نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


الاتفاق الذي سيسقط الاسد




‘مثلما تبدو الامور في لحظة كتابة هذه السطور، يتبلور من خلف الكواليس اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة، أو على نحو أدق بين بوتين واوباما. وسيؤدي الاتفاق الى رقابة دولية على مخزون السلاح الكيميائي في سورية؛ سيمنع أو يقلص طلعات سلاح الجو السوري فوق المدن في الدولة؛ سيحظر استخدام الصواريخ ضد معارضي النظام؛ والاهم من كل هذا سيقرر انتخابات حرة من دون الاسد كمرشح. كل هذا من أجل اعطائه الفرصة للتهرب من ضربة عسكرية أمريكية، لا يرغب اوباما رغم النبرة التصميمية التي تبناها في توجيهها.


 
لنفور الرئيس الامريكي من العملية توجد عدة أسباب، الاول هو قلة الاهداف العسكرية التي يمكن الهجوم عليها في سورية، لانه منذ بدأت الاحاديث عن الهجوم ‘نظف’ الجيش السوري كل المعسكرات وأخرج منها القوات، السلاح، الذخيرة والعتاد. والسبب الثاني هو ان جيش الاسد نثر مخزونات السلاح الكيميائي داخل المدن التي توجد تحت سيطرته، وهكذا جعل عشرات الاف الاشخاص دروعا بشرية، لان من سيهاجم المخزونات سيصفي تجمعات سكانية كاملة. والسبب الثالث هو أن جيش الاسد نقل الى أهداف السلطة مئات السجناء السياسيين الذين يشكلون هم ايضا دروعا بشرية، ومن سيهاجم مثلا قصر الرئاسة سيصفيهم هم أيضا.
كما أن تعزيز القوة البحرية الروسية في البحر المتوسط لا يشجع اوباما على الهجوم في سورية، لانه لا يريد أن يؤدي الى تصادم مع روسيا على خلفية ما يجري في المنطقة. وفي الخلفية توجد أيضا امكانية أن يؤدي هجوم امريكي في سورية الى ‘احداث خطرة’ في الخليج الفارسي، مثل التفجيرات الغامضة في منشآت النفط، وغرق ‘بالصدفة’ لناقلة في ميناء نفط سعودي، وحريق ‘غير واضح’ في بئر غاز قطري مما يعرف الجميع أن ايران تقف خلفها. ماذا سيحصل عندها لاسعار الوقود التي يدفعها الامريكيون من أجل الوصول الى العمل؟
بتقديري أن تركيا والاردن ايضا الحليفان التقليديان للولايات المتحدة يخشيان مزيدا من التدهور في سورية، الذي قد يحدث جراء الضربة الامريكية، وذلك لانهما سيضطران الى معالجة فيض اللاجئين المتعاظم، كما أنهما قد يعانيان من صواريخ الانتقام من الاسد، الذي قد يستخدمها انطلاقا من منطق ‘عليّ وعلى أعدائي يا رب’. ولان الامريكي في الشارع، الناخب لاعضاء الكونغرس، ليس قلقا حقا من عربي يقتل عربيا، يمكن الافتراض بان عضو الكونغرس العادي سيصوت ليس انطلاقا من قلق أخلاقي على السوريين وحياتهم، بل انطلاقا من قلق مصلحي على اعادة انتخابه في الانتخابات القريبة القادمة.
في مثل هذا الوضع العسير، لا غرو أن اوباما يبحث عن سلم كي ينزل عن شجرة الخطوط الحمراء التي تسلقها، ولا سيما اذا كان يمكنه أن يظهر أمام الكاميرات ويقول: ‘نجحنا في أن نملي على الاسد شروط استسلام من دون أن نطلق رصاصة واحدة’. اما الاسد فبالطبع سيقول: ‘نجحت في ردع أمريكا’، والايرانيون سيواصلون الضحك على الامريكيين كل الطريق الى القنبلة. والاوروبيون سيواصلون بيع سورية وايران مواد خام لاسلحة الدمار الشامل، والروس سيضحكون على الولايات المتحدة التي أثبتت مرة اخرى بانها نمر من ورق.
اسرائيل ، السعودية ، قطر ، الاردن وتركيا ستصر على الاسنان غضبا بسبب حقيقة أن واشنطن خيبت أمل حلفائها مرة اخرى. اصدقاء الولايات المتحدة ملزمون باستخلاص الاستنتاجات بالنسبة لمدى اعتمادهم عليها في مسائل مصيرية، مثل التخلي عن ذخائر استراتيجية مقابل وعود وضمانات أمريكية.

معاريف 10/9/2013

د. مردخاي كيدار'
الاربعاء 11 سبتمبر 2013