أساليبها في التعامل معها، ويقف في نهاية التعامل المتطرف معها من يريدون إضفاء الطابع البشري عليها".
ويضيف "على أية حال أصبح ينظر إلى الولع المبالغ فيه بالحيوانات على أنه أمر عادي، مقارنة بما كان ينظر إليه منذ 20 أو 30 عاما"، كما يسهم نجوم المجتمع في تعقيد المشكلة، فمثلا عليك في التفكير في مصمم الأزياء الألماني كارل لاجرفيلد وقطته المحببة إلى قلبه تشوبيتي.
ويقول الطبيب النفسي هيلفريتش إنه لا يمكن سؤال حيوان عما إذا كان يريد أن يتم تصويره لوضع صورته على موقع إنستجرام، أو ما إذا كان يريد أن يرتدي ثيابا سخيفة.
ويضيف جروبر إن الأمر يتعلق بالوقت الذي احتاجت فيه منظمات حقوق الحيوانات لتطور وجهات نظرها حول الأساليب التي يجب أن تحكم معاملة الناس لحيواناتهم الأليفة، ويوضح أنه "في غضون فترة 100 عام ظهرت احتجاجات على المعاناة التي تتعرض لها الحيوانات في المعامل والمختبرات الطبية، ولأكثر من 40 عاما ظل الناس يحتجون على استخدام فراء أنواع من الحيوانات في صناعة معاطف السيدات، والآن توجد مناقشات حول معاملة الماشية وتعرض الكائنات الحية لخطر الانقراض".
وهو يرى أن كل هذه المسائل والمناقشات مهمة وضرورية، ولكن هناك موضوعا محظور مناقشته وهو يتعلق بالحديث عن التضحيات التي تجبر الحيوانات على تقديمها كحيوانات أليفة.
ويقول إن الحيوانات الأليفة "تموت بسبب معاملة أصحابها لها وكأنها بشر، غير انه لا يوجد أحد باستطاعته أن يقتحم شقة سكنية ما ليصور هذه المعاناة".
ويوضح جروبر أن إضفاء الطابع البشري لا يعني فقط أنك تجعل حيوانك الأليف بديلا عن طفلك أو شريك حياتك وتعطيه اسما بشريا، وهو اليوم يوجه الاتهام للاتجاه الجديد المتمثل في استيلاد الحيوانات بشكل يجعلها تصبح أشبه بالبشر، مثل أن تكون لها أنوف قصيرة وجبهات أكثر عرضا وأعين يبدو أنها على خط مستقيم، وبنماذج فراء تكون جذابة لعين الإنسان.
وتشمل النماذج المتطرفة سلالة من الكلاب تسمى الباك لديها فراء ناعم متعدد الألوان، والبول دوج الفرنسي، وتدفع الحيوانات ثمنا غاليا لتنفيذ هذا الاتجاه، فمثلا هي لا تحصل على هواء بما فيه الكفاية بسبب صغر حجم أنوفها، وهو يرى أن هذه مسألة قاسية حيث أن معظم المربين الذين يقومون باستيلاد الحيوانات لا يعلمون مدى الألم الذي يتسببون فيه لها.
ويهز جروبر رأسه كتعبير عن الرفض عندما يرى أصحاب الحيوانات يجبرون كلابهم أو قططهم على الاكتفاء بتناول الأطعمة النباتية لأنهم هم أنفسهم يأكلون بنفس الطريقة، وهو يصف في كتابه كيف فسرت امرأة تململ كلب بول دوج بين ذراعيها على أساس أنه نوع من الحب، بينما كان سببه الشعور بالألم وانتهى به الحال إلى الاختناق.
ويضيف "إننا غالبا ما نسيء تفسير نماذج سلوك الحيوانات عندما لا نفهمها"، وما يراه معظم الناس في سلوكها هو في معظم الأحيان نوعا من الإسقاط على ما يشعرون به أنفسهم، وكثيرا ما يكون هذا التفسير بمثابة مرآة تعكس احتياجات المرء الشخصية مثل التوق للتقدير أو الحب.
ولماذا لا يستطيع الناس فهم سلوك حيواناتهم عندما لم يعد يسمح لها بأن تكون على طبيعتها؟. بالنسبة لجروبر يكون هذا أيضا جزءا من تطور الإنسان، فقد تعلم البشر على مدار آلاف الأعوام تفسير الاتصالات غير اللفظية للناس الآخرين، وفقا لما يقوله، ومع ذلك لم يطور البشر على الإطلاق هذه الإمكانية بالنسبة للحيوانات، ويضيف "إننا نأكلهم فقط".
ويضيف ‘ن "الحيوان الأليف يمكنه أيضا أن يعكس بحث الشخص عن إقامة علاقة لا يسودها التعقيد، وهناك خطر كامن في هذا الاتجاه".
بينما يقول كارل لاجرفيلد عن قطته تشوبيتي " إنها مثل كائن بشري، ولكن الشيء الجيد هو أنها لا تقول أي شيء، وليس هناك شيء نتجادل معا بشأنه"، وفي النهاية ما رأي تشوبيتي في هذه العلاقة ؟. ليست هناك طريقة لمعرفة ذلك.