نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


مشروع غامض لإقامة مدفن للنفايات قرب غابة بوهيميا





براغ – شعر العمدة بأنها قضية مهمة للغاية تستحق جهدا أكثر من مجرد رسالة عبر البريد الالكتروني، وذلك بعد أن أخبره المسؤولون بأنه قد يتم قريبا إقامة موقع لدفن النفايات النووية بالقرب من قريته.


 

وكان المسؤولون التشيك يدرسون إمكانية إقامة المدفن في عدة مواقع مختلفة، منها موقع بيركنباش بالقرب من قرية تشانوفايس في غابة بوهيميا، بالمنطقة الجنوبية الغربية من البلاد، ويتولى منصب العمدة فيها بيتر كلاسيك.
ولدى كلاسيك الكثير من الأعمال التي يتعين عليه أن ينجزها، والتي تشمل تنظيم مسابقة لكرة القدم النسائية وإصلاح الحافلة القديمة التي تقل تلاميذ المدرسة، وبالتالي نجد أن هاتفه يرن باستمرار، والآن أضاف العمدة بندا آخر على جدول أعماله، فهو يمضي أمسياته في قراءة موضوعات عن التكنولوجيا النووية ومواقع النفايات النووية، ويقول "أريد أن تكون لدي معرفة بما سيحدث".
ويوجد بقرية تشانفويس قلعة شيدت على غرار طراز الباروك المعماري، الذي كان سائدا في أوروبا خلال القرن السابع عشر، إلى جانب وجود متحف مفتوح وروضة أطفال ومدرسة وورشة خشب تعد أحد أماكن التشغيل الرئيسية للسكان.
غير أن الجرانيت الذي يتم استخراجه من القرية منذ قرون، هو الذي لفت أنظار من خططوا لإقامة موقع دفن النفايات النووية بها.
وبمقتضى خطط وكالة الطاقة النووية في البلاد، يمكن دفن النفايات عالية الإشعاع، الناتجة عن محطتي دوكوفاني وتيملين لتوليد الطاقة، في أعماق صخور الجرانيت، على عمق 500 متر تحت سطح الأرض، على أن يتم إغلاقها بإحكام داخل حاويات خرسانية.
ويمكن أن تبلغ تكلفة موقع دفن النفايات تحت الأرض نحو أربعة مليارات يورو (7ر4 مليارات دولار).
ومن المقرر اتخاذ القرار الخاص بهذا الموقع بحلول عام 2025، غير أن العمدة كلاسيك تراوده الشكوك بشأن المدفن.
وهو يعلق بالقول: "إنهم يقولون إن صلاحية الموقع ستستمر لمدة 100 ألف عام، وهذه فترة طويلة للغاية في سياق التاريخ البشري".
وما يزيد من مشاعر الضيق لدى العمدة هو أن سكان المناطق التي ستتأثر بالمشروع ليس لهم كلمة في الأمر، وتم إخطاره في البداية أنه لا يملك التأثير في القرار.
وانتشرت الآن أقاويل بأن قرية تشانفويس دخلت القائمة القصيرة للمواقع المرشحة لإقامة مدفن النفايات بها.
وعندما يفكر أحد حاليا في شراء منزل أو بيت صيفي في منطقة مجاورة، فإنه يأتي إلى العمدة كلاسيك ويسأله عن تأثير موقع النفايات.
ويقول البعض إنه لا ينبغي للعمدة أن يقلق حتى لو تم بناء المدفن، ذلك لأنه سيكون قد غادر منصبه، وربما الحياة، عندما يتم تشغيله في عام 2065، غير أن هذا القول يغضب كلاسيك الذي يقول إنه كرجل ينتمي إلى الريف فإنه يحفظ عن ظهر قلب أنه "إذا زرعنا شجرة في غابة، فإننا نفعل ذلك من أجل أبنائنا".
كما أنه من السابق لأوانه التحدث عن الخطوات التالية، وذلك وفقا لما يقوله المسؤولون عن التخطيط بوكالة التخلص من النفايات النووية بالتشيك "سوراو".
ويقول لوكاس فوندوروفيتش رئيس "سوراو" إنه وفقا لتقييم الوكالة، فإن موقع بيركنباش بالقرب من قرية تشانوفايس، يعد جيدا للغاية بالإضافة إلى أن الصخور مناسبة، كما أن المياه الجوفية تتدفق بمعدلات بطيئة في هذا المكان.
ورفض فوندوروفيتش ما يتردد بأن وكالته فشلت في تبديد مشاعر القلق لدى السكان، الذين يعيشون في المناطق التي يمكن أن تتأثر بإقامة المدفن، وقال إنه يمكن لممثلين عن القرية أن يحضروا الاجتماعات التي يعقدها مسؤولو المشروع، كما يتم توزيع نشرات تتضمن معلومات عن المشروع على السكان عدة مرات في السنة، وأضاف: "لدينا مواقع اليكترونية مثل فيسبوك ويوتيوب، ونحن نرد على التساؤولات بالطبع. ".
وتقول الوكالة عبر موقعها الالكتروني إن إقامة مدفن عميق تحت الأرض، هو أكثر الحلول أمانا للتخلص من النفايات النووية.
وتنتج محطات الطاقة النووية في جمهورية التشيك من 80 إلى 100 طن من عناصر الوقود المستنفد سنويا، وهذه النفايات يتم تخزينها حتى الآن داخل منشآت مؤقتة في المحطات ذاتها.
ولم يكن التخلص من النفايات يمثل مشكلة بالنسبة لجمهورية التشيك في الماضي، حيث أنها كانت تشحن النفايات المشعة إلى الاتحاد السوفيتي السابق، واستمر ذلك حتى 30 عاما مضت، وإلى أن سقط الستار الحديدي.
كما أن وكالة التخلص من النفايات النووية التشيكية تعطي العمد وممثلي القرى الفرصة، للسفر إلى فنلندا حيث يجرى بناء أول مدفن للنفايات النووية عالية الإشعاع في العالم على ساحل بحر البلطيق.
غير أن كلاسيك لا يعتزم قبول هذا العرض، ويقول "لماذا استخدم أموال الدولة للقيام برحلة ؟".

ميشائيل هيتمان
السبت 28 نونبر 2020