نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان


الإمارات تملك أغلى ابل بالعالم .. وأسعارها تفوق الطائرات والسفن




أبوظبي- حمد هاشم - ينتظر مالك الإبل الإماراتي محمد السبوسي مهرجان "الظفرة" الذي يقام مطلع كل عام، ويعد أكبر تجمع للإبل في العالم، ليشتري منه ابل سباقات، ونوق تدر إنتاجا وفيرا من الحليب.


الإمارات تملك أغلى ابل بالعالم .. وأسعارها تفوق الطائرات والسفن
ويسير السبوسي بسيارته ذات الدفع الرباعي في شارع يمتد طوله 3 كيلو مترات، وسط منطقة صحراوية، ليبحث عن النوق والإبل التي يرغب في امتلاكها، ويدخل في مزادات كبرى لشراء تلك الإبل، وهو مستعد لسداد مبالغ مالية تقدر بملايين الدراهم.

والسبوسي، واحد من مئات وربما الآف الإماراتيين والخليجيين الذين يتوافدون على المهرجان، وهم مستعدون لإنفاق ملايين الدراهم، لامتلاك نوق وجمال جديدة.
ويعد مهرجان الظفرة الذي يقام في شهر كانون أول/ ديسمبر من كل عام ويمتد لشهر كانون ثان/ يناير من العام التالي، هو السوق الامثل لملاك الجمال في الإمارات ودول الخليج، لعرضها للبيع، وشراء ابل جديدة.

وتوصف الجمال التي تباع فيه بأنها، أغلى أبل في العالم وأسعارهاأسطورية، اذ سجل مبيعات لناقة بأكثر من 15 مليون درهم، وأخرى تزيد عن 10 ملايين درهم، و7 ملايين درهم، وهي أسعار تزيد عن أسعار بعض الطائرات الخاصة والسفن، وبعض الأبراج السكنية ذات الارتفاعات الكبرى.

ويقول السبوسي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) " لا أمانع في إنفاق ملايين الدراهم، لأشتري جملا قادرا على خوض السباقات وتحقيق نتائج كبيرة، فالجوائز الكبرى التي ستعود لي، يمكن أن تعوضني هذا المبلغ، وتحقق لي ربحا، بخلاف العائد الأدبي، بفوز ابلي في السباقات الكبرى".



ويضيف"خوض سباقات الهجن، وتحقيق الفوز فيها، هو من تراث الامارات والخليج، الذي نحرص عليه جميعا، ونشعر بالفخر حين نشارك بجمال قوية، تضيف لنا الفوز تلو الآخر.

ويقول سالم المزروعي مدير المهرجان لـ (د.ب.ا) " لم يعد مثيرا للاستغراب، أنتباع ابل بملايين الدراهم، فأبناء الإمارات والخليج، يقدرون الإبل ويعتبرونها جزءا أصيلا من التراث يتوارثونه جيل بعد جيل، لذلك ينفقون مبالغ مالية ضخمة في سبيل امتلاكها وتربيتها.

ويكمل" أقامت إدارة المهرجان شارعا لعرض الإبل القادمة من كافة دول الخليج للبيع، اسمته شارع المليون، وهي تسميه مستمدة من الأسعار المليونية التي تباع بها الجمال في هذا الشارع."
وخلال الدورة الحالية، وهي الخامسة في عمر مهرجان (الظفرة) ، بيعت ناقة بمبلغ 7ملايين و500 ألفدرهم إماراتي (ما يزيد عن مليوني دولار)، وهي ناقة يملكها المربي الإماراتي حفيظ المزروعي.

وأضاف" تلقى مالك الإبل عبيد بريمان العامري عرضا بشراء ناقته المسماه "الحقايق" بمبلغ 9 ملايين درهم (2.5 مليون دولار تقريبا) ولكنه رفض بيعها، ويبلغ عمر هذه الناقة سنتان، كما تمت مساومة الامارتي حمدان الفلاحي على شراء ناقتين له بمبلغ 16 مليون درهم لكنه رفض بيعهما ، وهناك ملاك نوق تلقوا عروض بأسعار أعلىلكنهم رفضوا البيع".

وأضاف" في عام 2010 بيعت ناقة بمبلغ 10 ملايين درهم،( 3 ملايين دولار تقريبا(، واشتراها حمدان بن غانم الفلاحي، واشترى معها ناقة اخرى بـ 9 ملايين درهم وثالثة بـ 5 ملايين درهم، واشترى نفس المربي إبلا أخرى بالملايين، ووصل مجموع مشترياته من الإبل 85 مليون درهم في أسبوع واحد، ليوصف الفلاحي بأنه اشهر مشتري للإبل في الخليج، وربما العالم".
وفي السوق نفسه، بيعت ناقة بمبلغ 8 ملايين و500 ألف درهم، ويقدر سعر اقل ناقة بـ50 ألفدرهم إماراتي.

وتابع بالقول" أسهم مهرجان الظفرة الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في تحريك عملية البيع والشراء بالنسبة الإبل المتميزة، مشيرا إلى أن أعلى رقم بيع لناقة كان في الدورة الماضية من المهرجان بمبلغ يزيد عن 15 مليون درهم".

وأشار إلى أن "مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل" يوصف بأنه الأكبر في العالم، لأنه يجمع ما يزيد عن 20 ألفجمل وناقة يأتي بها ملاكها من مختلف دول الخليج، وتعتبره ابوظبي بمثابة تظاهرة تراثية تستقطب مختلف أطياف المجتمع الإماراتي والخليجي على اختلاف أعمارهم.

ويتضمن المهرجان مسابقات للإبل الجميلة (المزاينة) وسباقات للهجن يزيد مجموع جوائزها عن 42 مليون درهم إماراتي ( 11 مليون دولار)، من بينها 155 سيارة رباعية الدفع فارهة.
وشارك في المهرجان بدورته الحالية أكثر من 1500 مُشارك من ملاك الإبل للمنافسة في السباقات، التي يحصل الفائز بالمركز الأول فيها على مليون درهم إماراتي.

وقال رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان محمد خلف المزروعي لوكالة الأنباء الألمانية " مهرجان الظفرة، يقام للعام الخامس على التوالي، بنجاح كبير، وتنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، من منطلق دورها في الحفاظ على تراث الخليج وترسيخه في نفوس الأجيال".

وقد أقيمت فعاليات المهرجان على مساحات شاسعة تقدر بعشرات الكيلومترات المربعة في صحراء المنطقة الغربية بالامارات، وقدرت اللجنة المنظمة عدد الزوار بانه زاد عن 60 ألف شخص من ابناء الخليج والسائحين العرب و الغربيين.

وأضاف " يهدف المهرجان إلى استدامة عادات وتقاليد منطقة الخليج، وعشق حياة البداوة أمر يرافق أبناء الصحراء منذ آلاف السنين ، وبقي محافظا عليها حتى يومنا رغم كل مظاهر الحداثة والمعاصرة، وتعتبر الناقة محوراً أساسياً في تراثنا وثقافتنا، وبدونها لما أمكن استكشاف الصحراء".

وتابع "لتحقيق هذه الأهداف، حرصنا على ان يتضمن المهرجان مجموعة من الفعاليات التراثية في مقدمتها مسابقة المزاينة (الإبلالجميلة)، ومسابقة الإبل الأكثر ادرارا للحليب، ومزاد الإبل، سباق الهجن التراثي، ومسابقة كلاب الصيد من نوع السلوقي ومسابقة الصقور التي تكاثرت في الأسر."

وتقيم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في كل دورة سوقاً للصناعات اليدوية الإماراتية ضم في هذه الدورة 160 من المحلات، بهدف التعريف بتراث الإمارات، والمحافظة على هذه الحرف والترويج لها بما يضمن استدامتها.

ولا تقتصر الأسعار الخيالية للإبل على مهرجان الظفرة، بل يمتد لمعارض ومهرجانات أخرى في العاصمة الإماراتية أيضا، ومنها معرض أبوظبي للصيد والفروسية، الذي بيعت فيه ناقة بمبلغ ستة ملايين درهم.
وذكرت إدارة المعرض أن الناقة تسمى "بيت الزعفرانة" وكان يملكها مركز الأبحاث البيطرية في الإمارات.

وفي قناة أبوظبي الفضائية، اختار برنامج تلفزيوني إماراتي أن يوزع ابلاونوقا يصل سعر الواحدة منها إلى 1.5 مليون درهم، على الفائزين في مسابقته.
وتتميز الهجن التي قدمها جوائز للمشاهدين، بانها من نسل الجمل "جبار" وهو أشهر وأقوى جمل إماراتي، وكان يحطم الارقام القياسية في أي سباق يخوضه.

وقالت الإعلامية الإماراتية حصة الفلاسي التي قدمت هذه الجوائز الفريدة أن البرنامج ترعاه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ويحمل اسم "الشارة"، وهي كلمة تعني باللهجة الإماراتية "الجائزة الكبرى".
وأضافت " طرحت حلقات البرنامج أسئلة مستوحاة من تراث الإمارات والخليج، تتحدث عن الصيد واللؤلؤ، والشعر، واشهر الشعراء، وقصائدهم، والعادات والتقاليد والشخصيات التاريخية المؤثرة وأبرز المهن والصناعات اليدوية الإماراتية."

وتضيف الفلاسي " ولأنه تراثي، ، قررنا ان تكون الجائزة من التراث، وتربط الجيل الجديد بماضيه، خاصة وان الشباب حاليا، باتوا بعيدين عن العادات والتقاليد التراثية، حتى اللهجة المحلية تراجعت، وحلت مكانها اللغة الانجليزية".

وأكدت حصة أن تقديم "هجن كجوائز للفائزين، هي فكرة لم يقدمها أي برنامج في العالم، مشيرة إلى أن "أبناء الجمل جبار، نسل أصيل وغالي الثمن جدا، وعند طرح ناقة من بناته في مزاد يتهافت على شرائها المئات، ويقدمون أسعارا خيالية لاقتنائها".
وتمنت حصة أن يهتم الفائزون بالجمال التي حصلوا عليها من البرنامج، ويربونها، ويقيمون مزارع للإبل، حتى يكون البرنامج قد ادى رسالته في تحقيق التواصل بين الجيل الجديد وتراث الأجداد.

ولأن أسواق الإبل الإماراتية، تعد الأغلى عالميا، فقد تولى فريق سينمائي كندي، إنتاج فيلم سينمائي عالمي عنها، يسلط الضوء على النوق ذات الأسعار المليونية.

وحمل الفيلم اسم "نجوم الصحراء"، في إشارة إلى أن تلك الإبل ذات الأسعار الباهظة، هي نجوم في صحراء الإمارات، والفيلم هو أول فيلم إماراتي يتم تصويره بتقنية الأبعاد الثلاثية "ثري دي".
وقال مخرج الفيلم بيار أبو شقرا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) " تدور مشاهد الفيلم حول تربية الإبل والسباقات التي تنظم لها، والمزادات التي تقام لبيعها بملايين الدولارات".

وقد استقدم الفريق السينمائي للإمارات صاحب فكرة الفيلم الشيخ ذياب بن سيف آل نهيان، وتم الاعداد له وتصويره على مدار عام.
واضاف المخرج: لجأ الفريق لتقنية الأبعاد الثلاثية بهدف إظهار جمال الإبل وقيمتها لدى أبناء البادية الإماراتية.

وعلى مدار 35 دقيقة دارت الكاميرا لترصد التحضيرات التي تمر بها الإبل قبل خوض السباق، والنوق التي تعرض في شارع المليون ويشتريها مربون من كافة أنحاء الجزيرة العربية.

حمد هاشم
الخميس 19 يناير 2012