والمؤيدين للحق الكويتي الذين قاموا بواجباتهم تجاه تحرير الكويت، كل من موقعه
يبدو جليا لقارئ كتاب (هل تسمحون لي أن أحب وطني) القدر العظيم الذي تحمله
المؤلفة لوطنها الكويت، والعاطفة الجياشة التي وجهت بوصلتها نحو الوطن في أيام
تنحو نحو المذكرات.
المهجر القسري، ولم تتوقف الكاتبة عند حد عاطفتها بل قامت بانتقاد غدر النظام
العراقي السابق ووحشيته تجاه الكويتيين والعرب والأطفال، وتعرية مزاعمه الكاذبة في
الوحدة العربية ومعركة تحرير فلسطين، وكذلك قدمت الشكر للذين وقفوا من العرب
مع الكويت في أيام المحنة حتى تم التحرير وعادت الطيور إلى أعشاشها، ولم تمتنع
د.سعاد عن انتقاد مواقف بعض السياسيين العرب الغادرة، وانحيازهم للجلاد ضد
تعتبر شجون د.سعاد الصباح حول الكويت خلال أيام الغزو مرجعا لمن أراد أن يعرف
كيف كان الكويتيون يفكرون وهم في المنفى، ومقدار العزيمة والإصرار اللذين
وتحدثت الكاتبة عن المواقف الدولية المماطلة في بداية الغزو، ثم قيام المجتمع الدولي
بحسم أمره، وقراره بتحرير الكويت من براثن المحتل .. وبدء العمليات العسكرية فعلا
يذكر أن الكتاب يضم 27 مقالا، نشرت بداية من أغسطس عام 1990 في صحف:
الحياة اللندنية، والقبس الدولي (لندن)، وصوت الكويت (لندن)، والشرق الأوسط (لندن)
وفي هذه الطبعة تم إصدار الكتاب كنسخة منقحة وبما يقرب من 200 صفحة متوسطة
الحجم، وبطباعة مميزة، وإخراج جديد مختلف عما سبق من الطبعات الخمس السابقة.
يحملونهما في صدورهم ليعودوا لوطنهم ويعود وطنهم لهم سالما معافى.
.. وقد تزين بلوحة هي من الأعمال التشكيلية للمؤلفة تمثل خريطة الكويت.
ومن أجواء الكتاب من مقال صباح الخير أيتها الحرية
بعد مئتين وعشرة أيام، وثماني ساعات، وعشرين دقيقة، وخمس ثوان، عددتها على
أصابع يدي، كما يعد المساجين فتافيت الخبز وأعقاب السجائر، وخيطان بطانياتهم. . .
دخلت علي رائحة الكويت من نافذة منفاي في لندن، فاخضر لون دمي. . وتسلق
العشب على جدران ذاكرتي. .
ما أطول زمن المحبوسين في زجاجة الأنظمة الفردية. .
لا يتقدم. . ولا يتأخر. . ولا يشيخ. .
بعد مئتين وعشرة أيام. .
أكلت فيها نصف أظافري. . ونصف دفاتري. .
استيقظت صباحا لأجد مئات الهدايا مكومة فوق سريري
القمر الكويتي في كيس. .
أبراج الكويت في كيس. .
ألعاب أولادي، ودفاترهم المدرسية في كيس. .
ملابسي الصيفية في كيس. .
صورة مبارك الكبيرفي كيس. .
والبحر، والكورنيش، والسالمية، والجابرية، ومشرف، ودسمان والشويخ، والفحيحيل،
كلها كانت ملفوفة بأوراق السيلوفان والقصب تنتظر إلى جانب سريري ..
والأحمدي. . ووربة. . وبوبيان. . وفيلكا. .
رائحة الكويت تهاجمني من كل الجهات. . .
رائحة الشاي والقهوة في الديوانيات تخترقني من كل مكان. .
تبللني. . تثقبني. . تحفرني. .
كنت أتصور قبل احتلال بلادي، أن رائحة الحرية رائحة عاطفية وشعرية وكمالية. .
وأن الطغاة يمكنهم أن يمنعوا استيرادها بمرسوم صادر عن مجلس قيادة الثورة، أسوة
ولكنني اكتشفت أن رائحة الحرية هي أقوى الروائح، وأعنفها، وأكثرها التصاقا
بكل مستحضرات الحرية الأخرى من أقلام وأوراق ودفاتر. .
بأجسادنا وأرواحنا. .


الصفحات
سياسة









