إغلاق المجال الجوي في بريطانيا تحسبا من غمامة من الرماد شلت حركة الطيران شمال اوروبا

واعلنت سلطات المراقبة الجوية البريطانية اغلاق المجال الجوي البريطاني بشكل تام امام حركة الطيران اعتبارا من الساعة 11,00 تغ وحتى الساعة 6,00 ت.غ. الجمعة وذلك "بما يتلاءم مع سياسة الطيران المدني العالمية".

واعتبر متحدث باسم الهيئة الاوروبية للامن الجوي "يوروكونترول" الخميس ان الاضطرابات في الملاحة الجوية في اوروبا "قد تستغرق يومين" مضيفا ان ذلك "رهن بوجهة غمامة" الرماد الوافدة من ايسلندا.
وحذر خبراء في ايسلندا من احتمال استمرار ثورة البركان، الثانية في ايسلندا في غضون شهر، لعدة اسابيع.

وانذرت مطارات بريطانية باحتمال اضطراب الملاحة الجوية الجمعة، وربما "بعد ذلك". وسبق ان اعلنت شركة بريتش ايرويز الغاء جميع الرحلات حتى صباح الجمعة على الاقل.

كما علقت رحلات الترانزيت كافة عبر المطارات اللندنية ومن بينها هيثرو، وهو المطار الاول عالميا من حيث حركة الملاحة. ويشهد المطار اقلاع وهبوط حوالى 1300 طائرة و180 الف راكب يوميا.
وصباحا الغيت مئات الرحلات في المملكة المتحدة. واغلقت مطارات اسكتلندا منذ الفجر اضافة الى مطارات بلفاست في ايرلندا الشمالية.

وقال رب عائلة فرنسي عالق مع زوجته وطفليهما في مطار لاسيتي اللندني "نريد العودة الى فرنسا وننتظر الحل" وتابع "علي ان اتوجه الى العمل الاثنين. امل ان نتمكن من العودة قبل ذلك".

وطالت الاضطرابات شمال اوروبا، فالمجال الجوي الايرلندي مغلق جزئيا منذ 11,00 ت غ، بما يشمل مطار دبلن. كما اغلق المجال الجوي البلجيكي بالكامل عند 14,30 ت غ وسيغلق في الدنمارك وهولندا حوالي الساعة 17,00 ت غ، وفي السويد مع حلول الساعة 20,00 ت غ.
كما توقفت حركة النقل الجوي في النروج، وكذلك في شمال فنلندا.
واستمر البركان الذي ثار صباح الاربعاء في جنوب ايسلندا في لفظ غمامات هائلة من الرماد يمكن ان تحد من الرؤية وان تلحق الضرر بمحركات الطائرات.

وفي عام 1982 خسرت طائرة تابعة لبريتيش ايرويز قوة الدفع الكاملة في محركاتها كافة بعد ان اجتازت غيمة من الرماد فوق اندونيسيا. وسقطت الطائرة الاف الاقدام قبل ان تصل الى بقعة هواء غير ملوثة، ما سمح لمحركاتها بالعمل مجددا.
وفي كانون الاول/ديسمبر 1989 سقطت طائرة بوينغ 747 تابعة لشركة كي ال ام الهولندية اربعة الاف متر بعد ان اجتازت غيوما من الرماد انبعثت من بركان ريداوت في الاسكا، اوقفت محركاتها الاربعة، قبل ان تنجح في اعادة تشغيلها.

وقالت خبيرة البراكين في المرصد الجيولوجي البريطاني سو لافلين "رصدت غيوم الرماد على ارتفاع حوال 16 الف متر فوق اسكتلندا". وتابعت ان "الاتجاه الذي ستتخذه رهن بسرعة الرياح ووجهتها".

وادى اغلاق المجالات الجوية المختلفة الى الغاء عشرات الرحلات حول العالم ولا سيما في مطار سكيبول في امستردام. كما اعلن مطارا رواسي واورلي الباريسيان عن اغلاق مجاليهما الجويين اعتبارا من الساعة 21,00 ت غ الخميس، بعد ان الغيت جميع الرحلات المغادرة من مطار رواسي الباريسي باتجاه لندن واسكتلندا وكوبنهاغن وواوسلو.
والغيت 122 رحلة على الاقل من اسبانيا الى بريطانيا وايرلندا والنروج والدنمارك وفنلندا والسويد، بحسب سلطة ادارة المطارات والمرافئ الاسبانية.

واضطر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الى ارجاء زيارة مقررة الى مورمانسك (شمال روسيا) بعد ان طالت غمامات الرماد شمال بلاده، بحسب متحدث باسمه.

وامتدت آثار الاضطرابات في الملاحة الجوية الى الولايات المتحدة حيث الغيت الرحلات بين نيويورك وبريطانيا الخميس، فيما تنتظر مطارات اخرى في البلاد مصيرا مشابها خلال اليوم.
غير ان مطار ريكيافيك نفسه لم يتأثر نتيجة الرياح المتجهة غربا.

وصرح استاذ الجيوفيزياء الايسلندي ماغنوس تومي غودمونسون لوكالة فرانس برس ان الثورات البركانية في بلاده "متفاوتة المدة، فقد تدوم اياما او تفوق العام. لكن نظرا الى كثافة هذا الثوران، فقد يستمر لمدة طويلة".
كما ادت ثورة البركان الى فيضانات خطيرة في ايسلندا بسبب ذوبان الثلوج فجاة، ما استوجب اجلاء حوالى 800 شخص.

وكانت سلسلة من الهزات الضعيفة التي تشير الى نشاط بركاني سبقت ثورة بركان في المنطقة نفسها في 21 اذار/مارس، ما ادى الى سيول من الحمم البركانية. غير ان الخطر الحالي بدا اعظم بكثير.