نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


ألمانيا تنجح في توطين نوع من نعام أمريكا الجنوبية المهدد بالانقراض




اوتريخت (ألمانيا) – أصبح حقل بذور اللفت القريب من بلدة أوتريخت، مقاطعة مكلنبورج فوربومرن الألمانية، موطنا جديدا لنوع نادر من نعام أمريكا الجنوبية المهدد بالانقراض والمعروف باسم "نعام نياندويس". ويعيش حاليا في هذه المنطقة الألمانية البعيدة كل البعد عن الموطن الأصلي حوالي اثني عشر من هذه الطيور الرمادية السريعة تتغذى على براعم اللفت، أو ترقد على نحو مريح وتقفز فقط عندما يكون رينهارد يانكي على بعد بضعة أمتار قليلة منها. يقول المزارع الألماني مربي هذه الطيور اللاتينية "يدرك النعام أنه ليس لديه أي أعداء هنا. على الرغم من ذلك، يكشف أن السياح أحيانا يشعرون هذه الطيور بالتهديد وأحيانا يطعمونها أشياء ضارة مثل البطاطس المقلية.


 

يذكر أن هذه النوعية من الطيور البرية "نعام نياندويس" لا وجود لها في أوروبا كلها إلا في هذه المنطقة القريبة من بحيرة راتسهبورج، على الحدود بين مكلنبورغج فوربومرن الغربية ومقاطعة شليسفيش هولشتاين، شمال ألمانيا، حيث كللت بالنجاح تجربة توطينها منذ أكثر من عقدين. وقد أجري إحصاء لأعدادها في الخريف الماضي، وتم تسجيل 560 طائرا منها، وهذا يعد أكثر من ضعف العدد المسجل في ربيع 2018، وجميعها كانت أفراخا فقست من بيض مجموعة صغيرة فرت من مزرعة في مدينة لوبيك شمال ألمانيا على بحر البلطيق، عام 2000.
لم يتصور أحد، آنذاك أن أيا من هذه الطيور المسكينة سوف يصمد تحت وطأة برد الشتاء القارس في هذه الأنحاء، إلا أن هذه الطيور القوية، وموطنها الأصلي أمريكا اللاتينية، تمكنت من تحدي البرد والرطوبة والجليد، وتكاثرت بدون مشاكل. يذكر أنه منذ عامين، يتم ثقب البيض لمنعه من الفقس، وبالتالي تقليل عدد الأفراخ الجديدة، ومع ذلك، هناك شكوك في أن بعض ذكور السرب لاحظ أن البيض لا يفقس، فقام ببناء أعشاش جديدة لتضع فيها الإناث بيضها الجديد.
يمتلك المزارع الألماني توماس بويم قطيعا من الأبقار من فصيلة جالوي الضخمة، الأسكتلندية المنشأ، في بلدة شاتين، ولكنه ليس على وفاق على الإطلاق مع النعام، كما لا يحب السائحين الذين يفدون على البلدة لمشاهدتها. "إنهم يتجرأون أكثر من اللازم وسلوكهم يخرج عن السيطرة"، يقول شاكيا من الزائرين الذين يقصدون المنطقة بحثا عن النعام، محذرا من أنهم يتوغلون في مناطق طبيعية محمية، ممنوع الدخول فيها، ويعدون عبر الحقول يدمرون الزراعات ويجتازون الحواجز الفاصلة بين حقل وآخر، حسب قوله.

ويضيف المزارع الألماني، أن بعض السائحين يتجاهلون حتى اللافتات التحذيرية من مخاطر وجود ثيران ضخمة بعضها عدائي يسهل استثارته، مطلقة السراح في المروج الخضراء لترعى، مشيرا "ما هي إلا مسألة وقت وبدون أن يدرك أحد ما حدث من الممكن أن تقع كارثة حقيقية".
ترعى نحو 60 إلى 70 نعامة برية من فصيلة (نياندويس) التي يربيها يانكي في مزرعته ببلدة اوترخت، خارج المزرعة وتتعدى أحيانا على الأراضي الزراعية المجاورة، ولإخافتها، يلجأ المزارعون أحيانا لحيل طريفة، منها تسجيل أصوات زئير حيوانات مفترسة من بيئتها الأصلية، مثل فهود البوما المتوحشة، المعروف بعدو نعام (نياندويس) الأول في البرية بأمريكا الجنوبية. أما الأكثر طرافة فهو رد فعل هذه الطيور الضخمة الواثقة من نفسها والتي لم تعد تخيفها كثيرا تلك الأصوات بعد سنين من التوطن في أراضي غريبة عن بيئتها الأصلية. يقول يانكي "أحيانا يكون من المجدي خلال يوم أو يومين الركض وراءها عبر الحقول بالجرار الآلي".
ويفكر يانكي هذا العام في أن يطلب تعويضات من قطاع وزارة الزراعة بمقاطعة مكلنبورج فوربومرن الغربية الألمانية، ومقرها مدينة شفيرين، حيث سيكون بوسعه لأول مرة الحصول على أموال من الصناديق المخصصة لتعويض المزارعين عن الأضرار الناجمة عن الطيور المهاجرة، وفقا لما تؤكده بترا بويتشر، مديرة رابطة المزارعين بالمقاطعة الواقعة شمالي غرب البلاد.
يذكر أنه بنهاية شهر آذار/ مارس الماضي، أجري إحصاء جديد لنعام (نياندويس) البري، حيث يزعم يانكي أنه بسبب الشتاء الدافئ هذا العام، فإن عدد الأفراخ النافقة بعد الفقس لا يمكن أن يكون كبيرا، ولما كانت الطيور تصل لسن التزاوج بعد بلوغ عامها الثاني أو الثالث، فإنه بحلول عام 2020، سيكون هناك "انفجار سكاني" داخل هذه المحمية المخصصة للنعام البري، وما لم يطرأ جديد على الوضع الحالي، فإن عددها سيتجاوز الألف نعامة على أقل تقدير.

إيريس ليثهولت
السبت 10 أكتوبر 2020