نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


فيلم هوليوودي عن نجم الاكروبات الفرنسي الذي سار على حبل





لوس أنجليس - ليليانا مارتينيث سكاربيلليني

- يبدو أنه لم يعد متبقيا الكثير من القصص المستوحاة من أحداث حقيقية، والتي لم تحاول هوليوود استغلالها لأقصى درجة، مثلما رأينا في العديد من التجارب والتي كان آخرها "إيفرست" ومن قبلها "القبطان فيليبس" لتوم هانكس وغيرها كثير، والآن ولكسر الملل قررت هوليوود الاستعانة بأفكار من خارج الصندوق، فلم تجد أفضل من قصة لاعب الأكروبات الفرنسي فيليب بيتيت (Philippe Petit)، الذي خاض مغامرة في غاية الجرأة والخطورة عام 1974 تتمثل في مد حبل معدني أعلى برجي نيويورك الشهيرين، واللذين تحطما في أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 وقطع المسافة الفاصلة بينهما في الهواء. تصدى لإخراج الفيلم، روبرت زيمكيس، وهو نفس مخرج "فورست جمب" الحائز على العديد من جوائز الأوسكار.


 
جدير بالذكر أن مغامرة بيتيت، قد ألهمت العالم، وتحولت عام 2008 لفيلم وثائقي بعنوان "رجل على الحبل"، والذي حاز العديد من الجوائز العالمية، ومن بينها الأوسكار، كأفضل فيلم وثائقي أجنبي، وذلك قبل أن يفكر زميكيس في تحويل القصة لفيلم روائي طويل، يحتوي على جميع العناصر اللازمة لجذب الجمهور.

يشار إلى أن هذه المغامرة الخطيرة بالسير على حبل من أعلى برجي نيويورك، بجانب أنها تحولت إلى حديث وسائل الإعلام عبر العالم، كنت تخفي وراءها قصة إنسانية عظيمة، وهو العنصر الذي سوف يركز عليه مخرج سلسلة "العودة إلى المستقبل"، بجانب تقديم مشاهد ترفع درجة الإدرينالين وتثير حماس الجمهور، وتضعه في قلب الحدث كما لو كان معلقا في الهواء بالفعل مع لاعب الأكروبات الفرنسي في مغامرته الخطيرة.

قرأ زيمكيس مذكرات بيتيت قبل ثمان سنوات، ومنذ ذلك الحين بدأ مشاورات مع منتجه ستيف ستاركي حول إمكانية تقديم معالجة سينمائية حول هذه القصة. "لم أكن أعلم كيف ستسير الأمور، ولكني كنت على قناعة أن هذه القصة تحمل فيلما"، يحكي زيميكس عن مناقشاته مع المنتج الذي رافقه منذ تقديم فيلمه "الأرنب روجر"، بطولة داني دي فيتو، والذي جمع بين الرسوم المتحركة والأشخاص الحقيقيين، لأول مرة عام 1988.

على الرغم من أنه للوهلة الأولى، يبدو أن ذروة القصة تتمحور حول لحظة قطع المسافة الفاصلة بين البرجين على حبل معلق في الهواء، إلا أن هناك خلفيات أخرى كثيرة وتفاصيل كامنة أدت للوصول إلى هذه النقطة أو "الضربة الكبرى"، بحسب وصف بيتيت، أخذا في الاعتبار التحايل على الاحتياطات الأمنية في البرجين في ذلك الوقت، وكيفية نقل المعدات إلى السطح، والاختراق الأمني وغيرها من الأعمال غير القانونية التي ارتكبها فريق لاعب الأكروبات الفرنسي.

لجأ زيميكس إلى النجم جوزيف جوردن لوفيت لتجسيد شخصية بتيت، وهو ممثل حظي بفرصة لقاء لاعب الأكروبات الفرنسي وتعلم منه تفاصيل كيفية تقديم الجانب العضلي والنشاط البدني الأكبر من الشخصية، فضلا عن أسلوبه في الحديث وانفعالاته. لم يتمكن فقط من السير على الحبل وتقديم العديد من المشاهد الخطرة بنفسه بمساعدة بعض المتخصصين، بل تعلم أيضا الحديث بالفرنسية بطلاقة باللكنة الباريسية كما ضمن متطلبات الدور، وقد ساعده على ذلك رفيقته في العمل شارلوت لو بون.

جدير بالذكر أن لوفيت سبق له المشاركة في العديد من الأعمال الصعبة، مثل "بداية" بطولة ليوناردو دي كابريو، و"500 يوم صيف"، ويؤكد النجم الشاب أن شخصية بطل القصة استهوته منذ البداية، لذلك حرص على تتبع تفاصيل الشخصية، الأسلوب الذي نفذ به مغامرته، الوقت الذي قضاه في نيويورك لتحقيق هدفه، ودوافعه الحقيقية للإقدام على مثل هذه المجازفة الخطير. ويرى لوفيت أن القصة الإنسانية وراء هذه المغامرة جديرة بأن تحكى للناس لكي يعرفوا من هو بيتيت والفريق المساعد له في هذا العمل.

وللتأثير بصورة أكبر في الجمهور، وإضفاء عناصر أكثر إنسانية على العمل، اختار المخرج تقديم الفيلم بتقنية الأبعاد الثلاثية (ثري دي)، والتي كانت لها دور كبير في إبراز العنصر الواقعي في هذه المخاطرة. يقول زيميكيس والذي يعتبر نفسه أحد تلاميذ ستيفن سبيلبرج "لطالما اعتبرت أن القصة هي التي تفرض علينا تقديمها بتقنية الأبعاد الثلاثية. كنت أبحث عن قصة فيلم تصلح لتقديمها بهذه التقنية وفي هذا القالب، فوجدت في هذه القصة الفرصة لكي أضع الجمهور على الحبل، بالمعنى الحرفي للكلمة". من ناحية أخرى يحذر زميكيس "ضعاف القلوب أو من يعانون من الدوار أنه يتعين عليهم الامتناع عن مشاهدة فيلمه.

بالفعل، وبحسب التعليقات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو أن هناك حالات بين المشاهدين انتابهم شعور بالدوار أو بالغثيان أثناء المشاهدة، مما يعني أن الفيلم لن يكون صالحا للمشاهدة لكل أطياف الجمهور.

أما بخصوص الانتقادات التي كانت تشغل صناع العمل، فيبدو أنه لم يكن لها أساس من الصحة، حيث اشادت جريدة "نيويورك تايمز" بجهود زيمكيس من الناحية التقنية، وحرصه على تخليد برجي نيويورك، بعد الدمار الذي لحق بهما جراء أحداث أيلول/ سبتمبر2001. "لقد تحول الفيلم إلى قصيدة من المعدن والخرسانة ممزوجة بجنون بيتيت، الذي أراد تحدي كل الحدود ونجح في إبهار العالم. حسب وصف الجريدة للفيلم.

ليليانا مارتينيث سكاربيلليني
السبت 17 أكتوبر 2015