صحيح لماذا تتراجع ؟ ما دامت قد اختبرت اوباما والاتحاد الاوروبي في القرم واوكرانيا ولم يردا الا ببيانات وتصريحات تكشف زيف النظام العالمي ٫ وخواء تصريحات الامم المتحدة ٫ وخلوها من أي مصداقية مقابل غطرسة روسية مطلقة ٫ وصحوة ونشوة انتقلت لزعيم حالش في الضاحية ثم لبشار الكيماوي وحكومته بعد ان اوشكوا على الغرق .
ألم يرفض المعلم قبل ساعات مجرد جملة لديمستورا يقول فيها "ان ادخال المساعدات لسبع مناطق محاصرة سيكون بمثابة اختبار للنظام السوري " فيرد نظام البراميل على لسان اضخم براميله بالقول : ان النظام لا يسمح ان يختبره احد
.
نعم هذا واقع الحال فالغطرسة الروسية امتدت عدواها لبشار الكيماوي وخرتيت الضاحية زعيم المرتزقة اللبنانيين ٫ والاثنان ظهرا في يومين متتاليين ليعكسا نشوتهما بما حققه لهما العدوان الروسي بعد ان كانا يختبئان كالجرذان في جحور تحت الارض .
انها حقبة الغطرسة البراميلية التي انعشها سفاح روسي الذي يكرر في سوريا ما فعله في الشيشان ٫ فهناك تم قتل او تهجير كل من لا يدعم جرذه الشيشاني العميل "قديروف" وهنا يحاول سفاح الكرملين تكرار التجربة امام سمع وبصر عالم كامل يعرف هدفه ولا يعمل شيئا لايقافه حتى نظريا ٫ فالتراجع والتنازلات التي قدمتها اميركا واوروبا في اجتماع مؤتمر ميونيخ للأمن مخزية وسينظر اليها المؤرخون باحتقار لا يوازيه الا أحتقارهم لابن العلقمي وبشار الكيماوي .
ورغم قتامة هذه الصورة ٫ فإن لكل غطرسة نهاية ٫ ولن يتغير شئ في مآلات الثورة السورية التي صاروا يسمونها حربا اهلية ٫ ويصرون على نسيان بداياتها السلمية العظيمة المشعة ويتعاملون مع ما قبل خواتيمها الاخيرة بكل انواع الاتهامات بعد ان زرعوا السم والانقسام والتطرف في جسدها المثخن وغذوه بكل ما عند الكي جي بي من والسي آي أيه من عملاء ٫ وبكل ما في سجون السفاحين في بغداد ودمشق من مجرمين ليخفوا الوجه الحضاري للشعب السوري وثورته .
لقد فعلوا ذلك وأكثر وشوهوا بمقدار استطاعتهم وتحكمهم بوسائل الاعلام الدولية والعربية المشتراة لكن خسئوا وسيبوؤن بالفشل ولن يكون الاحتلال الروسي انجح من الاحتلال الايراني ولا احتلال المرتزقة وشذاذ الافاق ٫فقد هزم هؤلاء ٫ واكبر الادلة على هزيمتهم استعانتهم جميعا بالعدوان الروسي لينقذهم من هزيمة مدوية ٫ ويشتري لهم وقتا الى حين لكنه سيلقى المصير ذاته ٫ ولن تكون سوريا لقمة سائغة له كالقرم ٫ والشيشان ٫ وسواء كان هناك تدخل لتحالف اسلامي في سوريا ٫ او لم يكن ٫ فقدر السوريين الدخول في حرب تحرير وطنية للتحرر من استعمار ثلاثي روسي - ايراني - أسدي .
ولا تتردد الشعوب في العادة امام هكذا خيارات مصيرية ٫ وما دام هذا الشعب العظيم لن يرضخ لاحتلال جديد ويرفض العودة لزمن العبودية ٫ فسوف يجد وسائل المقاومة بمساعدة خارجية او دونها ٫ ولن يخذل الله شعبا خذله نظام عالمي مهترئ سيسقط مع سقوط بشار الكيماوي
لينهض على انقاضهما نظامين جديدين سوري ديمقراطي ...وعالمي لا تتحكم فيه المافيات السياسية