نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


يهود لبنان.. لمن الولاء...؟ شريط وثائقي يكمل كتابا ويستعيد "ذاكرة حلوة" بعيدا عن السياسة




بيروت - ريتا ضو - تأمل الاعلامية ندى عبد الصمد في "احياء ذاكرة حلوة" بعيدا عن السياسة والحروب، عبر شريط وثائقي تبثه قناة البي بي سي الناطقة بالعربية ليل السبت عن يهود لبنان الذين رحلوا بعد قيام دولة اسرائيل (1948) او بعد بداية الحرب الاهلية (1975).


يهود لبنان.. لمن الولاء...؟ شريط وثائقي يكمل كتابا ويستعيد "ذاكرة حلوة" بعيدا عن السياسة
وتقول عبد الصمد المسؤولة عن مكتب هيئة الاذاعة البريطانية في بيروت لوكالة فرانس برس ان "الفكرة الاساسية من الوثائقي هي استعادة مناخ ذاكرة حلوة احتفظ بها اشخاص يتقدمون في العمر وقد تضيع الذاكرة من بعدهم".

والوثائقي هو تتمة لكتاب لندى عبد الصمد صدر في نهاية 2009 بعنوان "وادي ابو جميل قصص عن يهود بيروت".
وعرف وادي ابو جميل في وسط بيروت في الماضي بوادي اليهود.
ويروي الكتاب قصص اشخاص حقيقيين على ألسنة اصدقائهم وجيرانهم، وينتهي عند رحيل اليهود من وادي ابو جميل.
وتقول ندى عبد الصمد "بعد الضجة التي اثارها الكتاب، نشأت فكرة الوثائقي الذي هدف الى ايجاد هؤلاء اليهود. وبدأ البحث الى ان تم العثور على بعضهم، فرووا قصصهم بانفسهم".

في بداية الشريط الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس، عبارة تفسر سبب اضمحلال الطائفة اليهودية في لبنان "رحل اغلبية يهود لبنان بصمت وعلى مراحل في اتجاه اسرائيل كما غيرها". وتتابع "منهم من عاد جنديا محتلا خلال اجتياح 1982".

"الجندي المحتل" هو ماركو مزراحي الذي دخل مع الجيش الاسرائيلي الى لبنان وزار وادي ابو جميل حيث كان يقطن مع عائلته بحثا عن ذكريات الماضي.
ويروي ماركو بالعربية وبلكنة لبنانية واضحة، صعوبة السنة الاولى في اسرائيل بعد مغادرته لبنان العام 1970.

ويقول "كنت ابكي كل الوقت"، مضيفا ان والدته ماري المسيحية المتزوجة من اليهودي سليم مزراحي، كانت تهدد بعد وفاة والده وكلما شعرت بالوحدة والغضب، بالعودة الى لبنان.
اما جاك بصل المقيم في كندا التي رحل اليها مع عائلته من لبنان، فيحتفظ ببطاقة هويته اللبنانية وببزة والده ايليا بصل، المفوض العام في الشرطة.

من جهتها، تتحدث داني لينيادو المقيمة في مكسيكو بحنين بالغ عن لبنان وعن فترة "الصبا الذهبية". وتقول ان والدها ديزيريه لينيادو "لم يعرف كيف يعيش خارج لبنان" حتى وفاته.

وبصدفة غريبة، عثرت البي بي سي خلال اعداد الشريط، على مذكرات ديزيريه لدى لبناني فضل عدم الكشف عن وجهه على الشاشة "لان الكلام عن اليهود حساس في لبنان".

في الشريط، تفتح داني المذكرات الموجهة اليها، وتبكي. وتقول ندى عبد الصمد ان "اليهود طائفة كانت موجودة في لبنان ولها قصة، والهدف هو فقط استعادة هذه القصة، من دون اي موقف مسبق ومن دون اي رسالة سياسية او هدف سياسي".
وتدرك عبد الصمد ان الوثائقي قد يثير جدلا، مشيرة الى انها تنتمي "الى جيل عايش الصراع في المنطقة وماساة الشعب الفلسطيني وتبعات الحروب والاجتياح الاسرائيلي".

الا انها تذكر بان اليهود لم يتركوا لبنان "نتيجة مشكلة معينة. باعوا ممتلكاتهم ورحلوا والذين يتحدثون في الوثائقي لديهم حنين الى الايام الماضية". وتضيف ان "اللبنانيين الذين كانوا جيرانا لهم واصدقاء، يذكرونهم بكثير من المودة".
"رحل اغلبية يهود لبنان بصمت"... من وادي ابو جميل كما من حارة اليهود في صيدا، كبرى مدن الجنوب.

وفي صيدا يبقى الكنيس المهجور شاهدا صامتا على عصر مضى. وكذلك بالنسبة الى كنيس في عاليه وآخر في بحمدون في جبل لبنان، وهما بلدتان كانتا تشكلان مصيفا لليهود.

في وادي ابو جميل، انطلقت قبل حوالى العام ورشة ترميم كنيس ماغن ابراهام، رغم تضاؤل عدد اليهود الى حد كبير.
فارقام غير رسمية تشير الى ان عددهم انخفض من 22 الفا قبل الحرب الاهلية الى حوالى 300. غير ان تقديرات اخرى تؤكد انهم اقل بكثير، علما ان كثيرين منهم يرفضون الافصاح عن طائفتهم. ويعترف لبنان بالطائفة اليهودية كواحدة من ثماني عشرة طائفة يقر رسميا بوجودها.

والوثائقي الذي يحمل عنوان "يهود لبنان.. لمن الولاء؟" من اعداد وتقديم واشراف ندى عبد الصمد ومدته 45 دقيقة. وقد استغرق العمل فيه ثلاثة اشهر ويتم بثه منتصف ليل السبت الاحد (21,00 ت غ) عبر قناة "بي بي سي" العربية.

وسيشكل حلقة من ضمن برنامج "ما لا يقال" الوثائقي الذي يتطرق الى مواضيع بعيدة عن الضوء نسبيا.

ريتا ضو
الجمعة 7 ماي 2010