نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ


سلطات روما تدخل في مواجهة مع الباعة الجائلين لتحسين صورة المدينة




روما - إليزا بليتزماير - يصيح رجل يرتدي زي جندي روماني قديم مناديا : " سعر رخيص، صورة جميلة، تعال وشاهد "، ويبدو الرجل بخوذته والقطع الحديدية التي يضعها لحماية ساقيه وكأنه شخصية تخرج من صفحات الكتب المصورة الحافلة بالمغامرات.


سلطات روما تدخل في مواجهة مع الباعة الجائلين لتحسين صورة المدينة
غير أن نقاشا حاميا يدور في الوقت الحالي بين المسئولين في مدينة روما حول مستقبل هؤلاء المقلدين أو " المشخصاتية " الذين يسمحون للسياح بالتقاط الصور الفوتوغرافية معهم أمام مبنى الكوليزيوم الأثري مقابل " إكرامية " مالية كبيرة، ونجح المقلدون جزئيا في إبطال حظر فرضته مؤخرا سلطات العاصمة الإيطالية على نشاطهم.
 
غير أن هؤلاء المقلدين ليسوا وحدهم مصدر الإزعاج الذي تشعر به سلطات مدينة روما فهناك أيضا البائعون الذي يمارسون نشاطهم في الشوارع بشكل غير قانوني إلى جانب أعداد لا تحصى من منصات البيع المتنقلة التي تبيع الأطعمة والهدايا التذكارية إلى جانب حافلات السياح التي تقف في أماكن انتظار بشكل غير مشروع وهم جميعا يمثلون مشكلة بالنسبة للسلطات.
 
ويتكلف التقاط صورة تذكارية مع الشخص الذي يرتدي زي جندي روماني ما يصل إلى 12 دولارا، وأصبح ارتداء زي جندي أو مصارع روماني باستخدام ملابس مصنوعة منزليا نشاطا تجاريا جادا، ويقوم " الممثلون " بتنظيم أنفسهم كما أن لديهم نظام لتبادل دورات العمل، ووصل حجم النشاط التجاري حول الكوليزيوم إلى المدى الذي دفع الشرطة إلى إجلاء ممارسيه من المنطقة على أساس أنهم لا يدفعون الضرائب.
 
وصارت المنطقة حول الفاتيكان موقعا آخر يمكن العثور على البائعين الجائلين فيه، وأصبح هؤلاء البائعون إلى جانب المنصات المتنقلة لبيع الأطعمة والهدايا التذكارية بمثابة شوكة في جنب السكان المحليين وأصحاب المتاجر.
 
وثمة مصدر كبير آخر للإزعاج وهو حافلات وسيارات السياح التي تقف في الانتظار بشكل مزدوج وتسد الشوارع الرئيسية في روما، وبعث السكان في الريبع الماضي برسالة إلى عمدة روما جياني أليمانو تدعوه لاتخاذ إجراء ضد هذه الأعمال، وكتب السكان في الرسالة يقولون " إنه من العار أن تتسبب المنصات التي لا تحصى لبيع الهدايا التذكارية والحافلات والبائعون الجائلون والتجار الذين يعرضون سلعهم في الشوارع بشكل غير قانوني في إظلام ميدان القديس بطرس "، وأضافوا في رسالتهم إنهم على استعداد في حالة الضرورة لاتخاذ إجراء بأنفسهم.
 
وقرر رجلان يزعمان أنهما جنديان رومانيان وهما الأخوان مانيول وإيوجينيو سونيو رفض الحظر ووقفا خارج مسرح الكوليزيوم الدائري وهما يرتديان الزي المقرر، وعندما طلبت منهما الشرطة مغادرة المكان رفض الأخوان تنفيذ الأمر وهددا باستخدام سيفيهما الخشبيين، ولكنهما هربا في النهاية من المنطقة وتم القبض عليهما في وقت لاحق.
 
ومع تقديم الأخوين إلى المحاكمة لم يعد زملاؤهما يقفون أمام الكوليزيوم مباشرة، ومع ذلك أعربوا عن غضبهم إزاء الطريقة التي عاملتهم بها الشرطة.
 
ويعرب أحد المقلدين ويدعى ديفيدي ويبلغ من العمر 37 عاما عن دهشته إزاء مطاردة الشرطة لهم ويقول إنه لا يفهم لماذا تركهم المسئولون يعملون في هذه المهنة لعدة أعوام ثم قرروا فجأة طردهم من المكان، ويرعى ديفيدي إبنتين وظل يعمل " كجندي روماني مقلد " لمدة 13 عاما، ويطالب مع زملائه اعتراف السلطات بمهنتهم وتنظيم عملهم، ويقول ديفيدي إنه في حالة رفع منطقة الحظر سيدفع هو وزملاؤه الضرائب المقررة، غير أن سلسلة من الاجتماعات بين الجانبين لم تنجح حتى الآن في التوصل إلى حل وسط.
 
ويواجه أورلاندو كورسيتي عمدة وسط روما مشكلة كبرى تتمثل في المنصات المتنقلة لبيع الأطعمة الخفيفة، ويقول إنه تم إعطاء ترخيص بشكل غير قانوني لهذا المنصات بالانتقال من أحياء أخرى إلى الحي الذي يشرف عليه.
 
ويتعين على السياح أن يدفعوا مبالغ كبيرة عند شراء الشطائر والأطعمة الخفيفة والمشروبات التي تباع في المنصات المتنقلة، وفي كثير من الأحيان تدار هذه المنصات بشكل قانوني في منطقة حضرية آخذة في التدهور، وتمثل السياحة أهمية بالغة لمدينة روما المكبلة بالديون غير أنها تمثل عبئا في الوقت نفسه، وليس الاهتمام بمنع التهرب من الضرائب هو الدافع الوحيد وراء الحملة ضد الباعة الجائلين، فهناك أيضا مخاوف من أن تتدهور حالة المنطقة حول المسرح الدائري ووسط المدينة لتصبح بمثابة متنزه ترفيهي فلكلوري هابط.
 
ولعدة أشهر كان هناك حديث عن تحول روما ببطء إلى " سوق كبير "، وتنقسم المدينة بشكل مستمر بين كونها مدينة عصرية وكونها متحف سياحي، وتم تضخيم المشكلات المرتبطة بمعظم المدن الكبرى مثل الزحام المروري حول الكوليزيوم بسبب الباعة الجائلين والحافلات وأعمال البناء الجارية لتوسيع شبكة المترو في روما.
 
وليس من المؤكد ما إذا كانت روما ستستطيع التوصل إلى حل مقبول من الجميع، وإذا لم تتمكن من ذلك فقد يتضح أن أوبليكس وهو بطل لسلسلة قصص المغامرات المصورة الفرنسية الشهيرة كان على حق في تقييمه بأن " أبناء روما مجانين ".

إليزا بليتزماير
الاحد 19 غشت 2012