تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


سيرة ذاتية لشاب سوري






أنا حسام القطلبي.
أنا سوري.
أنا لست ابن جلا ولا طلّاع ثنايا.
أنا عمري 29 سنة طوارئ.


أنا الذي زار فرع (الأمن السياسي) قبل أن يزور المدرسة.
أنا من تعلّم كيف يتهجى (مخابرات) قبل أن يقول (بابا).
أنا من سكن بيوتاً بائسة مهددة دائماً بمداهمات الأمن.
أنا من سُرّح أباه المهندس، وأمه المدرّسة من العمل.
أنا من زار سجن صيدنايا وتدمر ودوما والمسلمية قبل أن يستطيع إمساك القلم.
أنا من ذهب طفلاً إلى مواعيد سرية ليلتقي.. أمه !
أنا من لم يجرؤ لسنوات على مناداة أمه (ماما) كي لا تنكشف هويتها وتُعتقل.
أنا من طُلبَ منه -قبل أن يتعرف على باسم ورباب وميسون ومازن في كتاب القراءة المدرسي- أن يفتدي أحد ما بالروح والدم.
أنا من تلقى في سنِّ السابعة صفعة من ضابط الشرطة العسكرية عندما غنّى أمام قضبان سجن صيدنايا: هي يا سجّانة .. هي يا عتم الزنزانة !
أنا من وقف طفلاً لسنوات،طوال الليل، أمام فرع الشرطة العسكرية في القابون، ينتظر (إذناً) بزيارة أباه المعتقل.
أنا من لم يرَ أباه يتناول القهوة في صالون المنزل صباحاً.
أنا من لم يرَ أمه تعد الفطور و(سندويشات) المدرسة.
أنا من اكتشف مؤخراً أنه كان رغم كل شيء: طلائعياً وشبيبياً.. إلخ..
أنا من طُلب منه طفلاً أن يتصدّى؛ للامبريالية و الصهيونية والرجعية، ويفتدّي القائد المناضل بروحه ودمه، حين كان أطفال العالم يتعلمون العزف على البيانو، ورسمَ بقرة ترعى في حقل.
أنا من ارتدى لسنوات زي المدرسة العسكري، حين كان أطفال العالم يرتدون ألوان الحياة.
أنا من درس لسنوات في كتب (القومية الاشتراكية) أنّ بلده هي حزب واحد.. لها قائد واحد.. وكان ذلك يسمى (التربية الاجتماعية).
أنا من حفظ (المنطلقات النظرية لحزب البعث) ونال عليها 7 علامات في امتحان الثانوية العامة، حين كان العالم مشغولاً بدراسة نظام (ويندوز).
أنا من قال له عميد كلية الآداب في جامعة حلب، حين اعتصمتُ ورفاقي في ساحة الجامعة ضد الاحتلال الأميركي للعراق: جاي تدرس ولا تاكل خرا !
أنا نصف معارفي و أصدقائي وأهلي معتقلون سابقون، أو حاليون، أو منفيون.. والنصف الآخر ممنوعٌ من السفر.
أنا من تعلّم أن للأمن فروع عسكرية و جوية و سياسية و.. وأنّه من اختصاصها جميعاً.
أنا من لم يحمل أحدٌ من عائلته يوماً سكيناً في وجه أحد.
أنا من لم يصفعْ وجه أحد يوماً.
أنا حسام القطلبي.. سوري الجنسية.. ولا أحمل جنسية أخرى.
أنا صاحبُ طفولة ضائعة، وشباب محطم.
أنا أحبّ البوعزيزي.

حسام القطلبي
الاربعاء 9 فبراير 2011