نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


هل تعود السياحة للبتراء مع عودة حركة المطارات




عمان - مع عودة عجلة الرحلات الجوية الخارجية المنتظمة في الأردن إلى الدوران مجددا، يأمل قطاع السياحة المتضرر الأكبر نتيجة لتداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد أن يعود له الزخم بعد تأثر حركة النقل الجوي في العالم والأردن.


 

وابتداء من أمس الثلاثاء تقرر عودة الرحلات الجوية المنتظمة من جديد، بعد تعليق جميع الرحلات الجوية من الأردن وإليه، ابتداء من الثلاثاء 17 آذار/مارس 2020، وحتى إشعار آخر، باستثناء حركة الشحن التجاري.

وعلى رأس القطاع السياحي المتضرر تأتي درة الأردن السياحية، مدينة البترا الأثرية التي غادرها اخر سائح بتاريخ 16 آذار/مارس وتحولت منذ ذلك الحين إلى مدينة أشباح تخلو من السياح كما تخلو من الموظفين، والأدلاء، والمرشدين السياحيين، والعاملين في القطاع بشكل لم تشهده المدينة منذ اكتشافها منتصف القرن الماضي.

وأصبحت البترا منذ ذلك الوقت مدينة مهجورة ، وأصبح حوالي 200 مرشد سياحي و 1500 من البدو ، بما في ذلك الخيول والحمير والجمال العاملة في الموقع الأثري، من سكان بلدة وادي موسى ، عاطلين عن العمل.
قبل أن تضرب جائحة كوفيد -19 العالم ، كانت البترا المكان الأكثر جاذبية للسياح في الأردن. كما أنها من أهم الوجهات السياحية في العالم، وهي المدينة التي احتفلت بالزائر المليون لأول مرة في تاريخ السياحة الأردنية ، في تشرين ثان/ نوفمبر 2019 ، فهي رمز للأردن.

وشوهد الآلاف من الزوار يوميًا وهم يتجولون في الموقع التاريخي الجميل لاستكشاف الخزنة ، وهو مبنى رائع عمره 2000 عام ، وممر السيق الضيق (المدخل الرئيسي للبترا) وكذلك المكان المرتفع الذي يسمى المذبح.

يعتبر محمد النوافلة، صاحب شركة سياحة تعمل في البترا، أن ما حدث منذ الجائحة بمثابة كارثة ويقول لوكالة الأنباء الألمانية( د. ب. ا): "كان عدد السائحين يرتفع أو ينخفض في الماضي، وفقًا لمختلف الأوضاع التي كانت تحدث في منطقة الشرق الأوسط. أما الآن فلا يوجد سياح على الإطلاق في 45 فندقًا في البتراء وغرفها البالغ عددها 3000 غرفة. إن هذا لم يحدث من قبل على الإطلاق.

وتقول السلطات إن حوالي 80 بالمئة من سكان البتراء البالغ عددهم نحو 38 ألف نسمة يعتمدون بشكل مباشر أو غير مباشر على السياحة كمصدر رئيسي للدخل.
وفيما استمرت المطارات والمنافذ البرية والبحرية بالعمل طيلة الفترة السابقة من أجل تأمين عودة عشرات الالاف من المواطنين العالقين في الخارج والذين بلغ عددهم بحسب وزارة الخارجية 35308 شخصا حتى تاريخ 23 اب/أغسطس الماضي، لم يغير ذلك من حال المدينة الخاوية على عروشها، فالعائدون تم تأمينهم ليكونوا بأمان مع عائلاتهم ليس أكثر.

وأغلقت العشرات من الفنادق المنتشرة حول البترا ومدينة وادي موسى القريبة أبوابها، وأوقفت العديد من موظفيها عن العمل، واستمرت في دفع نصف الأجور لمن أبقتهم على كوادرها إلى حين تغير الحال وعادت تعمل من جديد.

يقول مدير أحد الفنادق ذات الــ 3 نجوم إنه إذا استمرت الأزمة ، فإنهم سوف يغلقون الفندق ، إنه أمر مؤكد. ويضيف إننا نعد أنفسنا في غضون أيام لإغلاق الفندق وإبلاغ الجميع للذهاب إلى منازلهم.

عندما أوقفت السلطات الأردنية الرحلات الجوية الدولية وأغلقت المطارات في اذار/ مارس الماضي، لم يكن لدى أحد أي فكرة عما إذا كان الموقع السياحي لن يفتح على الإطلاق في عام 2020 ، إذ أنه بسبب تفشي فيروس كورونا لم يعد السياح يصلون للمكان، كما أن الغموض كان سائدا حول مستقبل العمل لكافة العاملين في القطاع السياحي في البترا شأنهم شأن باقي رفقائهم في مواقع سياحية أخرى، الا أن خصوصية البترا لم تسمح يوما للعاملين فيها أن تكون لهم نشاطات خارج الموقع التابع للمدينة التاريخية والأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونيسكو.

وفي محاولة منها للمساعدة في الحفاظ على حركة السياحة ، دعمت الحكومة الأردنية برنامجًا يجذب السكان المحليين للسفر إلى وجهات سياحية مختلفة داخل الأردن وعلى رأسها البترا كوجهة سياحية جاذبة، حيث تغطي الحكومة 40٪ من الجولات للأردنيين و 20٪ للمقيمين الأجانب.

لكن حتى مع هذه الإجراءات الحكومية لمساعدة القطاع ، لم يستطع السياح الأردنيون المحليون المنهكون ماديا أصلا من تبعات جائحة كورونا إنفاق الكثير من المال كما اعتاد أن يفعل الزوار الأجانب في المدينة القديمة، والتي توفر فقط زيارة للموقع القديم خلال النهار دون القدرة على توفير أي نوع آخر من الترفيه للعائلات أو الأسواق الجاذبة خلال الليل أو النهار وهو ما يحتاجه السائح المحلي أكثر من الأجنبي.

ولم تتوقف هيئة البترا عن تعقيم الموقع الأثري في محاولة لجذب السياحة المحلية والقيام بالحد من الأضرار التي لحقت بصناعة السياحة في البتراء والتي تساهم في الاقتصاد الأردني بحوالي 12٪ إلى 14٪ من الناتج المحلي الإجمالي، إلا أن ذلك لم يغير شيئا من الحال البائس طوال 6 شهور مضت.

أعلن الأردن الأسبوع الماضي أنه بموازاة فتح المنافذ الجوية والبرية والبحرية فإنه سيستقبل المسافرين تبعا لتصنيف الوضع الوبائي للدول التي سيأتي منها المسافرون، موزعين على قوائم خضراء، وصفراء، وحمراء ، بحيث تكون الدول الخضراء الأقل خطرا، أما الحمراء فهي الأشد خطورة.

وذكر وزير النقل خال سيف أن عملية تسيير الرحلات الجوية المنتظمة من الأردن وإليه، لن تتم إلا بموافقة تلك الدول التي صنفها الأردن ضمن المستويات الثلاثة، مشيراً إلى وجود دول مطاراتها مغلقة حتى الآن، ودول قد لا ترغب باستقبال رعايا من دول أخرى.

سيف تعهد بـ "محاورة" تلك الدول؛ للوصول إلى طيران حقيقي منظم.

غرامة وإجراءات

يتعين على القادمين إلى الأردن من جميع الدول تعبئة نموذج البيانات الصحية، قبل 24 ساعة من الوصول، إضافة إلى نموذج التعهد بالالتزام بالتعليمات، وأيضا معلومات عن مكان وجودهم الأساسي أثناء المكوث في الأردن.

ويدفع المسافر ثمن فحص الـكشف عن الفيروس إلكترونيا عبر موقع "فيزيت جوردان" وذلك لجميع الدول على اختلاف تصنيفاتها.

وعلى المسافر أن يثبت عند وصوله المطار أنه أمضى آخر 14 يوما في تلك الدولة التي قدم منها.

وسيفرض على المسافر غرامة تصل إلى 10 آلاف دينار في حال إدلائه بمعلومات مغلوطة أو غير دقيقة، وفق سيف.

الحكومة هدفت من التصنيف إلى تحديد الإجراءات التي يجب أن يتبعها المسافر القادم إلى الأردن، تبعا لتصنيف الدولة التي جاء منها.

د ب ا
الخميس 1 أكتوبر 2020