تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التحديات السورية والأمل الأردني

11/08/2025 - د. مهند مبيضين

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل

من نطنز إلى صعدة: مواد القنبلة في قبضة الوكيل

24/07/2025 - السفير د. محمد قُباطي


البعث السوري مات ولم يجد من يدفنه




دمشق - جوني عبو - لعل الكثير من أطياف المجتمع السوري يتفقون هذه الأيام على مقولة أن قطار حزب البعث الحاكم في سورية منذ قرابة نصف قرن وصل إلى محطته الأخيرة وهو في حالة موت سريري أو كما قال قبل مدة ،احد الناشرين اللبنانيين المقربين من سلطات الحكم البعثي بدمشق ان " البعث مات ولم يجد من يدفنه " .


  البعث السوري مات ولم يجد من يدفنه
ليس هذا حال الأوضاع كلها في سورية هذه الأيام فقط، إنما هذا غيضا من فيض كما يقال إذ أن وضع " البعث " بملايينه الثلاثة ، كما يعلن ، وما وصل إليه إنما هو نتيجة سنوات من التراكمات السلبية التي لم تسمح " أحاديته وغطرسته " بمراجعة جدية لأي من الأخطاء السابقة والمتلاحقة حتى وصل إلى ما هو عليه .

تقول هدى مجركش ، وهي سيدة مجتمع سورية اعتادت أن ترافق مجتمع الأعمال والسياسة " أتساءل ماذا يصيب الإنسان عندما يجلس على كرسي الحكم ؟؟ ما هو التفاعل الذي يحصل بين الحاكم والخشب، بين الجلد البشري والمقعد الوثير، فيتخشب الجلد ويصبح الإنسان حالة لا تشبه البشر فتسقط القيم ليحل محلها مطرقه تدق رؤوس الشعوب ومابين الوجع والطاعة, والألم والانصياع والبطش والخنوع ينقلب هذا الكرسي المريح إلى كابوس .. وتضيف السيدة مجركش " إن الخشب تململ من الجالسين اليوم ( على كراسيهم السلطوية ) ... الشعوب تريد الوقوف ".

ومع اقتراب الثورة السورية في وجه سلطات البعث من شهرها السادس فإن المجتمع ينقسم بشكل حاد تقريبا بين موالاة تريد الحفاظ على مكتسباتها ونفوذها وبين معارضة أكثرية تريد تطوير حياتها واستعادة حريتها ووضع حد للاستبداد الأمني والسياسي الذي طال لعقود وأدى إلى تقهقر سورية نحو مزيد من التخلف والتراجع .

يقول المعارض السوري المعروف حازم النهار " أعتقد اليوم أن السير في تشكيل حركة سياسية ديمقراطية شبابية واسعة في سورية ذات برنامج وأهداف واضحة وعلى تواصل مع الحراك الشعبي والتظاهرات السلمية هو أسهل من جمع قوى المعارضة وأيديولوجياتها في اتجاه سياسي واحد.. وقد يكون هذا هو العمل الأهم والأكثر إنتاجاً وتأثيراً على أرض الواقع " .

ويضيف الكاتب المعارض الذي أسهم ، إلى جانب زميله رضوان زيادة في ترجمة كتاب " سورية .. الاقتراع أم الرصاص ؟ " لكاتبه الألماني كارستين ويلاند الذي صدرت ترجمته العربية قبل مدة ،عن دار الريس اللبنانية للكتب والنشر وحظر بيعه في سورية " أن كل من يسعى لحشر البشر في اتجاهين لا ثالث لهما لا يمت للديمقراطية بصلة، فهذا منطق الاستبداد ومنطق ( أسامة زعيم تنظيم القاعدة في العالم ) بن لادن على حد سواء...وهذا أيضاً شأن كل من يقول للبشر إما أن تفعلوا كذا وإما أن تكونوا كذا....فالاعتراف بالتنوع هو أساس الديمقراطية..والحياة أوسع من أن تقسم إلى مؤمنين وكفار..وطنيين وعملاء...معارضين وعملاء "

تقول الكاتبة سمر يزبك في احد مقالاتها " لو كان الإمام علي بن أبي طالب يعيش بيننا، لكان أول متظاهر فوق الأرض السورية الكريمة. ولرأيتم وجهه دامياً. المطالبون بالحق، والذين تمرغوا تحت أبواط العسكر والأمن، هم فكرة نور من وجه الحق الذي تنادى به الإمام " .

ويرى البعض من النشطاء انه حتى تكون عملية الهدم ناجحة ينبغي أن تترافق بالضرورة مع عملية بناء ناجحة، وهذه تحتاج إلى التشارك بين الجميع، والتشارك يحتاج إلى الوحدة التعددية، والوحدة تتطلب عدم تحويل الثورة إلى كعكة، وهذا يعني التخلي عن عقلية فتح دكاكين أو مجالس انتقالية لا معنى أو حاجة لها، فالمطلوب هيئة وطنية واحدة تعترف بالاختلاف داخلها وتحدد ملامح المستقبل وتجلب الأمان والاطمئنان للسوريين.

أما المعارض السوري رياض سيف فهو يؤكد أن ربيع العرب أطاح بـ ( معمر) القذافي واثبت أنه ( الربيع العربي ) قوة خيرة لا تقهر وقدر لا مفر منه ولا بد لبقية الأنظمة الديكتاتورية من تجرع هذا الكأس بعد أن استفاقت الشعوب وكسرت حاجز الخوف " .

فيما ترى الموالية هنادي المؤذن وهي سيدة أعمال ان " ما يسعى إليه عدونا هو إفقاد ثقة الشعب بقائده وبإعلامه وبأمنه وجيشه ومستقبله حتى يفقد ثقته بنفسه وبحكمه على الأمور فلا يستطيع التميز لاتخاذ أي قرار " .

ويقول الباحث عصا م خوري في أوضاع العالم العربي وكيفية البحث عن العقل والحكمة التي يجب ان تسود تصرفات الزعماء حقنا لإراقة الدماء " ... القذافي القذافي... ما الفائدة من كل ذلك العناد خسرت أنت، وأنهكت شعبك وقبيلتك وأسرتك ما الحكمة في أن يظن حاكم أنه كل الشعب!!! " .

أما العضو الموالي في مجلس الشعب في سورية جعفر محسن الخير يمكن تلخيص فكرته على ان لا احد يقدم الحقوق هبة مجانية ، الحقوق تنتزع وتأخذ ولا تعطى بسهولة فيقول " الحقوق تؤخذ و لا تعطى ، الحرية حالة و ليست منتجا ، الوطن لا يمكن استباحته، أهله الحقيقيون يدافعون عنه.. لن نطالبكم بان تعطوننا وطننا و حريتنا، لأنكم ببساطة أهلنا حقوقنا في هذا الوطن سنأخذها و سنعيش حريتنا سوية " .

جوني عبو
الاربعاء 24 أغسطس 2011