نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


الأردن والخيبة السوريّة!





يدرك الأردن، بعد تراكم الأدلة في فروع التحقيق التابعة لأجهزة مخابراته، أنّ النظام السوري ليس عاجزًا عن مكافحة هيمنة مافيا المخدرات على الحدود المشتركة بين البلدين، بل هو متواطئ في ذلك، على اعتبار أنّ الأرباح التي تدرها عليه هذه التجارة تخدم طبقته الحاكمة وتساعد قواته العسكريّة وتموّل الميليشيات الموالية لإيران التي تدعم بقاءه في السلطة.


 
وتلاحظ القيادة في المملكة الهاشميّة أنّ النظام السوري، بعدما بدأت القوات الأردنية بتنفيذ مخطط صارم لمحاربة مهربي المخدرات والسلاح من سوريا إلى الأردن، وعبرها إلى الجزيرة العربية أو الضفة الغربيّة، انتقل من موقع "غير المتعاون" إلى موقع "المعرقل"، بدليل البيان الذي أصدرته، أول من أمس وزارة الخارجية السورية ضد استهداف الجيش الأردني أوكار مافيا المخدرات والسلاح، داخل الجنوب السوري.
 
وقد انتظر الأردن طويلًا أن يحرّك النظام السوري قواته ضد الأشخاص والمواقع التي زوّدته عمّان بمعلومات وافية عنها، ولكنّه لم يُحرّك ساكنًا، إلّا عندما سرّب إلى المافيا ما هو متوافر عنها من معلومات أردنية لتحمي نفسها، وتدخل تعديلات "ناجعة" على أساليب عملها.
 
وقد كان لافتًا أنّ مافيا المخدرات والسلاح في سوريا، منذ أن ظنّ الأردن أنّه فتح باب التعاون على مصراعيه مع النظام السوري، قد ازدادت ضراوتها وتضخمت أعمالها وعنف نهجها.
 
كان الأردن، في سنوات سابقة، يعتقد بأنّ مشكلته وسائر الدول العربيّة مع النظام السوري تكمن في الانغلاق عليه، ممّا يضعفه أمام سطوة "الحرس الثوري الإيراني" والتنظيمات التي تعتبر أذرعته في المنطقة.
 
وقد سمع المسؤولون المخابراتيون الأردنيون هذا التقييم من نظرائهم السوريين، كما أبلغه الرئيس السوري بشار الأسد إلى وزير الخارحية الأردني أيمن الصفدي.
 
 
ويبدو أنّ الجميع صدقوا هذا التقييم، فتجندت الدبلوماسيّة الأردنية، من أجل فتح الأبواب أمام النظام السوري، ممّا أدى في وقت لاحق إلى إعادته إلى ما يسمّى بالحظيرة العربيّة.
 
ولكنّ ذلك لم يُجدِ نفعًا بل العكس هو الصحيح، إذ تفاقمت الأمور، تفاقمًا دراماتيكيًّا، ممّا أدخل الأردن في حرب حدوديّة حقيقيّة، اضطرته في أكثر من مناسبة إلى تنفيذ غارات جوية ضد أوكار المافيات في أكثر من منطقة في جنوب سوريا الذي تشكو مجتمعاته من هيمنة المافيات عليها، وكانت قد دفعت بالسويداء ومناطق واسعة من محافظة درعا إلى التآلف في انتفاضة عارمة كان يمكن أن تصل إلى نتائج مهمة لولا احتلال قطاع غزة واجهة الاهتمام وتصدر الأولوية الساحقة.
 
وقد أعاد الرئيس السوري بشّار الأسد، في وقت لاحق، تكرار التبريرات التي كان يعطيها قبل إعادته إلى جامعة الدول العربيّة، إذ رمى مسؤوليّة هذا التلفلت على "المؤامرة الكونية".
 
وهذا يعني أنّ النظام السوري قد تراجع عن تعهداته مع الدول العربيّة عمومًا ومع الأردن خصوصًا، فهو بدل أن يقابل الإيجابية بإيجابية رد على الإيجابية بسلبية.
يؤمن النظام السوري بأنّ استمراريته ليست مرهونة بالدول العربية بل بإيران والتنظيمات الموالية لها، ووحدات النخبة في قواته العسكرية التي يقودها ماهر الأسد، والفريق الاقتصادي الذي تشرف عليه زوجته السيدة أسماء الأسد. (وضع على القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي).
 
وانطلاقًا من إيمانه هذا، فإنّ النظام السوري يستحيل أن يحرك ساكنًا ضد مصالح هذه المجموعة العسكرية - الميليشياوية - الاقتصاديّة، فهو متفق معها على تبادل الحمايات، إذ إنّ ما يؤذيها يؤذيه وما يؤذيه يؤذيها.
 
ويبدو، وفق ما يتم فهمه من مصادر أردنية موثوق بها، أنّ هذه المعطيات يتم إدراجها في خطة عمل جديدة، الأمر الذي من شأنه، في المقبل من الأيّام، وبعد أن تهدأ الأمور على جبهة غزة، أن ينعكس على الحراك الأردني العسكري، على الحدود وما وراء الحدود، وعلى الدبلوماسيّة الأردنية العربيّة والأوروبية والأميركية والروسيّة.
------------
النهار العربي
 
 

فارس خشان
الاربعاء 14 فبراير 2024