وكانت فشلت أنقرة الأسبوع الماضي في الخروج باتفاق لوقف إطلاق النار من روسيا وإيران الداعمين الرئيسيتين لنظام الأسد، لكن الآونة الأخيرة شهدت هدوءا في الضربات الجوية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في إدلب وحماة.
إلا أن تصريحات وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف اليوم، جاءت قريبة من مواقف أنقرة من خلال التأكيد إلى حل سياسي وليس عسكريا في سوريا، والعمل على تجنب حمام دم في حماة وإدلب.
عن معركة إدلب التي خفت ضجيجها يقول الباحث بالشؤون الاستراتيجية السورية عبد الناصر العايد، إن تلويح الروس والنظام بشن معركة في إدلب هو جزء من عملية الضغط لتفكيك “هيئة تحرير الشام”، علما أن روسيا ليست مهتمة بأنهاء الجهاديين بل هي تريد تغير اسمهم وشكلهم فقط، وقد يكون النظام مهتم بآثار القضية أكثر بقصد دفع الروس إلى تغطية من الجو لعمله العسكري بالمنطقة، مشيرا إلى استعجال موسكو بإنهاء موضوع “هيئة تحرير الشام” والضغط على أنقرة لتعجيل ذلك جعل الأمر يبدو كأزمة بينهما.
وأضاف العايد ، أن النظام والروس ما زالوا يريدون السيطرة على المناطق المحاذية لريف حماة الشمالي وريف اللاذقية من منطقة إدلب وذلك لتأمين منطقة الساحل السوري.
بدوره الباحث في مركز جسور، عبدالوهاب العاصي، يقول “إن تركيا فعلا استطاعت تجنيب إدلب مؤقتاً معركة واسعة سواء من خلال دبلوماسيتها بفتح قنوات اتصال مع أوروبا بغرض دعم سياساتها الأمنية في الشمال السوري أو مع إيران لتحييد موقفها من المعركة المحتملة.
ويضيف “العاصي” بحديثه لبلدي نيوز “يمكن القول إن التحرك التركي فرض قيودا على سيناريو المعركة الشاملة ودفع روسيا للبحث عن آلية عسكرية جديد أو أمنية أو سياسية بالتنسيق مع تركيا لتحديد مصير منطقة خفض التصعيد الرابعة”.
لذلك “ليس مستبعدا أن تحاول روسيا عبر سياسة الأمر الواقع شنّ معارك محدودة للضغط على أنقرة، لكن أيضاً لمح الرئيس التركي في القمة الثلاثية رفض بلاده لسياسة الأمر الواقع في إدلب” حسب “العاصي”.