الكولوسيوم أهم معالم الجذب السياحي في روما
غير أنه بالنسبة لسكان روما التي يطلق عليها لقب " المدينة الخالدة " والمطلة على نهر التيبر فإن كثيرا من الأيام التي تتعاقب عليهم تشبه الكوابيس، فحياتهم اليومية حافلة بالضوضاء والروائح غير المستحبة، وتمتلئ الشوارع باستمرار بأعمال الحفر وكأن أحشاؤها قد انتزعت خارجا بينما تغطي السقالات واجهات المباني، وأدت الإضرابات المتوالية إلى إصابة نظام المواصلات العامة بالشلل حتى أنه أصبح لا يستحق هذا الاسم، كما أن العمال صاروا لا يتوجهون إلى مقار أعمالهم، وترتسم علامات الضيق والعبوس على وجوه الكثير من السكان.
وليس بوسع كل ساكن في روما أن يحتمل بشكل لا نهائي التناقض بين المعالم السياحية مثل الآثار القديمة التي تظهر على البطاقات البريدية أو مثل ميدان بيازا نافونا الرائع الذي يعد مقصدا شهيرا للسياح حيث يعج بأعمال النحت الفنية الجميلة وبالنوافير والرسامين والمطاعم والمقاهي، ومن ناحية أخرى أخذ الأثرياء من أبناء روما ينسحبون منها والانعزال في شرفات بيوتهم الفاخرة أو ينتقلون إلى أماكن جديدة على مشارف العاصمة
وينفس آخرون عن مشاعر الإحباط التي تعتمل في صدورهم عن طريق الكتابة، واختار هذا الطريق لوكا ليوني وهو صحفي وكاتب ولد عام 1970، وملأ ليوني مائتي صفحة من كتاب أسماه " مئة سبب قوي لعدم حب روما "، وتمكن من ترتيب هذه الأسباب وفقا للأبجدية على الرغم من مشاعر الغضب التي انتابته، وهذه الأسباب تتراوح بين المحاباة والتجارة غير المشروعة والمباني العشوائية ومناطق المشاة.
ويرفع أمين وهو عامل في محل للتنظيف الجاف للملابس يقع في شارع ديل بوشيتو حاجبيه عاليا معبرا عن ضيقه، ويقول إن هذه هي المرة السادسة خلال الأشهر القليلة الماضية التي يتم فيها حفر نفس الشارع المرصوف بالأحجار أمام المتجر الذي يعمل به، ويضيف إنه من الواضح أن المسئولين عن عملية الحفر نسوا بعض الأنابيب تحت الأرض، وإنه يستلزم عدة أسابيع لإعادة الأمور إلى نصابها.
ويستطرد أمين قائلا بوجه متجهم : " نعم هذه هي روما، وهذه هي إيطاليا "، فهل هو يلطخ سمعة العش الذي يأويه ؟. ويجيب أمين : " كلا"،
ويضيف مبتسما " " إنني جئت من بيروت والخياط الذي أعمل معه صيني "
بينما يقول ستيفانو ديونيسي وهو مؤلف وممثل ومخرج يبلغ من العمر 44 عاما إنه اعتاد أن يحب كل شيء يتعلق بروما " الناس والبيوت والهرج والمرج الخالي من الهموم وقت الصباح في الأزقة والميادين الصغيرة وأشجار الصنوبر الحجرية التي يرجع عمرها لعدة قرون وأيضا الألوان التي تميز روما ".
غير أن مشاعر الحب التي حملها ديونيسي تجاه العاصمة الإيطالية انتهت إلى نوع من الإحباط، ويستطرد قائلا : " إن التي كانت روما في وقت من الأوقات أصبحت عاصمة لدولة ينخر فيها الفساد والكذب "، ويشكو كثير من الأشخاص في روما من أن نوعية الحياة في مدينتهم تدهورت خلال الأعوام الأخيرة.
ويشير الكاتب ليوني إلى مسائل محددة مثل عصر السياح اليابانيين كحبات الليمون للحصول على أكبر قدر من أموالهم، ووجود العديد من أعضاء عصابات المافيا للتسوق من شارع فينيتو الشهير ومن أسباب ذلك غسل أموالهم، وثمة تقارير متكررة في صحف روما حول عصابات الأطفال والاتجار في المخدرات.
والانتقادات التي وجهها ليوني لبلدته لا تستهدف فحسب معدلات الضوضاء العالية وتلوث الهواء وانتظار السيارات في الممنوع بشكل يهدد بتعريض حركة المرور في نصف المدينة للشلل، ولكنها موجهة أيضا إلى ستة آلاف من الأشخاص المشردين والتناقضات الاجتماعية الحادة في " حاضرة النفوذ " حيث يبدو أن السياسيين يتمتعون بكل مميزة ويحبون أن يظهروها.
غير أن ليوني لا ينهي كتابه بنبرة كئيبة تماما إذ يشير إلى بضعة أشياء يمكن أن يواصل المرء بسببها عشق روما كالمجنون، ومن بينها وجود أكثر من 2600 نافورة صغيرة رائعة تعرف باسم " ناسوني " في جميع أنحاء العاصمة لتتيح مياه الشرب للجميع مجانا.
ويضيف ليوني قائلا إن مدينته لا تزال :عاصمة العالم ولكنها لا تعلم ذلك
وليس بوسع كل ساكن في روما أن يحتمل بشكل لا نهائي التناقض بين المعالم السياحية مثل الآثار القديمة التي تظهر على البطاقات البريدية أو مثل ميدان بيازا نافونا الرائع الذي يعد مقصدا شهيرا للسياح حيث يعج بأعمال النحت الفنية الجميلة وبالنوافير والرسامين والمطاعم والمقاهي، ومن ناحية أخرى أخذ الأثرياء من أبناء روما ينسحبون منها والانعزال في شرفات بيوتهم الفاخرة أو ينتقلون إلى أماكن جديدة على مشارف العاصمة
وينفس آخرون عن مشاعر الإحباط التي تعتمل في صدورهم عن طريق الكتابة، واختار هذا الطريق لوكا ليوني وهو صحفي وكاتب ولد عام 1970، وملأ ليوني مائتي صفحة من كتاب أسماه " مئة سبب قوي لعدم حب روما "، وتمكن من ترتيب هذه الأسباب وفقا للأبجدية على الرغم من مشاعر الغضب التي انتابته، وهذه الأسباب تتراوح بين المحاباة والتجارة غير المشروعة والمباني العشوائية ومناطق المشاة.
ويرفع أمين وهو عامل في محل للتنظيف الجاف للملابس يقع في شارع ديل بوشيتو حاجبيه عاليا معبرا عن ضيقه، ويقول إن هذه هي المرة السادسة خلال الأشهر القليلة الماضية التي يتم فيها حفر نفس الشارع المرصوف بالأحجار أمام المتجر الذي يعمل به، ويضيف إنه من الواضح أن المسئولين عن عملية الحفر نسوا بعض الأنابيب تحت الأرض، وإنه يستلزم عدة أسابيع لإعادة الأمور إلى نصابها.
ويستطرد أمين قائلا بوجه متجهم : " نعم هذه هي روما، وهذه هي إيطاليا "، فهل هو يلطخ سمعة العش الذي يأويه ؟. ويجيب أمين : " كلا"،
ويضيف مبتسما " " إنني جئت من بيروت والخياط الذي أعمل معه صيني "
بينما يقول ستيفانو ديونيسي وهو مؤلف وممثل ومخرج يبلغ من العمر 44 عاما إنه اعتاد أن يحب كل شيء يتعلق بروما " الناس والبيوت والهرج والمرج الخالي من الهموم وقت الصباح في الأزقة والميادين الصغيرة وأشجار الصنوبر الحجرية التي يرجع عمرها لعدة قرون وأيضا الألوان التي تميز روما ".
غير أن مشاعر الحب التي حملها ديونيسي تجاه العاصمة الإيطالية انتهت إلى نوع من الإحباط، ويستطرد قائلا : " إن التي كانت روما في وقت من الأوقات أصبحت عاصمة لدولة ينخر فيها الفساد والكذب "، ويشكو كثير من الأشخاص في روما من أن نوعية الحياة في مدينتهم تدهورت خلال الأعوام الأخيرة.
ويشير الكاتب ليوني إلى مسائل محددة مثل عصر السياح اليابانيين كحبات الليمون للحصول على أكبر قدر من أموالهم، ووجود العديد من أعضاء عصابات المافيا للتسوق من شارع فينيتو الشهير ومن أسباب ذلك غسل أموالهم، وثمة تقارير متكررة في صحف روما حول عصابات الأطفال والاتجار في المخدرات.
والانتقادات التي وجهها ليوني لبلدته لا تستهدف فحسب معدلات الضوضاء العالية وتلوث الهواء وانتظار السيارات في الممنوع بشكل يهدد بتعريض حركة المرور في نصف المدينة للشلل، ولكنها موجهة أيضا إلى ستة آلاف من الأشخاص المشردين والتناقضات الاجتماعية الحادة في " حاضرة النفوذ " حيث يبدو أن السياسيين يتمتعون بكل مميزة ويحبون أن يظهروها.
غير أن ليوني لا ينهي كتابه بنبرة كئيبة تماما إذ يشير إلى بضعة أشياء يمكن أن يواصل المرء بسببها عشق روما كالمجنون، ومن بينها وجود أكثر من 2600 نافورة صغيرة رائعة تعرف باسم " ناسوني " في جميع أنحاء العاصمة لتتيح مياه الشرب للجميع مجانا.
ويضيف ليوني قائلا إن مدينته لا تزال :عاصمة العالم ولكنها لا تعلم ذلك


الصفحات
سياسة








