نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


أين حقوقنا؟.... فنانون مغاربة يحتجون في البرلمان على تمويل مهدور يذهب الى من لا يستحق




الرباط - أبوسعيد شكري - لم يعد الاحتجاج على الحكومة المغربية وقفا على شباب المعطلين، بل امتد الأمر ليشمل نجوم الفن أيضا، مع فارق فقط في المكان، وهو أن خريجي الجامعات الباحثين عن عمل، ينظمون وقفاتهم يوميا في الشارع في مواجهة البرلمان، ونادرا ما يفلتون من ضربات عصي الشرطة، فيما تم استقبال الممثلين والموسيقيين والمطربين ومؤلفي الكلمات بالحلوى وكؤوس الشاي وفناجين القهوة داخل البرلمان.
الفنانون عبروا عن احتجاجهم في ضوء تدهور أحوالهم الفنية والمعيشية، وضمنهم أناس أمضوا عمرهم في الميدان، وانتهى بهم المطاف، كما قال أحدهم، شبه متسولين في الشارع، لايستطيعون ضمان العلاج ولا لقمة العيش لأنفسهم، ولا لأفراد أسرهم.


مشهد عام من جلسة الاحتجاج بالبرلمان - خاص بالهدهد
مشهد عام من جلسة الاحتجاج بالبرلمان - خاص بالهدهد
جرى ذلك خلال يوم دراسي في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، نظمه أخيرا الفريق الاشتراكي والفريق الفيدرالي، بتنسيق مع اتحاد النقابات الفنية المغربية، تحت شعار " دور الدولة في تأطير الفن والفنانين"، من دون أن يخلو في بعض لحظاته من تشنجات وتجاذبات بين الفنانين وممثلي الوزارات والهيئات الرسمية الوصية على القطاع الفني، لدرجة أن البرلمانية زبيدة بوعياد، التي كانت تسير الجلسة، وجدت ذات مرة، صعوبة بالغة في إعادة الهدوء إلى القاعة، وضبط النقاش .
مصطفى بغداد، الأمين العام لاتحاد النقابات الفنية، طرح في " ورقة عمل" مجموعة من النقط التي اعتبرها أساسية، ومن بينها أن القوانين المؤطرة للفن والثقافة، متفرقة هنا وهناك، وتتدخل فيها جهات متعددة، داعيا إلى سن مدونة خاصة بالفن والفنانين، على غرار مدونة الأسرة، ومدونة السير .
وقال بغداد إن قانون الفنان الذي ولد " أعرج"، حسب تعبيره، في حاجة إلى مراسيم تطبيقية ومعالجة قانونية مستمرة، ملحا على إعطاء الأهمية اللازمة للتغطية الصحية وللواقع الاجتماعي والصحي للفنان.
ودعا بغداد إلى مراجعة مرسوم (قانون) بطاقة الفنان، وتطبيقه تطبيقا حقيقيا ليكون لهذه البطاقة هيبتها وقيمتها الرمزية، ملاحظا أنها أعطيت لأناس لايستحقونها، ويجب إعادة النظر فيها.
وحين استفاض مسؤولو وزارتي الثقافة والاتصال، والمركز السينمائي المغربي، والهيئة العليا للسمعي البصري، والمكتب المغربي لحقوق التأليف، في تعداد وسرد مااعتبروه مجهودات تقوم بها الدولة لصالح الفن والفنانين، من دعم مادي وبنيات تحتية، وإجراءات قانونية وإدارية، وغيرها استشاط المسكيني الصغير، الكاتب المسرحي، غضبا، وندد بطول الفترة الزمنية المخصصة للصوت الرسمي على حساب وقت الفنان المغربي الحاضر الذي جاء ليطرح مشاكله، وليس لسماع خطب اعتاد التلفزيون الرسمي تقديمها.

النائبة البرلمانية زبيدة بوعياد وبجانبها مططفى بغداد الأمين العام لاتحاد النقابات الفنية
النائبة البرلمانية زبيدة بوعياد وبجانبها مططفى بغداد الأمين العام لاتحاد النقابات الفنية
و هكذا تحدث ممثل كبير في حجم الفنان محمد حسن الجندي، وهو من الرعيل الأول لرواد الحركة الفنية، وشارك بدور رئيسي في فيلم " الرسالة" للمخرج مصطفى العقاد، فتساءل :أين هو الدعم المادي الذي تتحدثون عنه؟ أين نحن من هذه الأرقام؟ وعلى من توزعها وزارة الثقافة؟
وأضاف الجندي: "ماذا عن تفعيل بعض القوانين التي تبقى وكأنها غير موجودة أصلا؟ أنا أستغرب لما يحدث حاليا في الساحة الفنية، ولا أحمل المسؤولية للدولة، بل للفنانين عندما ينتخبون أناسا لاعلاقة لهم بالفن، هناك تطفل غريب على الميدان، و"بطاقة الفنان" لم أراها إلا عند احدهم، بينما أنا، رغم أقدميتي، لاأتوفر عليها."
وشدد الجندي على القول إنه ينتمي لجيل يعيش بكرامته، ولن يستجدي أحدا، أو يقف أمام مكاتب المسؤولين، أو يشكو حاله للأجهزة الإعلامية، ولكنه أكد على ضرورة إنصاف الفنانين المغاربة وتمكينهم من حقوقهم المشروعة التي يطالبون بها.
وعاد الكاتب المسرحي المسكيني الصغير ليتدخل منتقدا وزارة الثقافة بكون سياستها غير واضحة في نظره، وقال إن حقل المعرفة، يجب أن يشمل المغرب كله، وليس مدينتي الرباط والدار البيضاء وحدهما فقط، وأن تكون هناك سياسة ثقافية جهوية تغطي جميع المناطق، لاسيما وأن البلاد مقبلة على تطبيق سياسة الجهات في المستقبل القريب.
واشتكى الملحن المفضل العذراوي من غياب التوثيق للأغنية المغربية، إذ ليس هناك أرشيف منظم يمكن للباحث والمنتج الفني أن يجده رهن إشارته، وقال" هذه ملفات يجب إزاحة الغبار عنها."
وتساءل كاتب الكلمات فؤاد الوافي بحسرة وألم:" كيف نطالب الفنان المغربي بالإبداع، وهو يعيش وضعية مزرية، ويعاني من مختلف الأمراض، وينتابه الإحساس بالغربة في عقر داره؟"
وبدورها تساءلت الكاتبة المسرحية بديعة الراضي:" من يمثل الفنان المغربي اليوم؟ ومن يحق له التحدث بإسمه؟ ومن يستفيد من وراء ذلك؟ إن هناك أموالا تسلم للبعض؟ فما مصيرها؟ ولماذا تقف الدولة مكتوفة الأيدي إزاء مثل هذه الظواهر؟"
واستغرب الممثل أحمد الناجي لعدم استدعاء الفنانين المغاربة لحضور مهرجان مراكش السينمائي الدولي الذي يقام سنويا، معطيا المثل بنفسه بأنه يشتغل في الميدان منذ أكثر من 30 سنة، ولم توجه له الدعوة مرة واحدة على الأقل.
وتوالت انتقادات الفنانين واحتجاجاتهم لتطال عدم إدراج إنتاجهم الفني بالشكل الكافي في الإذاعة والتلفزيون، وتهافت الفنانين الأجانب على البلاد، دون أن يؤدوا ماعليهم من ضرائب، وانحدار الذوق العام بسبب تشجيع بعض الأنماط الفنية الوافدة من الخارج، وانتشار القرصنة الفنية، وانعدام عقود لتشغيل المطربين المغاربة بشكل قانوني يحفظ حقوقهم، "وهناك المئات من الموسيقيين والفنانين يشتغلون بالفنادق والأماكن العمومية، وهم محرومون من التقاعد والتعويضات والتغطية الصحية، ويفنون زهرات عمرهم بدون طائل،" حسب الأمين العام لاتحاد النقابات الفنية.
وفي ردودهم على كل هذه الملاحظات،حاول ممثلوا الوزرات والجهات الرسمية الوصية على القطاعات الفنية طمأنة الفنانين المغاربة بأنهم كانوا في حالة الإنصات إليهم ، وتسجيل ملاحظاتهم، قصد العمل بها، في انتظار التوصل بالتوصيات التي تكلفت بصياغتها لجنة منبثقة عن هذا اليوم الدراسي .


ابوسعيد شكري
السبت 13 مارس 2010