تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


كيف يصوم ضحايا الفيضانات في باكستان ؟ رمضان مختلف لمن فقدوا كل شئ




إسلام أباد - نديم ساروار - فاروق عظيم -­ يحترم المسلمون من ضحايا أسوأ فيضانات تشهدها باكستان في تاريخها منذ 63 عاما صيام شهر رمضان، شاءوا أم أبوا.


أسوأ فيضانات تشهدها باكستان في تاريخها منذ 63 عاما
أسوأ فيضانات تشهدها باكستان في تاريخها منذ 63 عاما
فمنذ الخميس، لا تقوم الحكومة ولا الكثير من منظمات الإغاثة بتوفير الطعام لهم خلال اليوم، وتقوم فقط بتوفير وجبات السحور والإفطار في المساء.
وتلتزم الحكومة باحترام رمضان بموجب القانون، بينما تحرص منظمات الإغاثة على ذلك من منطلق احترام التقاليد المحلية.

ويقول جميل ماستوي، المقيم في معسكر إغاثة بالقرب من جامبور في إقليم البنجاب الذي غمرته المياه:"إنني مسلم لكني لا أصوم هذا هو اختياري لكن الآن ليس لدي خيار".

ويضيف: "إنهم منحونا بعض الأرز المطبوخ عند السحور هذا الصباح، والآن سوف نحصل على شيء ما لنأكله عند الإفطار". وأردف: "أود لو حصلت على بعض الطعام بين هاتين الوجبتين، لكنكم تعلمون أن جميع المطاعم مغلقة، وهناك بعض محلات البقالة مفتوحة لكن لا تزال هناك مياه في الشوارع".

وتقول فاطمة بيبي: "اعتدنا على طهي العديد من الأصناف الشهية في منازلنا خلال رمضان لكننا هنا لا نحصل سوى على الأرز في الصباح والمساء إن رمضان هذا العام ليس كالأعوام السابقة لكننا لا نزال سعداء كوننا آمنين وفي حالة جيدة".

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الفيضانات أضرت 14 مليون شخص وأسفرت عن مقتل أكثر من 1200 شخص. وقالت المنظمة الدولية في إطار دعوتها إلى توفير مساعدات دولية، إنها تحتاج إلى 460 مليون دولار للوفاء بالاحتياجات الفورية للناجين، البالغ عددهم ستة ملايين شخص.

وضربت الفيضانات أيضا عشرات الآلاف من الهكتارات المزروعة بالمحاصيل. وقال وزير المالية الباكستاني مطلع هذا الأسبوع إن البلاد لن تتمكن من تحقيق النمو المستهدف في إجمالي الناتج المحلي البالغ 5ر4%.

ورجح بعض المحللين إمكانية ارتفاع التضخم أكثر مما هو عليه، ليضيف إلى الصعوبات التي يواجهها حتى أولئك الذين فروا من مياه الفيضانات.
وتظهر الأسواق في إسلام أباد بعض المؤشرات على وقوعها تحت الضغط. فقد تضاعفت أسعار الخضر والفاكهة، ويعزى ذلك بشكل أساسي إلى أن الطرق مغلقة ومن ثم عدم وصول الإمدادات إلى المدينة.

ويخزن التجار سلعا مثل البقول والأرز والقمح، املا في ارتفاع الأسعار في نهاية المطاف في الوقت الذي تقل فيه الإمدادات، خاصة وأن الكثير من المواد الغذائية المخزنة قد فقدت.

ويبدي عدد كبير من الباكستانيين قلقهم من أن يؤدي ارتفاع أسعار الغذاء إلى جعل الأمر أكثر صعوبة في شراء ملابس وأحذية جديدة لأبنائهم في عيد الفطر.

و يبحث الالاف من الاشخاص عن موقع جاف ليلجأوا اليه حيث أن المناطق المنخفضة ابتلعتها مياه الفيضانات العارمة عبر باكستان.

وأقيم أحد الملاجيء على الطريق السريع الوحيد المكون من ست حارات في باكستان والذي كان فخر لهذا البلد الفقير الذي يكافح من أجل تحقيق الرخاء ، وأصبح الآن توضيحا للكارثة التي تواجهها البلاد.

وبينما أقيمت مجموعات صغيرة من الخيام على طول قطاع اسلام أباد ­ بيشاور ، احتلت عائلات مشردة جانبي الطريق في منطقة تشارسادا ، أحد أكثر المناطق تضررا في اقليم خيبر ­ باختونخوا الواقع شمال غرب البلاد.

ولمسافة كيلومتر واحد اقامت شرطة المرور حواجز لإبطاء السيارات. ولايزال الوضع خطيرا حيث أن الاطفال يلعبون ويعبرون الطريق لرؤية أصدقائهم في خيام الايواء المؤقتة على الجانب الاخر من الطريق.

ويمتليء الهواء برائحة الفضلات البشرية بينما يوزع عامل اغاثة أرز مطبوخ بالبهارات والبقول من وعاء طبخ كبير نقل من بيشاور عاصمة الاقليم.

وقال يار محمد (30 عاما) ، الذي يعيش مع عائلة مكونة من ثمانية أشخاص في خيمة ، "ليس لدينا مراحيض هنا على الرغم من اننا موجودون هنا منذ أكثر من أسبوع الآن".

واضاف "إنه أمر صعب خاصة في الليل عندما يخرج أبناؤنا لقضاء حاجتهم في الظلام.. نخشى دائما أن يتعرضوا للدغ الثعابين".

واستطرد قائلا "إن حكومتنا لم توفر لنا شيئا.. إن أولئك الاشخاص حفنة من المحتالين الذين وصلوا الى السلطة ليملأوا جيوبهم".

وتجاهد السلطات لتوفير المساعدات للملايين من ضحايا أسوأ فيضانات تشهدها باكستان خلال 63 عاما من الاستقلال. ولكن الموارد شحيحة مقارنة بحجم الدمار ، الذي وصفته الامم المتحدة بأنه تخطى كارثة التسونامي التي ضربت المحيط الهندي عام 2004 بالنظر لعدد المتضررين.

وقال موريزيو جوليانو المتحدث باسم الامم المتحدة في باكستان إن المنظمة الدولية تستعد لمناشدة المجتمع الدولي لتوفير 459 مليون دولار. واضاف "ان رد الفعل جيد حتى الان.. لقد تلقينا وعودا ب 140 مليون دولار حتى الليلة الماضية". ويظل الكثير من الضحايا غير سعداء باستجابة منظمات الاغاثة الدولية والحكومة الباكستانية.

وقال كريم يولاه (40 عاما) سائق حافلات يشارك أسرتين أخريين في خيمة واحدة ، اجمالي 16 فردا داخل الخيمة ، "اننا جائعون هنا.. نحصل على وجبة واحدة على الاكثر يوميا.. إننا بحاجة للمزيد من الخيام".

وقال برنامج الغذاء العالمي أمس الاول الاربعاء انه تمكن حتى الآن من الوصول الى 375 ألف شخص ، أغلبهم في خيبر ­ باختونخوا ويخطط لزيادة العدد الى 2 مليون بحلول 20 اب /اغسطس الجاري. ويعني ذلك انه يتبقى 4 ملايين ، من اصل 6 ملايين بحاجة لمساعدة عاجلة ، بدون مساعدة البرنامج.

نديم ساروار - فاروق عظيم
السبت 14 أغسطس 2010