كارثة خليج المكسيك النفطية
ويصرخ تاجر القريدس والأسماك في جراند آيل عند الطرف الجنوبي للويزيانا حيث تنتشر بقع الزيت التي تشبه المستحضرات العلاجية أمام الشاطئ :" إنه استعراض حكومي ضخم كي يبدو الأمر وكأنهم يفعلون شيئا".
وتتقد عينا بلانكارد غضبا، لقد يئس من كل شيء ، الشركة البريطانية والحكومة الأمريكية وحتى الأمل نفسه. منذ العشرين من نيسان/أبريل الماضي عندما بدات أسوأ كارثة بيئية في تاريخ الولايات المتحدة ، لم تسمع جراند آيل ، تلك البلدة الصغيرة التي كانت دائما مزارا للسائحين وموطن عدد من الصيادين، سوى الاخبار السيئة.
المستنقعات تمتد على مدى البصر ، وفي الأفق تطل منصات التنقيب عن النفط كأشباح ، طيور البجع تحلق في الأفق في تشكيلات بديعة، المنازل مبنية على قوائم خشبية ، حيث المياه في كل مكان،أسماك ونفط ، هذان هما محورا الحياة في جراند آيل، وهما كافيان ، الجميع يعيش في تناغم ،جنبا إلى جنب ، حتى الآن.
الحرارة المدارية تسفع الوجوه، ينبغي أن تكون منازل العطلات بطول الساحل ولمسافة عشرة كيلومترات محجوزة بالكامل، ينبغي أن تكون الشوارع مكتظة بالسيارات، لكن المشهد مشهد هدوء قاتل يخيم على جراند آيل.
ويصرخ أحد المحتجين حاملا لافتة "بي بي ..نريد شواطئنا"، بينما وضع شخص آخر مرحاضا على جانب أحد الطرق ،وكتب عليه "مقر بي بي".
يقول بلانشار، إن موسم صيد القريدس يبدأ في المعتاد في أيار/مايو، وكان سيجني سبعة ملايين دولار، أما هذا العام فلم يجن سوى 300 ألف دولار . لقد انهار عالمه، ويرى أن الحكومة في واشنطن فاسدة ، وبريتيش بتروليوم غابت عن المشهد تماما، وأسوأ ما في الأمر هو التراخي التام في التحرك.
ويقول في همس مفاجئ " الآن استيقظ ولا أجد ما أفعله...لا أجد مكانا أذهب إليه.. لم يخطر ببالي . ولا حتى في أسوأ أحلامي أن يؤول الأمر إلى ما آل إليه". ولم يبق سوى التهكم والسخرية. متى سينتهي كل هذا في رأيه؟.
يقول بلانشار " في الحادي عشر من سبتمبر ..هذا ما أعتقده" مشيرا إلى الذكرى العاشرة لهجمات أيلول /سبتمبر الارهابية التي استهدفت نيويورك وواشنطن . وقد يكون تخمينه ليس ببعيد عن الحقيقة، ذلك أن بريتيش بتروليوم تستبعد أن يتحقق ما تعتقد انه الحل النهائي والمتمثل في بئرين بديلتين (لتخفيف ضغط التسرب) ، قبل آب/أغسطس.
ويختم بلانشار كلامه قائلا" استسلمت ..سأترك هذا العمل" ، ربما يحمل حقائبه ويتوجه لكوستاريكا.
طموحات وآمال كثيرة ماتت السبت الماضي عندما أعلن فشل المحاولة السبت الماضي.
وتقف ديبي كولينز تنتظر زوجها صائد القريدس خارج مركز التسوق ، حيث يتفاوض حول التعويض الذي يستحقه عن الخسائر التي مني بها.
"يأمل المرء ويأمل ثم..." وتترك ديبي جملتها دون نهاية "في البداية يأمل المرء أن يصلحوا (البئر)..ثم يأمل أن تتمكن الحكومة من إصلاح الأمر".
وتستطرد في يأس قائلة إن كل ذلك انتهى الآن"لقد انفطرت قلوب الجميع وتلاشت ابتساماتهم".
لم يعد بوسع الحكومة أو شركة النفط الكثير لوقف تدفق النفط المتواصل من فوهة البئر التالفة على عمق 6ر1 كم ، وتقول كولينز " إنهم لا يعرفون ما الذي يمكن فعله ..لذا يواصلون الكذب..إنه أشبه بكابوس لا يمكنك الاستيقاظ منه".
الرئيس أوباما كان في لويزيانا قبل بضعة أيام.
وقال متعهدا "قد تمل وسائل الإعلام القصة..لكننا لن نمل..سنكون بجانبكم ..وسننهي هذه (الأزمة)".
سكان جراند آيل ليسوا غاضبين من أوباما في واقع الأمر ، لكن في الوقت نفسه ، ليس هناك الكثير ليقال في صالحه. هناك شعور بأن أقوى رجل في العالم يقف عاجزا مثلهم جميعا أمام تلك الكارثة.
وتساءلت كولينز وهي تهز كتفيها الصغيرين في حالة من اللامبالاة "إن دراما الكارثة النفطية ستستمر طوال الصيف ، حتى آب/أغسطس على الأقل. فهل سيستسلم الناس ويرحلون؟".
وتقول "لا شيء هنا ..فقط القريدس والسائحون".
"إذا أخذوا ذلك (منك)..فعليك أن تنتقل لمكان آخر كي تحيا..لكن إذا كنت صيادا ..فأين ستذهب؟".
لكن عناد أبناء الجنوب يعاودها الجنوبيون ..إنهم محاربون ..إذا لاحت فرصة للعودة فسيعودون
وتتقد عينا بلانكارد غضبا، لقد يئس من كل شيء ، الشركة البريطانية والحكومة الأمريكية وحتى الأمل نفسه. منذ العشرين من نيسان/أبريل الماضي عندما بدات أسوأ كارثة بيئية في تاريخ الولايات المتحدة ، لم تسمع جراند آيل ، تلك البلدة الصغيرة التي كانت دائما مزارا للسائحين وموطن عدد من الصيادين، سوى الاخبار السيئة.
المستنقعات تمتد على مدى البصر ، وفي الأفق تطل منصات التنقيب عن النفط كأشباح ، طيور البجع تحلق في الأفق في تشكيلات بديعة، المنازل مبنية على قوائم خشبية ، حيث المياه في كل مكان،أسماك ونفط ، هذان هما محورا الحياة في جراند آيل، وهما كافيان ، الجميع يعيش في تناغم ،جنبا إلى جنب ، حتى الآن.
الحرارة المدارية تسفع الوجوه، ينبغي أن تكون منازل العطلات بطول الساحل ولمسافة عشرة كيلومترات محجوزة بالكامل، ينبغي أن تكون الشوارع مكتظة بالسيارات، لكن المشهد مشهد هدوء قاتل يخيم على جراند آيل.
ويصرخ أحد المحتجين حاملا لافتة "بي بي ..نريد شواطئنا"، بينما وضع شخص آخر مرحاضا على جانب أحد الطرق ،وكتب عليه "مقر بي بي".
يقول بلانشار، إن موسم صيد القريدس يبدأ في المعتاد في أيار/مايو، وكان سيجني سبعة ملايين دولار، أما هذا العام فلم يجن سوى 300 ألف دولار . لقد انهار عالمه، ويرى أن الحكومة في واشنطن فاسدة ، وبريتيش بتروليوم غابت عن المشهد تماما، وأسوأ ما في الأمر هو التراخي التام في التحرك.
ويقول في همس مفاجئ " الآن استيقظ ولا أجد ما أفعله...لا أجد مكانا أذهب إليه.. لم يخطر ببالي . ولا حتى في أسوأ أحلامي أن يؤول الأمر إلى ما آل إليه". ولم يبق سوى التهكم والسخرية. متى سينتهي كل هذا في رأيه؟.
يقول بلانشار " في الحادي عشر من سبتمبر ..هذا ما أعتقده" مشيرا إلى الذكرى العاشرة لهجمات أيلول /سبتمبر الارهابية التي استهدفت نيويورك وواشنطن . وقد يكون تخمينه ليس ببعيد عن الحقيقة، ذلك أن بريتيش بتروليوم تستبعد أن يتحقق ما تعتقد انه الحل النهائي والمتمثل في بئرين بديلتين (لتخفيف ضغط التسرب) ، قبل آب/أغسطس.
ويختم بلانشار كلامه قائلا" استسلمت ..سأترك هذا العمل" ، ربما يحمل حقائبه ويتوجه لكوستاريكا.
طموحات وآمال كثيرة ماتت السبت الماضي عندما أعلن فشل المحاولة السبت الماضي.
وتقف ديبي كولينز تنتظر زوجها صائد القريدس خارج مركز التسوق ، حيث يتفاوض حول التعويض الذي يستحقه عن الخسائر التي مني بها.
"يأمل المرء ويأمل ثم..." وتترك ديبي جملتها دون نهاية "في البداية يأمل المرء أن يصلحوا (البئر)..ثم يأمل أن تتمكن الحكومة من إصلاح الأمر".
وتستطرد في يأس قائلة إن كل ذلك انتهى الآن"لقد انفطرت قلوب الجميع وتلاشت ابتساماتهم".
لم يعد بوسع الحكومة أو شركة النفط الكثير لوقف تدفق النفط المتواصل من فوهة البئر التالفة على عمق 6ر1 كم ، وتقول كولينز " إنهم لا يعرفون ما الذي يمكن فعله ..لذا يواصلون الكذب..إنه أشبه بكابوس لا يمكنك الاستيقاظ منه".
الرئيس أوباما كان في لويزيانا قبل بضعة أيام.
وقال متعهدا "قد تمل وسائل الإعلام القصة..لكننا لن نمل..سنكون بجانبكم ..وسننهي هذه (الأزمة)".
سكان جراند آيل ليسوا غاضبين من أوباما في واقع الأمر ، لكن في الوقت نفسه ، ليس هناك الكثير ليقال في صالحه. هناك شعور بأن أقوى رجل في العالم يقف عاجزا مثلهم جميعا أمام تلك الكارثة.
وتساءلت كولينز وهي تهز كتفيها الصغيرين في حالة من اللامبالاة "إن دراما الكارثة النفطية ستستمر طوال الصيف ، حتى آب/أغسطس على الأقل. فهل سيستسلم الناس ويرحلون؟".
وتقول "لا شيء هنا ..فقط القريدس والسائحون".
"إذا أخذوا ذلك (منك)..فعليك أن تنتقل لمكان آخر كي تحيا..لكن إذا كنت صيادا ..فأين ستذهب؟".
لكن عناد أبناء الجنوب يعاودها الجنوبيون ..إنهم محاربون ..إذا لاحت فرصة للعودة فسيعودون


الصفحات
سياسة








