والآن أصبحت ليلى متأكدة تماما من أنها لن تعود أدراجها مرة أخرى.
وتركت ليلى مكتب السفريات الذي تعمل فيه بنيويورك مع بدء انتشار جائحة كورونا، ذلك لأنها أدركت أنه صار من الصعب أن تعمل من المنزل، حيث تقيم في غرفة صغيرة داخل شقة مشتركة بضاحية بروكلين.
وبالتالي كان على ليلى التي يبلغ عمرها31 عاما أن تنتقل مع أمها إلى المنطقة الجنوبية من ولاية كاليفورنيا، غير متخيلة كم من الزمن سيمضي على بقائها في هذا المكان.
و قصة ليلى سعيد ليست فريدة من نوعها، حيث أن مئات الآلاف من الأشخاص مروا بتجارب مماثلة خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأول الأشخاص الذين تركوا مدينة نيويورك التي تلقب بالتفاحة الكبيرة، هم الأثرياء الذين غادروا مقار إقاماتهم الراقية، في أحياء "أبر إيست سايد" و "أبر وست سايد" أو سوهو، ليقيموا في بيوتهم التي اعتادوا تمضية فصل الصيف فيها.
ثم غادر منازلهم بعد ذلك أولئك الذين فقدوا وظائفهم، أو الذين قرروا تأسيس مكتب في مكان آخر يتم العمل فيه من خلال شبكة الإنترنت.
والآن تبدو جولة خلال شوارع نيويورك أنها هادئة بشكل يثير الدهشة بالنسبة لمدينة تشتهر بأنها لا تنام، وتشير أبراج المكاتب الخالية في ميدتاون ووسط المدينة إلى أن الرأسمالية الغربية قد توقفت، ومن ناحية أخرى صار ميدان التايمز موحشا، وتمثال الحرية مهجورا حيث لم يعد هناك إلا مجموعة محدودة من السياح.
وبمجرد أن غادرت ليلى المدينة علمت أن المكتب الذي تعمل به سيغلق لفترة من الزمن، فاتصلت هاتفيا بزميلتها التي تشاركها الشقة السكنية ببروكلين، وقامت الزميلة بجمع أمتعتها وبيع أثاثها وأرسلت إليها الأوراق والملابس الخاصة بها إلى مقر إقامتها الجديد المطل على المحيط الهادي.
والآن لا تفكر ليلى حتى في العودة إلى نيويورك، وأوضحت قائلة "أن العودة تعني أنني سألتزم مرة أخرى بتأجير مكان للسكن، في الوقت الذي تسود فيه كثير من مشاعر عدم التيقن إزاء ما يحمله المستقبل لكل فرد من الناحية المهنية وبالتالي من الناحية المالية".
وضربت الجائحة الاقتصاد الأمريكي بشدة، حيث اختفت 4ر1 مليون وظيفة في ولاية نيويورك في حزيران/يونيو الماضي مقارنة بما حدث في العام السابق. وارتفعت معدلات البطالة في مدينة نيويورك من 9ر3% إلى 4ر20%، ويخشى الكثيرون من أن تستغرق استعادة الاقتصاد لعافيته وقتا أطول مما هو متوقع.
وتأثر بفقدان كثير من الوظائف الأفراد الذين يعملون في قطاع الخدمات والصناعات والأنشطة الصغيرة، التي قد لا تستطيع النجاة من الأزمة الحالية على الإطلاق.
كما أثرت الجائحة على الأنشطة الاقتصادية الأكبر حجما أيضا في مانهاتن.
وفي الأحياء التي يمكن أن تبلغ قيمة إيجار شقة مكونة من غرفتي نوم بسهولة خمسة آلاف دولار في الشهر، تراجعت القيمة الإيجارية وصار أصحاب المنازل الآن يعرضون شققهم للإيجار مع التنازل عن إيجار بضعة أشهر. وأضحى عدد الشقق الشاغرة أعلى من المعدل الذي كان عليه خلال 14 عاما مضت، وذلك وفقا لما تشير إليه دراسة أعدتها شركة "دوجلاس إليمان" العقارية.
وقد تظل هذه المنازل شاغرة لفترة من الزمن، حيث أن العدد المحدود من العاملين الذين عادوا إلى المدينة لن يكفي لحل الأزمة.
ومن المتوقع أن يعود مانسبته 10% فقط من العاملين إلى مكاتبهم في مانهاتن خلال الصيف الحالي، وذلك وفقا لدراسة ميدانية أجرتها منظمة "بارتنرشيب مدينة نيويورك" التي تضم ممثلين عن الشركات الكبرى بالمدينة، حيث تشير الدراسة إلى أنه من المرجح أن يعود مانسبته نحو 40% من العاملين إلى أعمالهم بحلول نهاية العام الحالي.
وحتى في حالة عودتهم فإن نمط الحياة التي تعج بأنشطة الشركات بنيويورك، والتي يصاحبها تناول الأطعمة والمشروبات أثناء وبعد انتهاء العمل قد يتغير أيضا، حيث اكتشف بعض أرباب العمل ميزات العمل عن بعد خاصة ما يتعلق بخفض النفقات.
ومن ناحية أخرى فإن مبنى مكاتب منظمة الأمم المتحدة المطل على نهر إيست ظل خاليا تقريبا لبضعة أشهر، بعد أن عاد كثير من الموظفين إلى بلادهم، ورغم ذلك لا يزال العمل بالمبنى في قمة النشاط وفقا لما قاله متحدث باسم المنظمة.
ومن جانبها تستمتع ليلى بالجوانب الأكثر لطفا من كونها مستقرة في بيتها، وتقول "إنني شخصيا أحب العمل عن بعد"، وتضيف إن الفريق العامل معها أصبح أكثر إبداعا مقارنة بالمعتاد.
وتتابع "في الماضي كان أرباب العمل في الولايات المتحدة يرفضون العمل عن بعد، "ولكن الآن أصبح هناك تحولا ذهنيا إزاء هذه المسألة لدى كلا الجانبين".
وتم إعادة فتح مكتب ليلى بنيويورك منذ أسبوع، غير أنه تم السماح للموظفين بالاستمرار في العمل من المنزل.
وتتمثل خطة ليلى في عدم العودة إلى نيويورك، وتقول "أفضل العثور على مدينة تناسب أسلوب حياتي بدرجة أكبر"، وهي تفكر في الاستقرار بلوس أنجليس.
وتركت ليلى مكتب السفريات الذي تعمل فيه بنيويورك مع بدء انتشار جائحة كورونا، ذلك لأنها أدركت أنه صار من الصعب أن تعمل من المنزل، حيث تقيم في غرفة صغيرة داخل شقة مشتركة بضاحية بروكلين.
وبالتالي كان على ليلى التي يبلغ عمرها31 عاما أن تنتقل مع أمها إلى المنطقة الجنوبية من ولاية كاليفورنيا، غير متخيلة كم من الزمن سيمضي على بقائها في هذا المكان.
و قصة ليلى سعيد ليست فريدة من نوعها، حيث أن مئات الآلاف من الأشخاص مروا بتجارب مماثلة خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأول الأشخاص الذين تركوا مدينة نيويورك التي تلقب بالتفاحة الكبيرة، هم الأثرياء الذين غادروا مقار إقاماتهم الراقية، في أحياء "أبر إيست سايد" و "أبر وست سايد" أو سوهو، ليقيموا في بيوتهم التي اعتادوا تمضية فصل الصيف فيها.
ثم غادر منازلهم بعد ذلك أولئك الذين فقدوا وظائفهم، أو الذين قرروا تأسيس مكتب في مكان آخر يتم العمل فيه من خلال شبكة الإنترنت.
والآن تبدو جولة خلال شوارع نيويورك أنها هادئة بشكل يثير الدهشة بالنسبة لمدينة تشتهر بأنها لا تنام، وتشير أبراج المكاتب الخالية في ميدتاون ووسط المدينة إلى أن الرأسمالية الغربية قد توقفت، ومن ناحية أخرى صار ميدان التايمز موحشا، وتمثال الحرية مهجورا حيث لم يعد هناك إلا مجموعة محدودة من السياح.
وبمجرد أن غادرت ليلى المدينة علمت أن المكتب الذي تعمل به سيغلق لفترة من الزمن، فاتصلت هاتفيا بزميلتها التي تشاركها الشقة السكنية ببروكلين، وقامت الزميلة بجمع أمتعتها وبيع أثاثها وأرسلت إليها الأوراق والملابس الخاصة بها إلى مقر إقامتها الجديد المطل على المحيط الهادي.
والآن لا تفكر ليلى حتى في العودة إلى نيويورك، وأوضحت قائلة "أن العودة تعني أنني سألتزم مرة أخرى بتأجير مكان للسكن، في الوقت الذي تسود فيه كثير من مشاعر عدم التيقن إزاء ما يحمله المستقبل لكل فرد من الناحية المهنية وبالتالي من الناحية المالية".
وضربت الجائحة الاقتصاد الأمريكي بشدة، حيث اختفت 4ر1 مليون وظيفة في ولاية نيويورك في حزيران/يونيو الماضي مقارنة بما حدث في العام السابق. وارتفعت معدلات البطالة في مدينة نيويورك من 9ر3% إلى 4ر20%، ويخشى الكثيرون من أن تستغرق استعادة الاقتصاد لعافيته وقتا أطول مما هو متوقع.
وتأثر بفقدان كثير من الوظائف الأفراد الذين يعملون في قطاع الخدمات والصناعات والأنشطة الصغيرة، التي قد لا تستطيع النجاة من الأزمة الحالية على الإطلاق.
كما أثرت الجائحة على الأنشطة الاقتصادية الأكبر حجما أيضا في مانهاتن.
وفي الأحياء التي يمكن أن تبلغ قيمة إيجار شقة مكونة من غرفتي نوم بسهولة خمسة آلاف دولار في الشهر، تراجعت القيمة الإيجارية وصار أصحاب المنازل الآن يعرضون شققهم للإيجار مع التنازل عن إيجار بضعة أشهر. وأضحى عدد الشقق الشاغرة أعلى من المعدل الذي كان عليه خلال 14 عاما مضت، وذلك وفقا لما تشير إليه دراسة أعدتها شركة "دوجلاس إليمان" العقارية.
وقد تظل هذه المنازل شاغرة لفترة من الزمن، حيث أن العدد المحدود من العاملين الذين عادوا إلى المدينة لن يكفي لحل الأزمة.
ومن المتوقع أن يعود مانسبته 10% فقط من العاملين إلى مكاتبهم في مانهاتن خلال الصيف الحالي، وذلك وفقا لدراسة ميدانية أجرتها منظمة "بارتنرشيب مدينة نيويورك" التي تضم ممثلين عن الشركات الكبرى بالمدينة، حيث تشير الدراسة إلى أنه من المرجح أن يعود مانسبته نحو 40% من العاملين إلى أعمالهم بحلول نهاية العام الحالي.
وحتى في حالة عودتهم فإن نمط الحياة التي تعج بأنشطة الشركات بنيويورك، والتي يصاحبها تناول الأطعمة والمشروبات أثناء وبعد انتهاء العمل قد يتغير أيضا، حيث اكتشف بعض أرباب العمل ميزات العمل عن بعد خاصة ما يتعلق بخفض النفقات.
ومن ناحية أخرى فإن مبنى مكاتب منظمة الأمم المتحدة المطل على نهر إيست ظل خاليا تقريبا لبضعة أشهر، بعد أن عاد كثير من الموظفين إلى بلادهم، ورغم ذلك لا يزال العمل بالمبنى في قمة النشاط وفقا لما قاله متحدث باسم المنظمة.
ومن جانبها تستمتع ليلى بالجوانب الأكثر لطفا من كونها مستقرة في بيتها، وتقول "إنني شخصيا أحب العمل عن بعد"، وتضيف إن الفريق العامل معها أصبح أكثر إبداعا مقارنة بالمعتاد.
وتتابع "في الماضي كان أرباب العمل في الولايات المتحدة يرفضون العمل عن بعد، "ولكن الآن أصبح هناك تحولا ذهنيا إزاء هذه المسألة لدى كلا الجانبين".
وتم إعادة فتح مكتب ليلى بنيويورك منذ أسبوع، غير أنه تم السماح للموظفين بالاستمرار في العمل من المنزل.
وتتمثل خطة ليلى في عدم العودة إلى نيويورك، وتقول "أفضل العثور على مدينة تناسب أسلوب حياتي بدرجة أكبر"، وهي تفكر في الاستقرار بلوس أنجليس.