وبعد إغلاق طريق دمشق- السويداء إثر معارك بين القوات الحكومية ومسلحين من العشائر ضد فصائل محلية موالية للرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، افتتح الهلال الأحمر السوري معبرًا إنسانيًا من مدينة بصرى الشام التابعة إداريًا لمحافظة درعا، دخلت عبره مئات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والصحية والأدوية والمحروقات إلى محافظة السويداء.
كما شملت الإجراءات تسهيل دخول مدنيين من أبناء السويداء المقيمين في مدينتي جرمانا وصحنايا بريف دمشق، ذات الأغلبية الدرزية، إلى المحافظة عبر الممر الإنساني.
استهداف على الطريق
في 17 من آب الحالي، استهدف مجهولون بالرصاص المباشر سيارة مدنية قرب بلدة كحيل في ريف درعا الشرقي، على طريق دمشق-بصرى الشام، ما أسفر عن إصابة امرأة وطفلين كانوا برفقتها.وفي اليوم نفسه، استهدف مجهولون سيارة شحن تجارية على مفرق خربا على طريق بصرى الشام، ما أسفر عن مقتل سائق من مدينة دمشق.
وفي 15 من الشهر نفسه، استهدف مجهولون حافلة ركاب مدنيين في بلدة كحيل، ما أدى إلى مقتل السيدة ندى عامر من سكان السويداء، وإصابة طفلها بجروح.
وسبق ذلك بيومين اختطاف سبعة أشخاص بينهم موظفون في الهلال الأحمر السوري، أُفرج عنهم في 20 من آب الحالي.
خلفية التوترات
بدأت الأحداث في السويداء بعمليات خطف متبادلة بين فصائل محلية وسكان من حي المقوس، الذي يقطنه البدو، في 12 من تموز.وتطورت التوترات إلى اشتباكات متبادلة استدعت تدخل الحكومة، وترافقت مع انتهاكات. انسحبت القوات الحكومية بعدها إثر استهداف إسرائيلي لنقاط تابعة لها في السويداء ودمشق.
تلا ذلك انتهاكات من قبل الفصائل المحلية بحق البدو، ما أثار غضب العشائر التي أرسلت أرتالًا إلى السويداء.
وبعد تكرار الحوادث على طريق بصرى الشام الدولي، غيّر الهلال الأحمر مسار القوافل إلى طريق بصر الحرير، إذ دخلت في 19 من آب قافلة مساعدات من معبر بصر الحرير، للمرة الأولى.
ويُعد معبر بصرى الشام، المطل على قرية برد في السويداء، معبرًا مدنيًا لم يشهد اشتباكات، وخصص للعمليات الإنسانية فقط.
دوافع الاستهداف
أدت الأحداث في السويداء إلى احتقان طائفي، خصوصًا بعد تهجير آلاف من سكان البدو من قراهم في ريف المحافظة. ومع الشحن الطائفي، تنامت حالة من العداء بين الأطراف.الناشط حمزة فهيد، من سكان منطقة اللجاة المجاورة للسويداء، قال لعنب بلدي إن الانتهاكات التي ارتكبتها الفصائل المحلية الموالية لحكمت الهجري، ولّدت توترًا لدى سكان المنطقة.
وأضاف أن عشرات العائلات من البدو في ريف درعا الشرقي ما زال لها أقارب، بينهم نساء، محتجزون لدى مجموعات تابعة للهجري، على حد وصفه.
واعتبر فهيد أن الحل يكمن في دخول الدولة ومصادرة السلاح وتفكيك “المجموعات الخارجة عن القانون”، وهو الوصف الذي تطلقه الحكومة السورية على الفصائل المحلية في السويداء.
من جانبه، قال الخبير العسكري العميد عبد الله الأسعد لعنب بلدي، إن تهجير البدو والانتهاكات ضدهم ولّدت حالة من الغضب انعكست على استهداف المساعدات وإجلاء المدنيين، ما أدى إلى فوضى أمنية.
ورأى الأسعد أن الحل “الجذري” هو عودة البدو إلى قراهم وسيطرة الدولة على السويداء ومصادرة السلاح.
وأضاف أن الحوادث على طريق بصرى الشام الدولي استهدفت حافلات مدنية أو تجارية، وبعضها سلك طرقًا فرعية، ما أدى إلى تعرضها لعمليات خطف وقتل، بينما القوافل التي ترافقها قوات الأمن السورية لم تُستهدف.