وبحسب بيانات الشرطة صباح اليوم الثلاثاء، تشاجرت مجموعة من المسلمين مع أخرى من الأيزيديين لأسباب غير معلومة.
وتبادلت المجموعتان الركلات واللكمات والضربات بأشياء مختلفة
وأبلغ سكان المنطقة الشرطة مساء أمس الاثنين. وقامت الشرطة بتفريق المجموعتين مستعينة في ذلك بنحو 70 شرطيا.
ويجرى التحقيق ضد المجموعتين بتهمة التسبب في إصابات جسدية خطيرة وتعكير الصفو العام.
و تعد الإيزيدية أو اليزدانية واحدة من أقدم الديانات الشرقية القديمة، إذ ظهرت في وادي الرافدين قبل آلاف السنين، وهي من الديانات التي تدرجت من العبادات الطبيعية إلى الوحدانية ولها معتقدات وطقوس خاصة بها.
وكان عدد الإيزيديين في العراق أكثر 600 ألف نسمة، لكن عددهم الحالي غير معروف على وجه الدقة، فهجرتهم مستمرة من العراق بسبب حملات الإبادة التي يتعرضون لها على يد الجماعات المتشددة. أما في العالم فيبلغ عدد الإيزيديين نحو مليون وربع مليون شخص.
وقد شهد أتباع هذه الديانة على مدار التاريخ في بلاد وادي الرافدين الكثير من الويلات والإبادة الجماعية، إذ يقول احد الباحثين : «التاريخ لم يرحم الإيزيديين في هذا البلد، هذه الديانة تعرضت لكثير من الويلات، فكل القوة الكبيرة التي كانت تأتي إلى المنطقة كانت تكبر على حساب الإيزيدية، ولأن هذه الديانة لم تكن تبشيرية لذا كانت تتقلص وتتراجع باستمرار، فعندما جاء الرومان إلى المنطقة تعرض الإيزيديون إلى الويلات والكوارث على أيديهم، لذا نرى أن الإيزيديين يستخدمون كلمة رومي إشارة منهم إلى الشؤم، كذلك فعل بهم الفرس. أما الدولة العثمانية فإنها ارتكبت أبشع الجرائم ضد الإيزيدية وكانت أعدادهم في تلك الحقبة الزمنية مئات الآلاف، وكانت هناك مساحات شاسعة بيد الإيزيديين في كردستان الشمالية (جنوب شرق تركيا الحالية). ثم جاءت المرحلة الأخيرة من الفرمانات الكبيرة في نهاية العهد العثماني وخصوصا في القرن التاسع عشر على يد محمد باشا الراوندزي عام 1834، الذي شن حملة كبيرة أنهى بها وجود الإيزيديين في منطقة سوران ودمر وجودهم في سهل نينوى، وتلتها فرمانات أخرى من فريق باشا عام 1894 وتلاه فرمان آخر على يد الفريق وهبي باشا، وكل هذه الفرمانات كانت تصدر من الباب العالي. ومع نهاية الدولة العثمانية حلت كارثة أخرى بالإيزيديين وهي كارثة تشكيل الدولة العراقية، وحركت الدولة العراقية في أعوام 1931 و1933 الجيوش التي هاجمت المواطنين الإيزيديين العزل في سنجار بسبب رفضهم لأداء الخدمة العسكرية.