نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


نور النساء عنايت خان: الأميرة المسلمة التي ضحت بحياتها لدحر النازية




وصفها البريطانيون بالشجاعة ولقبوها بالبطلة لــ "عملها بتفانٍ وإخلاص من أجل الحرية"، وقتلها النازيون بعد تعذيبها بشكل وحشي لمدة عشرة أشهر.


إنها الأميرة الهندية المسلمة، نورالنساء عنايت خان، التي قد تظهر صورتها على أكبر عملة ورقية في البلاد من فئة خمسين جنيه استرليني عام 2020، تكريماً لها. "بطلة المسلمين والبريطانيين" أقامت المملكة المتحدة تمثالاً للأميرة المسلمة التي ولدت في روسيا عام 1914، في ساحة "غوردون" الشهيرة بوسط العاصمة البريطانية، لندن، وأزيح عنه الستار بحضور الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث، وابنتهما الأميرة آن. عملت الأميرة التي ترعرعت في بريطانيا وفرنسا، في صفوف قوات النخبة في مجال الجاسوسية لصالح بريطانيا خلال الحرب العالمية، كمشغلة للراديو اللاسلكي عام 1942. وكانت أول امرأة تقوم بتلك المهمة في فترة احتلال ألمانيا النازية لفرنسا، ودفعت حياتها ثمناً "لإخلاصها لوطنها". ألقي القبض عليها من قبل النازيين في فرنسا، واقتيدت إلى سجن انفرادي في ألمانيا، وتعرضت للتعذيب وللتجويع وللضرب لمدة عشرة أشهر متواصلة، إلا أنها لم تستسلم ولم تكشف عن الأسرار التي لديها ولا عن مهمتها، لتنتهي حياتها بإطلاق النار عليها وعلى ثلاثة اعتقلوا معها في 13 سبتمبر/أيلول 1944. بعد مقتلها تم منحها وسام "صليب جورج" في المملكة المتحدة، وهو وسام يُمنح لمن قام بأعمال بطولية نادرة، تكريماً لها على شجاعتها وبطولتها. كما منحتها فرنسا وسام "صليب الحرب" الذي يُمنح للأبطال في البلاد. وأقامت فرنسا لها نصبين تذكاريين بالإضافة إلى إحياء ذكرى وفاتها سنوياً. وتحولت سيرة حياتها إلى أفلام سينمائية ووثائقية ومسرحيات على خشبات المسارح في الهند والمملكة المتحدة وفرنسا. قيل الكثير عن الأميرة، وغطت جميع الصحف أخبارها لبطولتها النادرة عند الاعلان عن مقتلها. وكتبت الباحثة، باسو التي درست حياتها لمدة ثماني سنوات: "لم تتصرف الأميرة نور مدفوعة بولائها المطلق لبريطانيا، بل بسبب كرهها للفاشية والديكتاتورية، كانت فتاة حسناء جميلة وشجاعة وذات شخصية قوية، وذكية وحساسة وموسيقية أتقنت العزف على عدة آلات موسيقية إلى جانب اتقانها للغات الهندية والفرنسية والإنجليزية". وقالت باسو عنها: "تربت على مبادئ التسامح الديني وكره العنف والاحتلال بكل أشكاله على يد والدها الصوفي وكانت من دعاة استقلال الهند عن بريطانيا". ترعرعت في كنف والدها الموسيقي الصوفي، وعُرف عن جدها الأكبر، السلطان تيبو، رفضه الخضوع للحكم البريطاني وقاد معارك ضد الاحتلال، فقُتل في إحداها عام 1799. انتهى الأمر بأسرة نور النساء، الهروب إلى موسكو في روسيا حيث وُلدت نور، في الأول من يناير/كانون الثاني عام 1914 لأب هندي وأم أمريكية. انتقلت العائلة بعد اندلاع الثورة الشعبية في روسيا في مطلع الحرب العالمية الأولى للعيش في بريطانيا، ثم انتقلوا إلى فرنسا عام 1920. وبعد وفاة والدها الأمير، عنايت خان، بسبعة أعوام، قررت نور الالتحاق بالجيش، بعد أن أنهت دراستها في علم نفس الأطفال في جامعة سوربون. كما درست أيضاً في باريس وعزفت على عدة آلات موسيقية أبرزها القيثارة والبيانو. وعندما كانت في منتصف العشرينات من عمرها، كان لديها عمود في صحيفة "لا فيغارو" الفرنسية، نشرت قصصاً عن حياة الأطفال الهنود. ونشرت عام 1939 كتابها "عشرون حكايا من جاتاكا"، تحدثت فيه عن الملامح الأساسية لعقيدتها ورؤيتها التي تمحورت حول استعدادها للنضال في سبيل السلام لكل البشر حتى لو كلف ذلك حياتها. وبحثت في تراث الأنبياء والثقافات الدينية للكشف عن المشترك وحلّ العوائق التي قد تعترض طريق التواصل بين المعتقدات. كما بحثت في تاريخ الأدب الأوروبي، وعشقت القصائد الملحمية في العصور الوسطى، مثل ملحمة شهرزاد، والحكيم السلطان جلال الدين محمد أكبر والموسيقية والشاعرة الصوفية الهندية ميرا باي. كتبت مقالات وقصص عن الأساطير الروسية والبولونية والأساطير اليونانية، وقصص عن المسيحية. وعشية الحرب العالمية الثانية عام 1939 ، تلقت دورات في التمريض وعملت لدى الصليب الأحمر الفرنسي. وبعد استسلام الحكومة الفرنسية لألمانيا النازية هربت برفقة والدتها وشقيقتها إلى بريطانيا بواسطة قارب. وصلت إلى المملكة المتحدة تحت اسم نور بكر هرباً من النازيين، وانضمت إلى سلاح الجو كمشغل لاسلكي. ولاحقاً إلى فرقة النخبة عام 1942. سافرت إلى فرنسا كجاسوسة لصالح بريطانيا تحت اسم مادلين، رغم أن التقرير الذي أصدرته الجهة التي أشرفت على تدريبها أوصى بعدم تكليفها بمهمة صعبة كونها عاطفية جداً. وعملت في خلايا المقاومة في فرنسا التي كانت تسمى"بروسبر". ورغم انتشار خبر اختراق جاسوس نازي لاحقاً لهذه الخلايا، إلا أنها رفضت العودة إلى بريطانيا مخاطرة بحياتها. ووصفتها باسو قائلةً: "لقد كانت كاتبة قصص أطفال وموسيقية، لكنها سارت في اتجاه معاكس وبرعت في مجال عملها الجديد". ورغم تصفية العديد من الجواسيس الذين كانوا معها في الشبكة من قبل الشرطة الألمانية السرية، جيستابو، إلا أنها لم تصغِ إلى أوامر القيادة في انجلترا بالعودة إلى الوطن، بل عملت بمفردها في إدارة شبكة كاملة من العملاء في جميع أنحاء باريس لثلاثة أشهر أخرى، غيرت خلال تلك الفترة اسمها ومظهرها مرات عديدة. وفي النهاية، تعرضت للخيانة بعد أن وشت بها امرأة فرنسية، وأرسلت إلى سجن انفرادي في ألمانيا. ورغم تعرضها لكافة أنواع التعذيب لمدة 10 أشهر متواصلة، ظلت صامدة ولم تكشف عن الأسرار التي كانت تعرفها. ووصفها وقتها النازيون بـ "الخطيرة للغاية". بعد نقل نور عنايت وثلاثة من العملاء الذين عملوا معها عام 1944، إلى معسكر الاعتقال "داخاو" جنوبي ألمانيا، أطلق عليها ومن معها النار لتكون نهايتها في 13 سبتمبر/أيلول من العام نفسه. أظهرت الأميرة الجاسوسة صلابة داخلية ومقاومة وشجاعة لا مثيل لها أثناء اعتقالها رغم نشأتها في بيئة مسالمة ومتسامحة . وتقول سابو:" أعتقد أنه يجب ألا ننسى جهود أكثر من مليونين ونصف المليون من الهنود الذين قاتلوا خلال الحرب العالمية الثانية، إنهم جزء لا يتجزأ مما نحن عليه الآن".

وكالات -بي بي سي
الاربعاء 24 يوليوز 2019