نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


مستحضرات تفتيح البشرة ..من العز والاهتمام للمعارضة والاستهجان




نيروبي/نيودلهي - آن صوفي جالي وجيويا فورستر – خلال حياتها العملية كانت مذيعة التلفاز إيفوني أوكوارا يقال لها دائما إن بشرتها داكنة للغاية.
وتقول أوكوارا وهي تتذكر تعليقات الرؤساء والزملاء، "كانوا يخبرونني دائما إن لون بشرتي داكنة جدا بحيث لا تناسب العمل التليفزيوني، ويطلبون مني أن أضع مزيدا من مستحضرات التجميل"، وأوضحوا لها وهي في مرحلة مبكرة من حياتها المهنية أن "طلتها ولون بشرتها لن يجعلاها تتقدم في عملها، لأنهما ليس ما يريده المجتمع، والآن أصبحت أوكوارا اسما ساطعا يتردد في بيوت كينيا بعد أن أصبحت مذيعة لامعة للأخبار في تليفزيون "سيتزين" أي المواطن.


 
وتقول "حتى بين الأفريقيين هناك وصمة ضد الأشخاص ذوي البشرة السوداء، وثمة مستويات متباينة من التمييز".
وهذا التمييز من الأمور الشائعة في مختلف أنحاء أفريقيا وآسيا، ويساعد على تغذية صناعة تبلغ تعاملاتها مليارات الدولارت متخصصة في منتجات تفتيح البشرة، وهي منتجات تباع منذ عقود وتحتوي أحيانا على مواد ضارة بالصحة.
غير أنه بفضل حملة "حياة السود مهمة" التي تتبناها حركة مناهضة للعنصرية، بدأت في الولايات المتحدة عام 2013، فإن هذا الاتجاه بدأ في التغير رويدا رويدا.
وتشير راشمي ساركار وهي طبيبة هندية متخصصة في الأمراض الجلدية، إلى أن بعض هذه المنتجات تحتوي على عناصر لإزالة اللون والتبييض يمكن أن تسبب الطفح الجلدي، كما أن كثيرا منها يكون تأثيره مؤقتا مما يجبر المستخدمين على الاستمرار في شرائها طوال حياتهم، حتى يحصلوا على التأثير المرغوب فيه.
غير أن هذه التحذيرات لا تثني الزبائن عن شراء هذه المنتجات.
وتتذكر الفتاة الهندية فايدهي سريرام أنها في طفولتها، كانت تشعر أن بشرتها سوداء خاصة عندما يمتدح المعلمون شكل البنات الأخريات ذوات البشرة الفاتحة.
في وقت لاحق قال لها الأقارب أثناء التجمعات العائلية إن لون بشرتها داكن للغاية لدرجة أنها لن تستطيع الحصول على زوج جيد، ونصحوها بألا ترتدي ملابس وردية اللون لأنها ستجعل بشرتها تبدو أكثر سوادا، ومن هنا قامت سريرام وشقيقاتها وهما في سن الشباب بتلطيخ وجوههن بالكريمات، على أمل أن يصبح لونهن فاتحا، وتقول أحيانا تبدو بشرتنا بيضاء كالأشباح".
وتزدهر صناعة منتجات تفتيح البشرة، وبلغت قيمة سوق المنتجات 4ر4 مليار دولار عام 2018، ومن المتوقع أن تنمو لتصل إلى 7ر8 مليار دولار عام 2027، وذلك وفقا لمعهد "ستراتيجي إم.آر.سي" لأبحاث السوق، ويرجع ذلك لازدياد اهتمام الناس بمنظرهم وطلتهم، وإلى أن الزبائن المحتملين لديهم المال لينفقوه على هذه المنتجات.
ومع ذلك أضطرت هذه الصناعة على التغير بالتدريج، بعد أن اعترضت حركات مثل "حياة السود مهمة" على هذه الأنماط المثالية للجمال.
ويقول روبالي سواين من شركة (جي.إم.ىي) لأبحاث السوق، إنه "بعد الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، بدأت بعض الشركات المنتجة تفكر في تغيير منتجاتها التي تفتح لون البشرة أو تطلق أسماء أخرى عليها".
وينطبق ذلك على شركة "يونيلفر" العملاقة لمستحضرات التجميل، والتي حقق منتجها "أشقر ومحبوب" مبيعات هائلة في الهند لسنوات.
وكانت الشركة تطلق إعلانا حتى فترة قربية، يظهر الأشخاص الذين استخدموا كريم التفتيح وهم ينعمون بحياة أكثر سعادة ونجاحا.
ومنذ ذلك الحين تم توجيه الانتقادات إلى كلمة "أشقر"، مما دفع الشركة إلى إعادة تسمية المنتج لتصبح "متوهج ومحبوب"
ويعلق متحدث باسم شركة يونيلفر على هذا التطور بقوله "أدركنا أن استخدام كلمات أشقر وأبيض وفاتح، يوحي بنموذج مثالي وحيد للجمال، وهو ما نعتقد أنه أمر يجانبه الصواب"، ويضيف إن شركته قررت مؤخرا إلغاء هذه الكلمات تماما من النشرات المدونة على عبواتها وأيضا من إعلانات التسويق".
بل أن شركات أخرى اتخذت خطوات إضافية.
وعلى سبيل المثال أعلنت شركة "جونسون آند جونسون" مؤخرا، أنها ستوقف بيع اثنين من منتجاتها.
وقالت الشركة في بيان "إن البشرة التي تتمتع بالصحة هي البشرة الجميلة"، مما يعني اعتذارها عن ربط الجمال بالبشرة البيضاء.
ودعا كثر من المنتقدين شركة يونيلفر إلى وقف إنتاج كريم تفتيح البشرة تماما، قائلين إنه "يروج لمشاعر ضد السواد بين المستهلكين الذين يستخدمونه.
لكن التغيير يجب أن يأتي أيضا من داخل المجتمع.
فمثلا نجد أن مذيعة التلفاز أوكوارا لم تستعمل مطلقا منتجات تفتيح البشرة.
وتقول أوكوارا إن التمييز القائم على لون بشرة الناس هو جذر المشكلة، ويجب معالجة هذه المسألة.
وتضيف "في حالة عدم اهتمام الناس بلون البشرة، فإن صناعة منتجات تفتيح البشرة لن يكون لها وجود".
كما أن سريرام توقفت عن استخدام هذه المنتجات، بل وصارت أيضا ترتدي ملابس وردية اللون غير مصغية لنصائح أقاربها، وذلك لأنها تحب اللون الوردي.

آن صوفي جالي وجيويا فورستر
الاربعاء 23 سبتمبر 2020