نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


نساء نيبال يثرن ضد المفاهيم التقليدية للمجتمع الذكوري




كاتمندو – صارت النساء في نيبال يدرن ظهورهن للمجتمع، بالمعنى الحرفي، اعتراضا على المفاهيم الأبوية للاحتشام. وفي رد فعل لصورة جرى بثها عبر منصات التواصل الاجتماعي ولقيت نسب مشاهدة عالية، سارعت النساء لوضع صور على هذه المنصات لظهورهن، للفت الانتباه لمظاهر كراهية النساء المنتشرة على نطاق واسع في المجتمع النيبالي.


 

ولعدة أسابيع أغرقت صورة مشهد منصات التواصل الاجتماعي، رغم أنه كان من الممكن في أحوال أخرى ألا يلقي أحد بالا لمثل هذه الصورة. تظهر الصورة امرأة ترتدي بلوزة بلا ظهر وسروالا من الجينز، وهي تجلس على المقعد الخلفي لدراجة نارية من الواضح أنها تحمل لوحة أرقام حكومية، واتضح فيما بعد أن المرأة موظفة في جهة حكومية، وأن الصورة التقطت بينما كانت تركب الدراجة النارية مع زميلها في العمل في طريقهما لأداء مهمة رسمية.
ومنذ بدأت الصورة تنتشر على منصات التواصل، مثل تويتر وفيسبوك، انتقد كثير من مستخدمي هذه المنصات المرأة لارتدائها ملابس غير لائقة، بينما توجه إليها آخرون بعبارات التهكم قائلين إنها بدت كما لو كانت ذاهبة إلى موعد غرامي وليس في مهمة عمل..
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن بلدية "جالشي" الريفية وهي الجهة التي تعمل بها المرأة، طلبت منها توضيحا "لارتداء ملبس غير لائق" أثناء ساعات العمل.
واحتشدت المنظمات النسوية والنشطاء في نيبال للدفاع عن المرأة، ووصفوا الهجوم عليها بأنه "نموذج صارخ لكراهية النساء"، السائدة في هذه الدولة المحافظة ذات الأغلبية الهندوسية.
وردا على هذا الهجوم، نشرت سابيتري جواتام، وهي صاحبة عمود صحفي ولها مكانتها، صورة لظهرها العاري على موقع تويتر، مع تغريدة: "ظهري ليس مسؤولا عن تحمل عبء الهيبة والوقار الذي تتمتع به أيها الرجل".
وانضمت إليها عشرات النساء، وطالبن بإنهاء ثقافة الحراسة والمراقبة الأخلاقية للمرأة.
وقالت بابيتا راي، وهي من النشطاء المدافعين عن حقوق، النساء لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا)، موضحة السبب في نشرها صورة لظهرها عبر منصات التواصل: "فعلت ذلك لأعبر عن تضامني مع تلك المرأة، حيث إن هذا النشر يظهر كيف تسعى الدولة، ذات النظام الأبوي، إلى السيطرة على أجسامنا".
وأضافت راي أنه لا يجب على الدولة أو المجتمع أو الأسرة أن يملوا على المرأة ما يجب أن ترتديه، أو نوعية سلوكها. لم تكن الملابس لتثير مشكلة لو كان رجلا.
وخلال الأعوام الأخيرة لجأت النساء في مختلف أنحاء العالم إلى قوة منصات التواصل الاجتماعي، للتعبير عن احتجاجهن على المحظورات المجتمعية والعنف الموجه من الرجال إلى النساء.
وعلى سبيل المثال، أخذت النساء في تركيا في نشر صور لهن بالأبيض والأسود -بدلا من الصور الملونة - للاحتجاج على عمليات "القتل من أجل الشرف"، وفي الهند شنت النساء حملات لمقاطعة مستحضرات التجميل المستخدمة لتبييض البشرة، في اعتراض على مفهوم يرى أن البشرة البيضاء فقط هي الجميلة. وحققت نيبال التي لا زالت تنتظر أن يتولى الحكم فيها ذات يوم رئيسة وزراء، للمرة الأولى، تقدما ملحوظا في زيادة نسبة تمثيل المرأة في كافة مناحي الحياة، بفضل المشاركة النشطة للنساء في جميع المتغيرات السياسية البارزة، بما فيها الحرب الأهلية التي استمرت ما يزيد على عقد من الزمان.
ونيبال ضمن دول قليلة في العالم تتولى الرئاسة فيها امرأة، وتبلغ نسبة النساء في البرلمان 5ر33% من إجمالي مقاعد البرلمان الفيدرالي ذي المجلسين، وهي نسبة أعلى من نظيرتها العالمية التي تبلغ 3ر24%، وذلك وفقا للأرقام التي نشرتها وكالة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في شباط/فبراير 2019.
غير أن المساواة بين الجنسين لا تزال بعيدة المنال، حيث أنه لا يوجد سوى مجموعة محدودة من النساء على مستوى اتخاذ القرارات، ولا تزال النساء لا يستطعن منح المواطنة لأطفالهن حال كانت هوية الأب مجهولة.
وينتشر العنف ضد النساء في نيبال، بينما يتم إبعاد بعض النساء أثناء فترة الحيض، حيث يتم معاملتهن على أنهن غير طاهرات، كما يفضل الآباء إنجاب الذكور بسبب المعتقدات السائدة، إلى جانب المساوىء الاجتماعية الشائعة مثل دفع الفتيات المهور عند الزواج، في الوقت الذي يشيع فيه زواج القاصرات.
وأوضحت النائبة البرلمانية، لاكشمي باريار، لـ "د.ب.أ"، أن مكانة المرأة لا زالت متأخرة عن الرجل بسبب محدودية الفرص الاقتصادية والتعليمية، رغم أن النساء أصبحن أكثر حضورا في الحياة السياسية بسبب نص دستوري يقضي بتخصيص ما نسبته 33% من مقاعد البرلمان الفيدرالي للمرأة.
L
وقالت باريار: "سواء كان ذلك في العمل السياسي أو غير ذلك من مجالات الحياة، لا يزال المجتمع عازفا عن إيلاء الثقة للنساء لتولي المناصب القيادية، مهما كان ما يتمتعن به من كفاءة وجدارة، وهناك أسباب أخرى كثيرة، ولكن هذه العقلية ما زالت هي العقبة الرئيسية في تشكيل مجتمع يتمتع بالمساواة."

روشان سيدهاي
الاربعاء 7 أكتوبر 2020