تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي


جماعة "السيافة" ملثمون ومسلحون بالسيوف يحاربون التقليعات الغربية في شوارع بغداد




الناصرية (العراق ) - حازم العكيلي - يشعر العراقيون في مدينة الناصرية ( 375 كم غربي بغداد ) بالقلق جراء ظهور جماعة مسلحة تطلق على نفسها (جماعة سيف الحق ) أو (الأمر بالمعروف) أو السيافة ) تقوم بملاحقة وقتل الشباب العراقيين الذين يواكبون الموديلات الحديثة وارتداء الجينز ومصادرة أجهزة الموبايل التي تحمل نغمات أو صور فاضحة فيما يرى آخرون أن هذه الظاهرة سيناريو مفبرك


جماعة سيوف الحق
جماعة سيوف الحق
وحسب الرواية الأمنية فإن "تلك الجماعات تخرج في ساعات متأخرة من الليل تحمل سيوفا وتقوم بتفحص ومصادرة أجهزة الهاتف النقال (الموبايل) التي تحمل نغمات أغاني أو صور فاضحة فضلا عن متابعة الشباب الذين يرتدون ملابس الجينز والموديلات الغربية وتسريحات الشعر والحلاقين والأشخاص الذين يحتسون الخمر علاوة على محاسبة الشباب الذين يقضون أوقاتا متأخرة من الليل خارج منازلهم".

وتثير هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل مصدر قلق بين المواطنين في مدينة الناصرية وتساؤلات عن هذه الجماعة والجهات وهل تقف وراءها أجندات دينية أم سياسية داخلية أو إقليمية أرادت أن تنميها وتدفع بها في ظل وجود فراغ سياسي لإثارة الرعب بين المواطنين الأبرياء الذين أتعبتهم سنوات الحروب والحرمان والواقع الأمني والسياسي غير المستقر.

فيما يعتقد آخرون أنها سيناريو إعلامي مفبرك أوجدته بعض الجهات الأمنية لإبراز عضلاتها أو جهات سياسية تسعى للحصول على منافع شخصية .

وقال سجاد شرهان الأسدي رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الناصرية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن " القوات الأمنية وخلال حملة مداهمات واسعة اعتقلت من خلالها نحو 44 مشتبها بهم على ثلاث مراحل ينتمون إلى جماعة السيافة أو ما يطلق عليهم (الأمر بالمعروف)".

وأضاف :"تم إحالة سبعة من المتهمين إلى جهاز مكافحة الإرهاب وفق قانون الإرهاب بعد تسجيل اعترافاتهم فيما تستمر التحقيقات من المتهمين الآخرين".

وأوضح الأسدي أن "تلك الجماعات تخرج ليلا تحمل سيوفا تدعي أنها تحارب الظواهر الشاذة والمنحرفة في المدينة ".

فيما ذكر حمود عبد الحسن عضو اللجنة الأمنية في المجلس لـ (د.ب. أ) أن " جهات سياسية داخلية وخارجية تدعم تلك الجماعات التي تهدف لخلق نوع من الفوضى داخل المجتمع في ظل وجود فراغ سياسي ".

وأوضح عبد الحسن أن "استمرار ظاهرة السيافة أو (الأمر بالمعروف) قد يؤدي إلى تدخلات خارجية أو داخلية بهدف تصفية حسابات شخصية أو لتحقيق أهداف سياسية من قبل بعض الأطراف والجهات السياسية التي تريد أن تثير نوعا من الفوضى والرعب والاختلال الأمني والاستفادة منها حتى تكون أفعال تلك الجهات غير مكشوفة".

وحذر من أن "مثل تلك الظواهر تفتح المجال واسعا أمام أطراف تستفيد من تلك الفوضى وأننا لا نستبعد وجود جهات تمول تلك الجماعات وتنميها ".

لكن حميد الغزي رئيس كتلة تيار الأحرار المستقل المقربة من رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر يعتقد أن "تصريحات بعض المسئولين الأمنيين وجهات سياسية بشأن ظهور جماعات مسلحة تطلق على نفسها (السيافة) هي ظاهرة غير موجودة أصلا وبعيدة عن الواقع ".

وأضاف الغزي لوكالة الأنباء الألمانية أن " الترويج لوجود مثل هذه الظاهرة إنما هو سيناريو إعلامي مفبرك بغرض تحقيق بعض المكاسب السياسية أو من يريد إبراز عضلاته".

وذكر أن" الجماعات التي تطلق على نفسها السيافة هي بدعة غير موجودة على ارض الواقع وإنما قصة ابتدعتها بعض الجهات أو الأشخاص أريد منها تحقيق مآرب شخصية أو سياسية والمناطق التي يدعي البعض ظهور تلك الجماعات فيها يسكنها أعضاء في مجلس المحافظة الذين نفوا وجود تلك الجماعات أو ثبت ارتكابها أي جرم مشهود أو أن الجماعة تقوم بقطع اليد أو تحاسب الحالات الشاذة بحسب الشائعات التي تصدر من هنا وهناك لاسيما وان اغلب الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية هم من الصبية وتتراوح أعمارهم بين 17 إلى 19 عاما".

لكن اللواء صباح الفتلاوي المدير عام لشرطة الناصرية ذكر أن " غالبية الجماعات التي ظهرت مؤخرا وتطلق على نفسها (السيافة) أو (الأمر بالمعروف) هم من الأعمار الصغيرة والمغرر بهم كونهم لا يعلمون ما هو الهدف من تلك الأفعال المشينة التي يفعلونها ".

وأضاف :" وبحسب اعترافات عدد من الذين القي القبض عليهم بأنهم يوجهون من قبل أشخاص وان الأجهزة الأمنية اعتقلت حتى الآن 20 متهما ممن ينتمون إلى جماعة السيافة أحيل بعض منهم إلى مديرية المعلومات الوطنية وآخرين إلى قسم مكافحة الإجرام في المدينة ".

وقال الفتلاوي إن "تلك الجماعات تخرج في أوقات متأخرة من الليل وهم ملثمون ويرتدون ملابس سوداء ويحملون سيوفا وآلات جارحة يدعون بأنهم يحاربون الظواهر الشاذة والمنحرفة وان إلقاء القبض على جميع المتهمين كان وفق مذكرات توقيف و تم عرضهم مباشرة على قاضي التحقيق" .

وقال إن " الأجهزة الأمنية تمكنت الأسبوع الماضي من اعتقال أربعة أشخاص احدهم يعتبر الرأس المدبر أو القائد الذي يصدر التعليمات لجماعة السيافة في الناصرية وإن هذا الشخص يعمل كشرطي في مديرية حماية المنشآت وكان يقود هذه المجموعة بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". .

وأوضح الفتلاوي أن " ملف التحقيقات مع هذه الجماعة وصل إلى مراحل متقدمة وقد تبين إن أغلب المشتركين في هذا التنظيم هم من الصبيان وصغار السن كما إن المعلومات التي جمعت عنهم في مناطقهم تشير إلى إنهم ليسوا من الناس المشار إليهم باستقامة وإنما من الناس الذين لديهم سجل جنائي".

ويرى المواطن رعد الزهيري /41 عاما / ويعمل معلما:"اعتقد أن هذا الموضوع جرى تهويله أكثر مما يستحق لغايات تتعلق بتحقيق مكاسب سياسية ووظيفية على صعيد مديرية شرطة المحافظة وأنا لا أخفي مخاوفي من تكرار ظهور مثل هذه المجموعات لأنها ستعمل على خرق الأمن في المدينة".

وقال نحن " ننعم بالاستقرار بفضل الطبيعة العشائرية التي تسود علاقاتنا الاجتماعية واعتقد أن جهات في المدينة تعمل على إشغالنا بهذه الظاهرة حتى لا نفكر في موضوع تأخر تشكيل الحكومة الجديدة ".

وتخشى كوثر كاظم/ 44 عاما / موظفة حكومية من أن ظهور جماعة السيافة قد "يعيد بنا التفكير إلى ما قبل أربعة أعوام عندما كان الأمن مفقودا في مدينتنا وكنا نخضع لسلطة المليشيات في ظل غياب سلطة القانون".

وقالت"نحن نشعر بالقلق المتزايد وبشكل مستمر خصوصا نحن النساء فأصبحنا نعود إلى منازلنا برفقة أزواجنا بعد نهاية الدوام ونقلل من خروجنا للتسوق والحدائق العامة خوفا من أي طارئ قد يحصل على أرواحنا ونحن إذ نستغرب ردة فعل السلطات المحلية والتي جاءت متأخرة جدا وكأنها كانت تنتظر هذا الشيء لكي تبرز عضلاتها لتقول لنا ها نحن هنا ولكن على حساب أمننا وأرواحنا ".

وذكر محمد حسين /36 عاما / عامل أن " موضوع المداهمات التي تنفذها الأجهزة الأمنية وإطلاق الأعيرة النارية في ساعات متأخرة من الليل بحثا عن مطلوبين ينتمون إلى جماعة(سيف الحق) أسفر عن اعتقال عدد من الشباب من الذين يترددون على المقاهي وان من ضمن المعتقلين شباب أبرياء ليس لهم ذنب سوى أنهم خرجوا للترويح عن أنفسهم في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الذي تشهده المدينة".

حازم العكيلي
الاحد 22 أغسطس 2010