
أصبح المكان منذ ذلك الحين بمثابة ضريح للسياسي اليساري، المعروف بنضاله أثناء فترة حكم بن علي ومعارضته القوية للإسلاميين عقب نجاح الثورة، والذي لا تجد ركنا في المنطقة التي كان يحيا بها يخلو من صورة له بابتسامته وشاربه الأسود وكل ملامح وجهه المفعمة بالتفاؤل والأمل. بالقرب منذ ذلك الضريح يوجد شجيرة صغيرة نحتت عليها عبارة "اغتيال الحرية" بعد أن تم لفها بالعلم التونسي.
وكان اغتيال بلعيد من قبل شخصين غير معروفين كانا يتنقلان على متن دراجة نارية قد تسبب في اندلاع حالة من الفوضى في تونس المعروف عنها عدم الميل إلى العنف.
اتهمت المعارضة حينها حزب النهضة الحاكم بتحمل المسؤولية السياسية للجريمة، وهو الأمر الذي تنفيه بشكل قاطع، حيث تقول أن دعاوى وفتاوى الاغتيالات التي خرجت من بعض الشيوخ المتطرفين لا تمت لها بصلة من قريب أو بعيد.
ولكن يبدو أن قصة نضال بلعيد لن تنته باغتياله أو رحيله، حيث شهدت جنازته تحول أرملته بسمة خلفاوي إلى رمز سياسي جديد للمقاومة، خاصة بعد اللقطة التي لا تنسى لها في الجنازة حينما كانت تلك المحامية ذات الاثنين وأربعين ربيعا تسير وعلى ملامح وجهها نظرة حادة وبتصفيفة شعرها الثورية ثم رفعت يديها بعلامة النصر التي اعتاد زوجها الراحل استخدامها في اجتماعاته، وهو ما فسره الكثيرون بأنها كانت تعلن عن استعدادها لحمل راية زوجها الراحل ومواصلة المشوار.
في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ) تقول خلفاوي: "كنت أرغب في إنقاذه، ولكن لم يسعفني الوقت حتى لاحتضانه أو لأقول له وداعا، لذا فإن كل ما طرأ على ذهني هو أنني اذا كنت لم أنجح في إنقاذه، فإن الفرصة أمامي سانحة لإنقاذ تونس".
وأشارت خلفاوي في الحوار الذي أجرته مع ( د.ب. أ) وهي تجلس في إحدى غرف منزلها محاطة بدمى ابنتيها الاثنتين وعمريهما خمس وثمان سنوات، إلى أن بلعيد قبل رحيله كان يخشى من سقوط بلاده مهد ثوراتالربيع العربي في أمر من اثنين "إما حمام من الدماء، أو انتهاء الأمر بإغلاق الناس لأبوابها على أنفسها والاختباء".
تقول أرملة القيادي الراحل "حينها قلت له أننا لن نرد على العنف بالعنف، بل بالكلمات والأطروحات"، لذا تنتقد بسمة خلفاوي الحزب الحاكم على عدم تعامله مع موجة الاعتداءات والهجمات التي تتعرض لها المعارضة ووسائل الإعلام والفنانين.
ولا تتهم أرملة بلعيد حزب النهضة بالوقوف مباشرة وراء الحادث، ولكنها تبدي شكوكا بخصوص انعدام مبالاة وزارة الداخلية أمام رسائل التهديد المجهولة التي تلقاها زوجها الراحل قبل اغتياله، وخاصة أنها كانت دائما تدعوه بشتى السبل لـ"التراجع" عن انتقاداته للنهضة وإلا سيحدث ما لا يحمد عقباه.
وتقول بسمة خلفاوي إن علي العريض رئيس الوزراء الحالي رفض حينما كان يشغل وقت وقوع الحادث حقيبة الداخلية التحقيق في التهديدات التي تعرض لها بلعيد حيث اعتبرها بمثابة "أوهام"، في حين أن حزب النهضة من ناحيته حمل مسؤولية الجريمة لجماعات إسلامية متطرفة، ووفقا للعريض فإن منفذ جريمة الاغتيال لا يزال طليقا حتى الآن، إلا أنه تم إلقاء القبض على أربعة من المتآمرين والمتورطين معه في الجريمة.
وبصفتها متخصصة في القانون تقول أرملة القيادي اليساري الراحل إنه لا تصدر أحكام مسبقة على التحقيقات، إلا أن كل التجمعات السياسية في البلاد تطالب بالإعلان عن "الحقيقة" في مسألة اغتيال زوجها، ولكنها في نفس الوقت تحاول تحريك التونسيين ضد "المشروع الإسلامي الرجعي" الذي يحدث في تونس حاليا، على حد وصفها حيث تقول"علينا الاختيار بين مجتمع تقدمي يرتكز على الحرية أو مشروع رجعي بنظرة ظلامية للمجتمع حيث لا توجد حرية ويصبح كل شيء ممنوعا".
ويرى الكثيرون في بسمة خلفاوي خامة قوية لرمز سياسي عظيم، إلا أنها تركز بكامل طاقتها في مجال النشاط المجتمعي حيث صرحت "أرغب في إنشاء مؤسسة باسم شكري بلعيد لمكافحة العنف، وبالأخص العنف السياسي، أرغب في تجنب خسارة جديدة لعائلتي ولتونس ولكل الإنسانية".
وكان آلاف التونسيين خرجوا إلى الشوارع مطالبين بإسقاط حكم الإسلاميين في ذكرى مرور 40 يوما على مقتل المعارض اليساري شكري بلعيد في أول اختبار للحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية في مواجهة ضغوط الشارع، وعقب هذا استقال رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي بعد أن فشل في تكوين حكومة من التكنوقراط ليخلفه علي العريض الذي شكل حكومة جديدة تضم مستقلين في الوزارات السيادية في خطوة تهدف لخفض التوتر.
وكان اغتيال بلعيد من قبل شخصين غير معروفين كانا يتنقلان على متن دراجة نارية قد تسبب في اندلاع حالة من الفوضى في تونس المعروف عنها عدم الميل إلى العنف.
اتهمت المعارضة حينها حزب النهضة الحاكم بتحمل المسؤولية السياسية للجريمة، وهو الأمر الذي تنفيه بشكل قاطع، حيث تقول أن دعاوى وفتاوى الاغتيالات التي خرجت من بعض الشيوخ المتطرفين لا تمت لها بصلة من قريب أو بعيد.
ولكن يبدو أن قصة نضال بلعيد لن تنته باغتياله أو رحيله، حيث شهدت جنازته تحول أرملته بسمة خلفاوي إلى رمز سياسي جديد للمقاومة، خاصة بعد اللقطة التي لا تنسى لها في الجنازة حينما كانت تلك المحامية ذات الاثنين وأربعين ربيعا تسير وعلى ملامح وجهها نظرة حادة وبتصفيفة شعرها الثورية ثم رفعت يديها بعلامة النصر التي اعتاد زوجها الراحل استخدامها في اجتماعاته، وهو ما فسره الكثيرون بأنها كانت تعلن عن استعدادها لحمل راية زوجها الراحل ومواصلة المشوار.
في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ) تقول خلفاوي: "كنت أرغب في إنقاذه، ولكن لم يسعفني الوقت حتى لاحتضانه أو لأقول له وداعا، لذا فإن كل ما طرأ على ذهني هو أنني اذا كنت لم أنجح في إنقاذه، فإن الفرصة أمامي سانحة لإنقاذ تونس".
وأشارت خلفاوي في الحوار الذي أجرته مع ( د.ب. أ) وهي تجلس في إحدى غرف منزلها محاطة بدمى ابنتيها الاثنتين وعمريهما خمس وثمان سنوات، إلى أن بلعيد قبل رحيله كان يخشى من سقوط بلاده مهد ثوراتالربيع العربي في أمر من اثنين "إما حمام من الدماء، أو انتهاء الأمر بإغلاق الناس لأبوابها على أنفسها والاختباء".
تقول أرملة القيادي الراحل "حينها قلت له أننا لن نرد على العنف بالعنف، بل بالكلمات والأطروحات"، لذا تنتقد بسمة خلفاوي الحزب الحاكم على عدم تعامله مع موجة الاعتداءات والهجمات التي تتعرض لها المعارضة ووسائل الإعلام والفنانين.
ولا تتهم أرملة بلعيد حزب النهضة بالوقوف مباشرة وراء الحادث، ولكنها تبدي شكوكا بخصوص انعدام مبالاة وزارة الداخلية أمام رسائل التهديد المجهولة التي تلقاها زوجها الراحل قبل اغتياله، وخاصة أنها كانت دائما تدعوه بشتى السبل لـ"التراجع" عن انتقاداته للنهضة وإلا سيحدث ما لا يحمد عقباه.
وتقول بسمة خلفاوي إن علي العريض رئيس الوزراء الحالي رفض حينما كان يشغل وقت وقوع الحادث حقيبة الداخلية التحقيق في التهديدات التي تعرض لها بلعيد حيث اعتبرها بمثابة "أوهام"، في حين أن حزب النهضة من ناحيته حمل مسؤولية الجريمة لجماعات إسلامية متطرفة، ووفقا للعريض فإن منفذ جريمة الاغتيال لا يزال طليقا حتى الآن، إلا أنه تم إلقاء القبض على أربعة من المتآمرين والمتورطين معه في الجريمة.
وبصفتها متخصصة في القانون تقول أرملة القيادي اليساري الراحل إنه لا تصدر أحكام مسبقة على التحقيقات، إلا أن كل التجمعات السياسية في البلاد تطالب بالإعلان عن "الحقيقة" في مسألة اغتيال زوجها، ولكنها في نفس الوقت تحاول تحريك التونسيين ضد "المشروع الإسلامي الرجعي" الذي يحدث في تونس حاليا، على حد وصفها حيث تقول"علينا الاختيار بين مجتمع تقدمي يرتكز على الحرية أو مشروع رجعي بنظرة ظلامية للمجتمع حيث لا توجد حرية ويصبح كل شيء ممنوعا".
ويرى الكثيرون في بسمة خلفاوي خامة قوية لرمز سياسي عظيم، إلا أنها تركز بكامل طاقتها في مجال النشاط المجتمعي حيث صرحت "أرغب في إنشاء مؤسسة باسم شكري بلعيد لمكافحة العنف، وبالأخص العنف السياسي، أرغب في تجنب خسارة جديدة لعائلتي ولتونس ولكل الإنسانية".
وكان آلاف التونسيين خرجوا إلى الشوارع مطالبين بإسقاط حكم الإسلاميين في ذكرى مرور 40 يوما على مقتل المعارض اليساري شكري بلعيد في أول اختبار للحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية في مواجهة ضغوط الشارع، وعقب هذا استقال رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي بعد أن فشل في تكوين حكومة من التكنوقراط ليخلفه علي العريض الذي شكل حكومة جديدة تضم مستقلين في الوزارات السيادية في خطوة تهدف لخفض التوتر.