نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


عصر الإمام الرقمي .....الإسلام على مذهب "الشيخ غوغل " في بلاد تبيح كل أشكال المنكر




امستردام - مارتاين فان تول – يبحث الشباب المسلم في هولندا عن إجابات تهم حياتهم اليومية عبر الشبكة العنكبوتية. كيف يمكن أن تكون مسلما جيدا في هولندا البلد غير المسلم؟ في كثير من الأحيان يضل هؤلاء السبيل. فهل يهبّ "الإمام الرقمي" لإنقاذهم؟


عصر الإمام الرقمي .....الإسلام على مذهب "الشيخ غوغل " في بلاد  تبيح كل أشكال المنكر
هل يجوز لي السباحة في البحر؟ هل يجوز لي غسل المسنين؟ هل الجنس عن طريق الفم طاهر؟ هذه بعض الأسئلة التي قد يستغربها بعض الهولنديين حيث تبيح هولندا معظم ما يعتبره المسلمون منكرا ولكن هذه الاسئلة تشغل بال العديد من المسلمين في هولندا.

إنه لأمر عسير بالنسبة للمسلم الملتزم أن يوفق بين دينه وبين حياته في هولندا العلمانية. اقتناء بيت بواسطة قرض على سبيل المثال ليس متاحا، لأن المسلمين لا يجوز لهم دفع الفوائد أو الحصول عليها. مثال آخر: تنوي التصدق بقسط من راتبك للجمعيات الخيرية، ولكن هل تتصدق أيضا على جمعيات خيرية غير إسلامية؟ ما هو الحرام وما هو الحلال بالنسبة للمسلمين في هولندا؟ قائمة الأسئلة لا تنتهي.

ياسمين الكسيحي عضو مجلس إدارة مسجد ’البولدر‘ في أمستردام، تسعى إلى ملاءمة الإسلام مع المجتمع الهولندي، وتؤكد أن الشبان المسلمين هم من تقلقهم بصفة خاصة الأسئلة حول هويتهم:

"نلاحظ أن الشباب هم من ينشغل أكثر بالبحث. تسعة من كل عشرة من الشباب لديهم خلفية دينية، ولكن المعرفة الحقيقية بالإسلام تنعدم لديهم. وبما أنهم يواجهون تساؤلات جدية حول الإسلام فإنهم يبدؤون رحلة البحث، وشبكة الإنترنت هي الوسيلة لإيجاد الأجوبة."

ظهور موجة انتقاد الإسلام في هولندا خلال السنوات الأخيرة هو في نظر الكسيحي ما يدفع الشباب المسلم إلى التعمق في كسب المزيد من المعرفة عن دينهم. ولكن البحث في شبكة الانترنت يمكن أن يؤدي إلى البلبلة. هكذا تلقت الكسيحي قبيل وقت قصير من إجراء الانتخابات النيابية في هولندا عبر البريد الإلكتروني رسالة من شاب مسلم مفادها أن التصويت حرام. استند الشاب في رسالته على توجيهات من إمام سعودي وجدها على شبكة الإنترنت تحظر المشاركة في الانتخابات. وقبل يوم واحد من الاقتراع توصلت الكسيحي من نفس الشاب على رسالة ترفع حظر الرسالة الأولى، موضحا أن التصويت "حلال".

ينشأ الخلط والارتباك عن تقادم الضوابط الإسلامية واختلاف بيئتها الثقافية في الزمان والمكان. مثل هذه الفتاوى لا تراعي أوضاع المسلمين في هولندا. ومن أجل تعزيز مكانهم في المجتمع الهولندي طور الشباب المسلم طريقة خاصة بهم للتعامل مع قضاياهم، أو ما يسمى ’الإسلام حسب الرغبة‘. فعلى سبيل المثال يزاوج العديد من المسلمات بين ارتداء سراويل الجينز وتغطية الرأس بالحجاب.

العديد من الشباب المسلمين في هولندا يواجهون أسئلة لا يواجهونها عادة في البلدان الإسلامية. مثلا: ماذا تفعل إذا كنت ترغب في العمل في سوبر ماركت، بينما لا يسمح الإسلام ببيع المشروبات الكحولية؟ أو إذا لم تحصل من رب العمل الهولندي على يوم إجازة لأداء صلاة الجمعة؟ هل تستقيل إذن من العمل، أم تبحث عن مكان بديل كأن تؤدي صلاتك في المرحاض مثلا؟ وهل أداء الصلاة في المرحاض حلال؟

الشباب المسلم في هولندا يبحث عن طوق النجاة عبر شبكة الإنترنت، ولكن وفق الباحث في العلوم السياسية زكرياء اليوسفي لا يؤدي هذا البحث إلا لمزيد من الارتباك:

"أعتقد أن كثيرا من الشباب يضلون الطريق عندما يتعلق الأمر بالاختيار. كثير منهم تواجههم أسئلة ولا يعرفون لمن يتوجهون. الآن هناك شبكة الانترنت، غير أن العديد من الشباب لا يقبل بالإجابات التي يجدونها فيها. فهي إجابات صارمة جدا، غير مقنعة أو لا ترتبط كثيراً بواقعهم. وعادة ما يقول الشباب من باب الدعابة:"اذهب إلى الشيخ غوغل واكتب ما تبحث عنه فتحصل منه على كل ما تريد".

محمد العيساتي هو مؤسس موقعMaroc.nlمنبر يزوره كثير من المسلمين الهولنديين بهدف المناقشة والدردشة. وهو يوافق اليوسفي على أن الشباب المسلمين لا يحصلون على مبتغاهم من الإنترنت إلا النزر القليل. ويرى العيساتي أن منابر الإنترنت تشبه أسواق السمك حيث يصيح كل هاو بما يكتب في مزج عشوائي بالفتاوى:

"بعض الفتاوى مثيرة للسخرية مثل فتاوى ضد قناة يوتيوب أو الفيسبوك، فضلا عن أنها فتاوى ليست واضحة تماما. كما أنها تكون أحيانا مضحكة بالنسبة لشباب القرن الحادي والعشرين، والذين يجعلون من الإنترنت نمط الحياة، أن تأتيهم فتاوى من السعودية تحظر عليهم زيارة بعض المواقع".

ولكن إذا كان الشيخ غوغل يزرع المزيد من الارتباك بدل توزيع الحكمة، فمن أين ستأتي الحكمة إذن للشبان المسلمين في هولندا؟ الجواب واضح بالنسبة للعيساتي: إمام يتقن اللغة الهولندية، يفهم رحلة البحث لدى الشباب المسلم في هولندا ثم يقوم بتقديم النصيحة لهم عبر الإنترنت، والتي تعد بمثابة ’مكة الرقمية‘ بالنسبة لهذا الجيل. ’إمام رقمي‘ يعرف الجواب عن سؤال ما إذا كانت الجبنة من نوع ’خاودا‘ حلالا أم حراما؟

مارتاين فان تول – إذاعة هولندا العالمية
الجمعة 13 غشت 2010