
المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله
وقد عرف فضل الله بانفتاحه على العصر في فتاواه، رغم تمسكه باصول الدين.
وقال عنه وزير الصحة اللبناني محمد جواد خليفة اثر اعلان نبأ وفاته "لقد جسد السيد فضل الله التحرر والسير الى الامام ومجاراة العلم والتطور مع مراعاة الثوابت".
واصيب فضل الله خلال الاشهر الاخيرة بسلسلة ازمات صحية ادخلته المستشفى، الا انه كان يتخطاها في كل مرة، الى ان ادخل مستشفى بهمن في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل اكثر من اسبوع في مراجعة عادية. واصيب فجر الجمعة بنزيف داخلي تسبب بوفاته صباحا الاحد.
لعب فضل الله دورا سياسيا بارزا في الثمانينات بعد نشوء حزب الله كقوة عسكرية ثم سياسية توسع نفوذها تدريجا وسط الطائفة الشيعية، لتصبح الممثل الابرز للشيعة في لبنان.
وكان ينظر اليه على انه "المرشد الروحي" لحزب الله، وكان من اشد المؤمنين ب"المقاومة والجهاد" في مواجهة اسرائيل. وبقي كذلك حتى اللحظة الاخيرة من حياته. كما انه كان من انصار تأسيس الجمهورية الاسلامية على يد الامام الخميني.
لكن فضل الله ابن النجف ومؤمن بمرجعيتها، فيما حزب الله متمسك بمرجعية قم في الجمهورية الاسلامية الايرانية وتدخل "ولاية الفقيه" في صلب عقيدته. فحصل مع الوقت تباعد بين الجانبين نتيجة تباينات سياسية وعقائدية.
الا ان فضل الله بقي منذ ذلك الوقت على اللائحة الاميركية للارهابيين العالميين، واتهمته الولايات المتحدة في الماضي بالتورط في خطف الرهائن الاجانب في لبنان خلال الحرب الاهلية (1975-1990). وبحسب مصادر اخرى، كان يلعب دور "الوسيط" في قضايا الرهائن.
وتعرض فضل الله خلال هذه الحرب لمحاولات اغتيال عدة، احداها في 1985 في الضاحية الجنوبية بواسطة عملية تفجير قضى فيها ثمانون شخصا.
وقد شرع العلامة الشيعي "العمليات الاستشهادية في لبنان لدحر الاحتلال الصهيوني، وفي فلسطين لاسقاط الامن الصهيوني". ودعا في المقابل "الى مقارعة الاحتلال الاميركي في العراق وفق ما تسمح به الظروف الموضوعية".
ويقول المؤرخ الاب انطوان ضو، الامين العام للجنة الحوار الاسلامي المسيحي في لبنان، ان العلامة فضل الله كان "مرجعية مستقلة وقائمة بحد ذاتها. له اجتهادات خاصة وهو مميز عن غيره من المرجعيات بانفتاحه".
واشار ضو الذي كانت له جلسات حوارية عديدة مع فضل الله حول الحوار الاسلامي المسيحي ان المرجع الشيعي "كان يرى ان العلاقات المسيحية الاسلامية في لبنان تستند الى اسس لاهوتية وفقهية وليس فقط اجتماعية".
وكان فضل الله مؤمنا باقامة الدولة الاسلامية في يوم من الايام، لكنه كان مقتنعا بان الامر غير ممكن في المرحلة الراهنة في لبنان. وهو يلتقي في ذلك مع نظرة حزب الله المعلنة.
وقد نعى رجل الدين البحريني آية الله عبد الله الغريفي آية الله فضل الليه في مؤتمر صحافي عقده في مسجد الامامين الحسنين في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال انه "شكل علامة فارقة في حركة المرجعية الدينية".
واضاف انه "العقل الذي اطلق المقاومة فحققت النجاحات والانتصارات في لبنان وخارج لبنان"، مشيرا الى ان "فلسطين بقيت الهم الاكبر لحركته".
وذكر رجل الدين البحريني ان تفاصيل التشييع والدفن ستعلن في بيانات تصدر في اوقات متلاحقة.
وبدأ افراد عائلته ومساعدوه يتقبلون التعازي في مسجد الامامين الحسنين حيث اعتاد ان يلقي خطبة الجمعة، الى جانب مسؤولين من حزب الله يتقدمهم نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم.
ويتوافد الى العزاء نواب وسفراء وفاعليات ووفود شعبية.
وفضل الله كان المرشد الروحي لحزب الله في بداية تأسيسه في الثمانينات، قبل ان يحصل تباعد بين الجانبين بسبب تباينات في وجهات النظر حول المرجعية الدينية، اذ سعى فضل الله الى تأسيس مرجعية مستقلة للحزب الشيعي الذي تدخل "ولاية الفقيه" في صلب عقيدته.
لكن العلامة الشيعي كان من مؤيدي "الجهاد والمقاومة" ضد اسرائيل.
وقال حزب الله في بيان ان "لبنان والامة الاسلامية والعالم فقدوا عالما اسلاميا كبيرا ملأ الساحة بعلمه وجهاده".
واضاف البيان انه "وقف بكل جرأة ووضوح نصيرا للمقاومة ضد العدو الصهيوني وللمجاهدين الابطال، حيث تشهد الساحة تحديه وتصديه للاحتلال (...) والأثمان التي دفعها نتيجة لمواقفه، وعبَّر عن رفضه لمؤامرات الاستكبار".
وذكر حزب الله ان فضل الله كان ايضا "من ابرز الداعين والملحين الى الوحدة الاسلامية محاربا التفرقة والفتنة". ودعا الى "اوسع مشاركة في التعزية والتشييع، معلنا الحداد ثلاثة أيام".
واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري ان فضل الله "واحد من ابرز اركان المرجعية الدينية الرشيدة وداعية من طلائع دعاة الوحدة (...) وصوت يدوي من اجل الحق".
واضاف في بيان ان العلامة "كان من ابرز دعاة قيام لبنان نموذجا للتعايش بين الحضارات وظهيرا للمقاومة حتى الرمق الاخير".
وقال رئيس الوزراء سعد الحريري في بيان ان "لبنان خسر بغيابه مرجعية وطنية وروحية كبرى اضافت الى الفكر الاسلامي صفحات مميزة ستتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل".
وتابع ان فضل الله "شكل في كل المراحل والظروف صوتا للاعتدال وداعية لوحدة اللبنانيين خصوصا والمسلمين عموما، يرفض الفتنة ويطلق الفتاوى لتحريمها".
وقال النائب المسيحي ميشال عون، زعيم التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله، ان فضل الله كان بمثابة "مرشد ورسالته تتخطى الحدود".
واضاف في حديث الى تلفزيون "او تي في" ان المرجع الشيعي "قدم مساهمة كبيرة في الوحدة الوطنية (...) واحاديثه موعظة للناس يمكن ان تقرأ في المسجد وحتى في الكنيسة"..
ووصف وزير الصحة محمد جواد خليفة، المقرب من حركة امل الشيعية المتحالفة مع حزب الله، وفاة فضل الله بانها "خسارة كبيرة للبنان والعالم الاسلامي ولجميع الشعوب المؤمنة بالعلم".
واضاف في حديث الى تلفزيون المنار الناطق باسم حزب الله "لقد جسد السيد فضل الله التحرر والسير الى الامام ومجاراة العلم والتطور مع مراعاة الثوابت. حافظ على اصالة الدين وتماشى مع العصر".
ومن فتاوى فضل الله الدعوة الى اعتماد علم الفلك والارصاد في اثبات بدء شهر رمضان وانتهائه، في وقت لا تزال المرجعيات الدينية الاسلامية في العالم تلتمس رؤية القمر بالعين المجردة لاثبات ذلك.
كما افتى ايضا بتحريم ختان الاناث وتحريم "جرائم
ولد محمد حسين فضل الله في تشرين الثاني/نوفمبر 1935 في النجف في العراق الذي كان والده آية الله عبد الرؤوف فضل الله هاجر اليه لتلقي العلوم الدينية.
وبدأ دراسته للعلوم الدينية في سن مبكرة جدا، وتتلمذ على ايدي كبار اساتذة الحوزة آنذاك وابرزهم المرجعان ابو القاسم الخوئي ومحسن الحكيم. ثم تحول الى استاذ للفقه والاصول في الحوزة العلمية الكبرى في النجف.
عاد الى لبنان العام 1966، فأسس حوزة "المعهد الشرعي الاسلامي" الذي تخرج منه كثير من العلماء البارزين.
وعلى مدى اكثر من اربعين عاما، شكل فضل الله مرجعية بارزة في المذهب الشيعي وله اتباع في لبنان وخارجه وكان من ابرز الداعين الى "الوحدة الاسلامية".
وينقل عن المرجع الشيعي العراقي الراحل محمد باقر الصدر قوله لدى عودة فضل الله الى لبنان "كل من خرج من النجف خسر النجف الا السيد فضل الله، فعندما خرج من النجف خسره النجف".
اهتم فضل الله كذلك بالشان الاجتماعي والانساني، وهناك عدد من الجمعيات الخيرية التابعة له، ومنها مبرات الايتام المنتشرة في مناطق عدة والتي تحتضن حاليا اكثر من 3300 يتيم ويتيمة.
وكان ايضا مرجعية قضائية شرعية يرجع اليه المتنازعون في مجالات مختلفة، وخصوصا في ما يتعلق بالحياة الزوجية.
تميز العلامة فضل الله بالجرأة في طرح نظرياته الفقهية وبانفتاح على التطور العلمي وعلى تفسير الاسلام. وقد افتى باعتماد علم الفلك والارصاد في اثبات بدء شهر رمضان وانتهائه، في وقت لا تزال المرجعيات الدينية الاسلامية في العالم تلتمس رؤية القمر بالعين المجردة لاثبات ذلك.
كما افتى بتحريم "جرائم الشرف" وتحريم ختان الاناث، معتبرا ان "ليس لاولياء الامر القيام بما ليس فيه مصلحة المرأة"، وان "ختان النساء ليس من السنن الاسلامية". وشرع فضل الله للمرأة الحق في استخدام القوة للدفاع عن نفسها اذا اراد زوجها او شقيقها التعرض لها بالضرب.
من مؤلفاته "أسلوب الدعوة في القرآن"، و"الاسلام ومنطق القوة"، و"فقه الشريعة" الذي يضم آراءه الفقهية الكاملة ليسترشد بها مقلدوه.
ولفضل الله احد عشر ولدا، سبعة ابناء واربع بنات
وقال عنه وزير الصحة اللبناني محمد جواد خليفة اثر اعلان نبأ وفاته "لقد جسد السيد فضل الله التحرر والسير الى الامام ومجاراة العلم والتطور مع مراعاة الثوابت".
واصيب فضل الله خلال الاشهر الاخيرة بسلسلة ازمات صحية ادخلته المستشفى، الا انه كان يتخطاها في كل مرة، الى ان ادخل مستشفى بهمن في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل اكثر من اسبوع في مراجعة عادية. واصيب فجر الجمعة بنزيف داخلي تسبب بوفاته صباحا الاحد.
لعب فضل الله دورا سياسيا بارزا في الثمانينات بعد نشوء حزب الله كقوة عسكرية ثم سياسية توسع نفوذها تدريجا وسط الطائفة الشيعية، لتصبح الممثل الابرز للشيعة في لبنان.
وكان ينظر اليه على انه "المرشد الروحي" لحزب الله، وكان من اشد المؤمنين ب"المقاومة والجهاد" في مواجهة اسرائيل. وبقي كذلك حتى اللحظة الاخيرة من حياته. كما انه كان من انصار تأسيس الجمهورية الاسلامية على يد الامام الخميني.
لكن فضل الله ابن النجف ومؤمن بمرجعيتها، فيما حزب الله متمسك بمرجعية قم في الجمهورية الاسلامية الايرانية وتدخل "ولاية الفقيه" في صلب عقيدته. فحصل مع الوقت تباعد بين الجانبين نتيجة تباينات سياسية وعقائدية.
الا ان فضل الله بقي منذ ذلك الوقت على اللائحة الاميركية للارهابيين العالميين، واتهمته الولايات المتحدة في الماضي بالتورط في خطف الرهائن الاجانب في لبنان خلال الحرب الاهلية (1975-1990). وبحسب مصادر اخرى، كان يلعب دور "الوسيط" في قضايا الرهائن.
وتعرض فضل الله خلال هذه الحرب لمحاولات اغتيال عدة، احداها في 1985 في الضاحية الجنوبية بواسطة عملية تفجير قضى فيها ثمانون شخصا.
وقد شرع العلامة الشيعي "العمليات الاستشهادية في لبنان لدحر الاحتلال الصهيوني، وفي فلسطين لاسقاط الامن الصهيوني". ودعا في المقابل "الى مقارعة الاحتلال الاميركي في العراق وفق ما تسمح به الظروف الموضوعية".
ويقول المؤرخ الاب انطوان ضو، الامين العام للجنة الحوار الاسلامي المسيحي في لبنان، ان العلامة فضل الله كان "مرجعية مستقلة وقائمة بحد ذاتها. له اجتهادات خاصة وهو مميز عن غيره من المرجعيات بانفتاحه".
واشار ضو الذي كانت له جلسات حوارية عديدة مع فضل الله حول الحوار الاسلامي المسيحي ان المرجع الشيعي "كان يرى ان العلاقات المسيحية الاسلامية في لبنان تستند الى اسس لاهوتية وفقهية وليس فقط اجتماعية".
وكان فضل الله مؤمنا باقامة الدولة الاسلامية في يوم من الايام، لكنه كان مقتنعا بان الامر غير ممكن في المرحلة الراهنة في لبنان. وهو يلتقي في ذلك مع نظرة حزب الله المعلنة.
وقد نعى رجل الدين البحريني آية الله عبد الله الغريفي آية الله فضل الليه في مؤتمر صحافي عقده في مسجد الامامين الحسنين في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال انه "شكل علامة فارقة في حركة المرجعية الدينية".
واضاف انه "العقل الذي اطلق المقاومة فحققت النجاحات والانتصارات في لبنان وخارج لبنان"، مشيرا الى ان "فلسطين بقيت الهم الاكبر لحركته".
وذكر رجل الدين البحريني ان تفاصيل التشييع والدفن ستعلن في بيانات تصدر في اوقات متلاحقة.
وبدأ افراد عائلته ومساعدوه يتقبلون التعازي في مسجد الامامين الحسنين حيث اعتاد ان يلقي خطبة الجمعة، الى جانب مسؤولين من حزب الله يتقدمهم نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم.
ويتوافد الى العزاء نواب وسفراء وفاعليات ووفود شعبية.
وفضل الله كان المرشد الروحي لحزب الله في بداية تأسيسه في الثمانينات، قبل ان يحصل تباعد بين الجانبين بسبب تباينات في وجهات النظر حول المرجعية الدينية، اذ سعى فضل الله الى تأسيس مرجعية مستقلة للحزب الشيعي الذي تدخل "ولاية الفقيه" في صلب عقيدته.
لكن العلامة الشيعي كان من مؤيدي "الجهاد والمقاومة" ضد اسرائيل.
وقال حزب الله في بيان ان "لبنان والامة الاسلامية والعالم فقدوا عالما اسلاميا كبيرا ملأ الساحة بعلمه وجهاده".
واضاف البيان انه "وقف بكل جرأة ووضوح نصيرا للمقاومة ضد العدو الصهيوني وللمجاهدين الابطال، حيث تشهد الساحة تحديه وتصديه للاحتلال (...) والأثمان التي دفعها نتيجة لمواقفه، وعبَّر عن رفضه لمؤامرات الاستكبار".
وذكر حزب الله ان فضل الله كان ايضا "من ابرز الداعين والملحين الى الوحدة الاسلامية محاربا التفرقة والفتنة". ودعا الى "اوسع مشاركة في التعزية والتشييع، معلنا الحداد ثلاثة أيام".
واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري ان فضل الله "واحد من ابرز اركان المرجعية الدينية الرشيدة وداعية من طلائع دعاة الوحدة (...) وصوت يدوي من اجل الحق".
واضاف في بيان ان العلامة "كان من ابرز دعاة قيام لبنان نموذجا للتعايش بين الحضارات وظهيرا للمقاومة حتى الرمق الاخير".
وقال رئيس الوزراء سعد الحريري في بيان ان "لبنان خسر بغيابه مرجعية وطنية وروحية كبرى اضافت الى الفكر الاسلامي صفحات مميزة ستتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل".
وتابع ان فضل الله "شكل في كل المراحل والظروف صوتا للاعتدال وداعية لوحدة اللبنانيين خصوصا والمسلمين عموما، يرفض الفتنة ويطلق الفتاوى لتحريمها".
وقال النائب المسيحي ميشال عون، زعيم التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله، ان فضل الله كان بمثابة "مرشد ورسالته تتخطى الحدود".
واضاف في حديث الى تلفزيون "او تي في" ان المرجع الشيعي "قدم مساهمة كبيرة في الوحدة الوطنية (...) واحاديثه موعظة للناس يمكن ان تقرأ في المسجد وحتى في الكنيسة"..
ووصف وزير الصحة محمد جواد خليفة، المقرب من حركة امل الشيعية المتحالفة مع حزب الله، وفاة فضل الله بانها "خسارة كبيرة للبنان والعالم الاسلامي ولجميع الشعوب المؤمنة بالعلم".
واضاف في حديث الى تلفزيون المنار الناطق باسم حزب الله "لقد جسد السيد فضل الله التحرر والسير الى الامام ومجاراة العلم والتطور مع مراعاة الثوابت. حافظ على اصالة الدين وتماشى مع العصر".
ومن فتاوى فضل الله الدعوة الى اعتماد علم الفلك والارصاد في اثبات بدء شهر رمضان وانتهائه، في وقت لا تزال المرجعيات الدينية الاسلامية في العالم تلتمس رؤية القمر بالعين المجردة لاثبات ذلك.
كما افتى ايضا بتحريم ختان الاناث وتحريم "جرائم
ولد محمد حسين فضل الله في تشرين الثاني/نوفمبر 1935 في النجف في العراق الذي كان والده آية الله عبد الرؤوف فضل الله هاجر اليه لتلقي العلوم الدينية.
وبدأ دراسته للعلوم الدينية في سن مبكرة جدا، وتتلمذ على ايدي كبار اساتذة الحوزة آنذاك وابرزهم المرجعان ابو القاسم الخوئي ومحسن الحكيم. ثم تحول الى استاذ للفقه والاصول في الحوزة العلمية الكبرى في النجف.
عاد الى لبنان العام 1966، فأسس حوزة "المعهد الشرعي الاسلامي" الذي تخرج منه كثير من العلماء البارزين.
وعلى مدى اكثر من اربعين عاما، شكل فضل الله مرجعية بارزة في المذهب الشيعي وله اتباع في لبنان وخارجه وكان من ابرز الداعين الى "الوحدة الاسلامية".
وينقل عن المرجع الشيعي العراقي الراحل محمد باقر الصدر قوله لدى عودة فضل الله الى لبنان "كل من خرج من النجف خسر النجف الا السيد فضل الله، فعندما خرج من النجف خسره النجف".
اهتم فضل الله كذلك بالشان الاجتماعي والانساني، وهناك عدد من الجمعيات الخيرية التابعة له، ومنها مبرات الايتام المنتشرة في مناطق عدة والتي تحتضن حاليا اكثر من 3300 يتيم ويتيمة.
وكان ايضا مرجعية قضائية شرعية يرجع اليه المتنازعون في مجالات مختلفة، وخصوصا في ما يتعلق بالحياة الزوجية.
تميز العلامة فضل الله بالجرأة في طرح نظرياته الفقهية وبانفتاح على التطور العلمي وعلى تفسير الاسلام. وقد افتى باعتماد علم الفلك والارصاد في اثبات بدء شهر رمضان وانتهائه، في وقت لا تزال المرجعيات الدينية الاسلامية في العالم تلتمس رؤية القمر بالعين المجردة لاثبات ذلك.
كما افتى بتحريم "جرائم الشرف" وتحريم ختان الاناث، معتبرا ان "ليس لاولياء الامر القيام بما ليس فيه مصلحة المرأة"، وان "ختان النساء ليس من السنن الاسلامية". وشرع فضل الله للمرأة الحق في استخدام القوة للدفاع عن نفسها اذا اراد زوجها او شقيقها التعرض لها بالضرب.
من مؤلفاته "أسلوب الدعوة في القرآن"، و"الاسلام ومنطق القوة"، و"فقه الشريعة" الذي يضم آراءه الفقهية الكاملة ليسترشد بها مقلدوه.
ولفضل الله احد عشر ولدا، سبعة ابناء واربع بنات