
ديفيد كاميرون
وفي رسائل مرفوعة لكاميرون وكبار وزرائه، وجه حزب العمال عشرات التساؤلات حول قرار رئيس الوزراء تعيين آندي كولسون، رئيس التحرير السابق لصحيفة "نيوز أوف ذا وورلد"، في منصب مستشاره الإعلامي، وحول مسعى روبرت موردوك للسيطرة على مؤسسة بي سكاي بي البريطانية الخاصة.
وكان موردوك قد أغلق صحيفة الإثارة المخضرمة "نيوز أوف ذا وورلد" في محاولة لاحتواء الفضيحة، كما تخلى عن مسعاه شراء ما تبقى من أسهم بي سكاي بي مما لا يملكه فعلا.
وترك كولسون منصبه كمستشار إعلامي لرئيس الوزراء في يناير واعتقل لاحقا لاتهامات تتعلق بالتجسس على الرسائل الهاتفية ورشوة رجال شرطة، وهي الاتهامات التي ينفيها.
ودافع كاميرون عن قراره تعيين كولسون وإن أقر أنه لو عاد الزمان إلى الوراء وأدرك ما يدركه الآن لربما عدل عن قراره بتعيين رئيس التحرير السابق لـ"نيوز أوف ذا وورلد".
كما تعرضت الحكومة لانتقادات بسبب اجتماعاتها مع موردوك ومسؤوليه التنفيذيين أثناء سعي الإمبراطور الإعلامي عبر مؤسسته الأم نيوز كورب للسيطرة على ما تبقى من مؤسسة بي سكاي بي التلفزيونية المربحة، وهو المسعى الذي تخلى عنه هذا الشهر.
وكانت الضغوط قد خفت عن كاميرون هذا الأسبوع، غير أنه مع بدء العطلة الصيفية للبرلمان، جدد حزب العمال ضغوطه على رئيس الوزراء المحافظ إذ كان العماليون في طليعة الهجوم على موردوك.
وكتب نواب عماليون إلى كاميرون وإلى وزير ماليته جورج أوزبورن وآخرين يطالبون ب"الكشف عن الحقائق"، بحسب متحدث باسم حزب العمال.
وقال إيفان لويس الذي يمثل حزب العمال لشؤون الثقافة والإعلام: "لقد تعامل ديفيد كاميرون وجورج أوزبورن بازدراء مع التحذيرات بشأن آندي كولسون ولم ينأيا بنفسيهما عن مسؤولين تنفيذيين كبار في نيوز كورب خلال فترة البت في مسعى المؤسسة السيطرة على بي سكاي بي".
وتابع قائلا إن ثمة "شكوكا خطيرة" بشأن صواب حكمهما، واصفا مسلكيهما بالأرعن المتهور.
وأضاف: "لن يخرجا من الحفرة التي أوقعا نفسيهما فيها ما لم يقدما ويقدم الوزراء الآخرون إجابات شافية وصريحة لأسئلة حري الرد عليها".
ونشر كاميرون ووزراؤه في وقت سابق هذا الشهر قائمة باجتماعاتهم مع كبار المسؤولين الإعلاميين بدءا من الانتخابات التي جرت في مايو 2010، ووعدوا بالدأب على فعل ذلك من الآن فصاعدا.
ونقلت عن متحدثة بلسان رئاسة الوزراء البريطانية القول: "أعتقد أننا تحلينا بالوضوح واتخذنا أفعالا".
غير أن العمال يطالبون بتفاصيل تتعلق بفحوى المحادثات التي جرت مع مسؤولي نيوز كورب حول صفقة بي سكاي بي، وحول كيفية تعيين كولسون، وما إذا كان تعيينه جاء بناء على نصيحة قدمها مسؤولو نيوز كورب، وما إذا كانت أي جهة قد حذرت من ذلك أو من الاتصالات مع نيوز كورب وهل تم الإصغاء إلى التحذير أم لا.