الأمريكيون يحتفلون بالهالوين متنكرين بأقنعة تمثل مادوف وجاكسون وأوباما على هيئة مصاص دماء

وهذه الطقوس السلتية الوثنية الاصل تستذكر الاموات والتجدد في 31 تشرين الاول/اكتوبر من كل سنة وتخص الاطفال بالدرجة الاولى.
لكنها تثير اهتمام البالغين ايضا اذ تشكل بالنسبة لهم فرصة يتركون العنان فيها لاهوائهم ويتنكرون بثياب تجسد الخوف والرعب.
واكد جيم مور مدير التسويق في احد اهم مواقع مبيعات الالبسة على الانترنت "كوستيومسوبرسنتر دوت كوم" ان "الهالوين ترياق جيد ضد الانكماش الاقتصادي".
اما دايان لايك التي تشارك في ادارة متجر كبير للمنتجات المخصصة للأعياد "ايكونومي بارتي سابلايز اند كوستيومز" في فالز تشيرتش (فيرجينا، شرق) في احدى ضواحي واشنطن، فقالت ان "الهالوين هو اليوم الذي نهرب فيه من نمط عيشنا اليومي ونتحول شخصا آخر لقاء بضعة دولارات".
وتحتل اقنعة السياسيين وتلك المخيفة مكانة كبيرة دائما بما فيها الاشباح ومصاصي الدماء. ومعظمها مستوحى من الافلام السينمائية التي تعرض في الصالات لهذا الموسم ك"توايلايت، تشابتر تو، تانتايشن" او "ولكام تو زومبيلاند".
كما يحضر "ملك البوب" مايكل جاكسون الذي توفي في حزيران/يونيو في هذه المناسبة من خلال ثيابه الاستعراضية، بينها سترته الجلدية الحمراء التي ارتداها في شريط "ثريلر" التي تتنافس مع سرواله الضيق على مستوى الخصر الذي ارتداه في شريط اغنية "باد".
وسجلت افضل المبيعات لصالح قناع محتال البورصة برنار مادوف الذي ينفذ عقوبة بالسجن مدتها 150 عاما.
واطلق على هذا القناع اسم "السيد بونزي" تيمنا بعملية الاحتيال الهرمية التي سمحت لرجل المال هذا بسرقة استثمارات المدخرين الصغار والكبار في وول ستريت التي قدرت قيمتها بعشرات مليارات الدولارات.
وقال هاورد بيج نائب رئيس مصنع الاقنعة "روبيز" ان "الفكرة تبادرت لاحد الزبائن الجيدين. رسمنا القناع ونفذناه في مصنعنا في المكسيك وقمنا بتسليم 18 الف نموذج منه ونسبة المبيع الى الان جيدة".
ومن الاقنعة التي تسجل مبيعات كبيرة واحد بشكل الرئيس باراك اوباما في هيئة مصاص دماء.
وقال بريد باتلر صاحب موقع "هالوين اكسبرس" للمبيعات على الانترنت ان قناع "باراكولا" ذي العينين الشفافتين والاسنان الحادة لم يعد متوفرا لديه بعدما بيعت منه الاف النماذج. واوضح "انها المرة الاولى التي ارى فيها قناع رئاسي يعرف نجاحا مماثلا".
واضاف الموزع الذي باع ثلاثة الاف نموذج من هذا القناع خلال ايام وطلب ستة الاف اخرى اضافية "يبدو ان قناع باراكولا سيحظى بأكبر شعبية على الاطلاق متجاوزا النجاح الذي حققه قناع بيل كلينتون في التسعينات".
ويأتي هذا النجاح مع ان 2009 ليست سنة "سياسية" بالمقارنة مع 2008 التي شهدت الانتخابات الرئاسية وطغت فيها اقنعة بشكل المرشحين لهذا الاستحقاق.
والاقنعة التي تجسد شخصيات سياسية هذه السنة وتلقى رواجا هي للرئيس اوباما باشكال عدة الى زوجته ميشال اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وحاكم ولاية كاليفورنيا والنجم السينمائي السابق ارنولد شوارزنيغر.
من جهة اخرى توقعت دراسات عدة اجريت على الاسواق ان يكون عيد الهالوين كئيبا هذه السنة على صعيد المبيعات بسبب الازمة الاقتصادية. لكن هذا يخالف رأي العديد من المحال التجارية التي استطلعت اراؤها عبر شبكة الانترنت او في ضواحي واشنطن.
وذكر الاتحاد الوطني للتوزيع ان مبيعات الاكسسوارات الخاصة بالهالوين ستنخفض بنسبة 18% اي ما يعادل 4,75 مليار دولار، علما ان متوسط الموازنة التي ستخصصها الاسر لهذا العيد ستنخفض لتبلغ 56 دولارا مقابل 66 دولارا العام الماضي.
واكدت دايان لايك ان "هذا ما يتردد، لكن المبيعات بالنسبة لنا تخطت عائداتها قليلا ما حققناه العام الماضي".
وارتفعت حركة المبيعات لدى "كوستيومسوبرستنر دوت كوم" ايضا اذ قال جيم مور ممازحا ان "الهالوين عيد مسلي وغير مكلف للاحتفاء به".
واضاف انه ترياق مضاد للازمة الاقتصادية على غرار محال بيع الكحول التي لا يتأثر سوقها ابدا في مرحلة التراجع الاقتصادي