التوتر والضغط
ويقول طبيب الجراحة العصبية صلاح معتوق لـ أورينت نت: في حالة المعتقلين، فإن فقدان الذاكرة ناجم عن توتر وضغط هائل مستمر، نتيجة وقوع المعتقل في مواقف يصعب عليه أو على عقله تحملها، وهي ما ولدت لديه ردات فعل في جهازه العصبي في محاولة للبحث عن طريقة لمواجهة هذه الصدمات أو الظروف الحالية التي يعيشها (البحث عن طريقة للبقاء على قيد الحياة).زيادة نشاط الدماغ والخوف
فقدان قد يدوم لأعوام
وعن استمرارية هذه الحالة، قال المختص في الطب النفسي (أحمد خلايلي ) لـ أورينت نت: "فقدان الذاكرة الملازم للمعتقلين هو في الغالب فقدان ذاكرة مؤقت قد ينتهي اليوم أو غداً أو بعد عام أو يمتد لسنوات، فتعود ذاكرة الشخص كما كانت ويتعرف على جميع من هم في محيطه، أما نسبة الضرر في الذاكرة فتتعلق بمدى تأثر النفس البشرية بـ (الصدمات)، وبالتالي فإن فقدان الذاكرة في مثل هذه الحالات يطلق عليه اسم (الفقدان الفصامي/التفارقي نفسي المنشأ)، وهو ما ينجم في الغالب عن حالات قهرية كـ (الظلم الشديد أو الخيانة) وغيرها.وتابع: "رغم ذلك، لا يبالي الفاقد للذاكرة مع الأمر كمشكلة حتى وفي غالبية الحالات لا يلقي للأمر بالاً، كما إنه ومن الناحية العلمية فإن فقدان الذاكرة (الفصامي النفسي)، لا يتسبب بأي ضررٍ للدماغ أو أي أمراض أخرى فيه"، مشيراً إلى أن حالة فقدان الذاكرة تترافق مع عوامل أخرى كـ (الشرود الذهني ونقص الوعي).
تعذيبنا أمام بعضنا البعض
وفقاً لـ (براء العلي) وهو أحد المعتقلين الذين أفرج عنهم مؤخراً، فإن غالبية من هم في المعتقلات وخاصة (صيدنايا) يعانون من فقدان الذاكرة، كما إنهم لم يفقدوا الذاكرة بشكل مباشر، لافتاً إلى أن فقدان الذاكرة غالباً يكون فجأة، بعد عجز الإنسان عن التكيف مع الحال الذي هو فيه.وأكد (العلي)، أن غالبية المعتقلين يمرون بحالة اسمها (الفصلان) في الأسابيع الأولى من الاعتقال، ويطلق على الشخص الذي يدخل هذه الحالة اسم (الفاصل)، يفقد ذاكرته وتعود له تدريجياً خلال أيام، إلا أنه ومع تصاعد الضغوط النفسية يكون هناك إمكانية لفقدها مرة أخرى، لا سيما وأن ميليشيات أسد تتعمد تعذيبنا وسلخنا وسحلنا أمام أنظار بعضنا البعض، لقد رأينا بأم أعيننا كيف يسلخون ظهر أحد المعتقلين كما لو كان (خاروف)، والدماء تسيل منه وسط صراخه الذي اخترق جدران السجن.