وذكر بيانكوني في التحقيق أن الشاهد الأول رأى ريجيني، مساء يوم الاختطاف، 25 يناير/ كانون الثاني 2016؛ بينما الشاهد الثاني رآه بعد بضعة أيام، وكان ريجيني وقتها مصفّدا بسلاسل وعلامات واضحة من التعذيب على جسمه.
وقالت الصحيفة الإيطالية إن النيابة تتبعت أثر الشهود بفضل التحقيقات الدفاعية التي أجرتها عائلة ريجيني، مع المحامية أليساندرا باليريني.
وأكدت الصحيفة أن المدعي العام الإيطالي ميشيل بريستيبينو والنائب سيرجيو كولايوكو قد تمكّنا من الاتصال بالشاهدين، ولحماية هويتهما وأمنهما جرى إدراجهما في التحقيق تحت اسمين مستعارين: دلتا وإبسيلون. وفيما يلي رواية الشاهدين، حسب إفادة المدعين خلال جلسة الاستماع أمام لجنة التحقيق البرلمانية في اختطاف ووفاة ريجيني، وفق ما أورده تحقيق الصحيفة الإيطالية.
وقال "دلتا" في شهادته للصحيفة "في 25 يناير، بينما كنت في مركز شرطة الدقي، وصل شخص نحو الساعة 8 مساءً أو 9 مساءً على الأكثر. شاب بين السابعة والعشرين والثامنة والعشرين من العمر، ذو لحية قصيرة، وكان يرتدي كنزة بين الأزرق والرمادي، ومن تحتها قميص إذا لم تخنّي الذاكرة، وتحدث باللغة الإيطالية وطلب محاميًا".
وأضاف "وأنا الآن متأكد من أنه كان جوليو ريجيني بعد أن شاهدت لاحقًا صوره على شبكة الإنترنت حتى وإن بدت لحيته أطول في تلك الصور".
وتابع "بينما كنت في قسم الدقي رأيت الفتى الذي لم أعرف إلا في وقت لاحق أنه ريجيني، وكان يسير في الممر، ويطالب بتمكينه من التحدث إلى محامٍ أو إلى القنصلية الإيطالية. وكان وصل برفقة أربعة أشخاص يرتدون ملابس مدنية. وكان أحدهم يمسك بجهاز اتصال في يده". واستطرد "في وقت لاحق اقتيد ريجيني في سيارة من نوع شاين، معصوب العينين إلى مكان يسمى لازوغلي. وهنالك استلمه أحد ضباط الشرطة يدعى شريف… مع آخر يدعى محمد، ولكني لا أعرف إذا ما كان ذلك اسمه الحقيقي". وبالإضافة إلى ذلك، عندما طلب ريجيني محاميًا، أراد أحد الموقوفين مساعدته فضربه شرطي بالمرفق على وجهه وقال له: “إن هذا الإيطالي يتحدث العربية أيضًا"
وحسب الصحيفة، قال إبسيلون إنه عمل لمدة 15 عامًا في المبنى الذي توفي به ريجيني، "إنه مقر الأمن القومي التابع لوزارة الداخلية وقد أطلق عليه نفس اسم الشارع: لازوغلي".
وأضاف إبسيلون أنها "عبارة عن مبنى في فيلا يعود تاريخها إلى عهد عبد الناصر، تمّ استغلاله بعد ذلك من قبل هيئات التحقيق. وهي مكونة من أربعة طوابق أهمّها هو الطابق الأول، حيث توجد الغرفة رقم 13… التي يقتاد إليها الأجانب المتهمين بالتآمر على الأمن القومي".
وتابع إبسيلون شهادته قائلا "في الثامن والعشرين أو التاسع والعشرين من يناير، رأيت ريجيني في المكتب 13 برفقة ضابطين وعملاء آخرين، وكنت أعرف فقط الضابطين. وعندما دخلت إلى المكتب كان مكبّلا بسلاسل حديدية، وكان نصف جسده العلوي عاريًا، ويحمل علامات التعذيب وينبس بكلمات متعثرة وهو يرجف".
وأكد إبسيلون أن ريجيني "كان مرميًا على الأرض ووجهه إلى الخلف، ويداه مقيّدتان بالأصفاد مثبتة على الأرض حتى لا ينهض"، مشددًا على أنه لاحظ علامات الاحمرار بظهره".
وأوردت الصحيفة شهادة غاما، والذي أفاد أنه شهد اجتماعًا بين الرائد مجدي إبراهيم عبد الشريف -أحد المشتبه بهم، وضابط كيني، واعترف الضابط، خلال اجتماع في نيروبي، بأنه ضرب الباحث الإيطالي لاشتباهه به كمحرض على الاحتجاجات.
وعن رواية "غاما"، نقلت الصحيفة الإيطالية عنه قوله "في عام 2017، خلال شهر أغسطس/ آب، كنت في مطعم وكان هناك شخص على الأرجح مصري، والتحق شخص ينتمي على ما يبدو إلى أجهزة الأمن الكينية. ثم بدأ الرجلان، المصري والكيني، بمناقشة الأوضاع التي نشأت في نيروبي، والإخلال بالنظام العام، بسبب المظاهرات الاحتجاجية في كينيا".
وتابع "عندما فرغ الضابط الكيني من حديثه، شرع الضابط العربي في الكلام عن طالب إيطالي، باحث في الدكتوراه، كان يحاول إثارة مجموعة صغيرة من الناس من أجل تأجيج ثورة جديدة. وأجاب الكيني، ردًا على ما ذكره زميله، إنه يعتقد أيضًا أن الأوربيين أشخاص سيئون".
وأضاف الضابط العربي أن هذا الإيطالي يمكن أن يكون عميلًا في وكالة المخابرات المركزية، والموساد أيضًا، وأنهم اكتشفوا أنه عضو في مؤسسة أنتيبود، التي زعم أنها حثّت إلى بدء ثورة أخرى في مصر.
وتابعت الصحيفة "في مرحلة ما، وفقًا للمصريين، كانوا قد اكتفوا، كما بدأوا في الاعتراض. وفي أحد الأيام سمعوا من أجهزة التنصت أنه اضطر للذهاب إلى حفلة في منطقة التحرير، وقبل أن يصل إلى مطعم في ميدان التحرير أوقفوه. في مرحلة ما، وفقا للمصريين، كانوا قد اكتفوا، كما بدأوا في الاعتراض".
ووفقًا للضابط المصري، طفح الكيل من تصرفات الطالب، وفي أحد الأيام سمعوا من أجهزة التنصت أنه ذاهب إلى حفل بمطعم في منطقة ميدان التحرير، فألقوا عليه القبض قبل أن يصل إلى المطعم.
وحسب الصحيفة الإيطالية، كان الضابط المصري يستخدم صيغة الجمع "نحن" أثناء حديثه عمومًا عن غضب السلطات المصرية، لكنه عاد إلى ضمير المتكلم (أنا) ليقول "لقد ضربته". وهنا سأله الكيني عمن يتحدث، فرد عليه الضابط المصري: جوليو ريجيني".
وقبل أن يتفارق الضابطان، تبادلا بطاقات العمل، فقرأ الكيني "إبراهيم مجدي شريف" وأكّد المصري أنه اسمه".
وانتهى التحقيقي الاستقصائي إلى أنه وبعد جمع هذه الشهادات، والعديد من الأدلة الأخرى خلال ما يقارب عن خمس سنوات من التحقيقات المشتركة مع المصريين، أقل ما يقال فيها إنها معقدة ومتقطعة، أغلقت النيابة العامة في روما تحقيقاتها، وتستعد لطلب محاكمة الرائد شريف (المتهم أيضًا بالقتل) واللواء طارق صابر والعقيد آسر كمال محمد إبراهيم والعقيد حسام حلمي (وهم متهمون أيضًا بالخطف).
أما عن المشتبه به الخامس محمود نجم، وهو الوكيل بمديرية الأمن القومي، فقد طلب المدعي العام عدم سماع الدعوى بشأنه لعدم كفاية الأدلة، وفق صحيفة كوريرا ديلا سيرا.
وقالت الصحيفة الإيطالية إن النيابة تتبعت أثر الشهود بفضل التحقيقات الدفاعية التي أجرتها عائلة ريجيني، مع المحامية أليساندرا باليريني.
وأكدت الصحيفة أن المدعي العام الإيطالي ميشيل بريستيبينو والنائب سيرجيو كولايوكو قد تمكّنا من الاتصال بالشاهدين، ولحماية هويتهما وأمنهما جرى إدراجهما في التحقيق تحت اسمين مستعارين: دلتا وإبسيلون. وفيما يلي رواية الشاهدين، حسب إفادة المدعين خلال جلسة الاستماع أمام لجنة التحقيق البرلمانية في اختطاف ووفاة ريجيني، وفق ما أورده تحقيق الصحيفة الإيطالية.
شهادة "دلتا":
كشفت الصحيفة أن التحقيق توصّل إلى أن الباحث ريجيني اقتِيد، رغمًا عنه -ومن دون أي موجب قانوني- أوّلا إلى قسم شرطة الدقي، ثم إلى بناية في مقر مباحث أمن الدولة في لازوغلي حيث احتُجز 9 أيام.وقال "دلتا" في شهادته للصحيفة "في 25 يناير، بينما كنت في مركز شرطة الدقي، وصل شخص نحو الساعة 8 مساءً أو 9 مساءً على الأكثر. شاب بين السابعة والعشرين والثامنة والعشرين من العمر، ذو لحية قصيرة، وكان يرتدي كنزة بين الأزرق والرمادي، ومن تحتها قميص إذا لم تخنّي الذاكرة، وتحدث باللغة الإيطالية وطلب محاميًا".
وأضاف "وأنا الآن متأكد من أنه كان جوليو ريجيني بعد أن شاهدت لاحقًا صوره على شبكة الإنترنت حتى وإن بدت لحيته أطول في تلك الصور".
وتابع "بينما كنت في قسم الدقي رأيت الفتى الذي لم أعرف إلا في وقت لاحق أنه ريجيني، وكان يسير في الممر، ويطالب بتمكينه من التحدث إلى محامٍ أو إلى القنصلية الإيطالية. وكان وصل برفقة أربعة أشخاص يرتدون ملابس مدنية. وكان أحدهم يمسك بجهاز اتصال في يده".
شهادة "إبسيلون":
وقالت الصحيفة الإيطالية إن الشهادة الثانية جاءت من ثكنة لا زوغلي، على لسان إبسيلون، الذي رصدته واستجوبته المحامية الإيطالية، في 29 يوليو/ تموز الماضي.وحسب الصحيفة، قال إبسيلون إنه عمل لمدة 15 عامًا في المبنى الذي توفي به ريجيني، "إنه مقر الأمن القومي التابع لوزارة الداخلية وقد أطلق عليه نفس اسم الشارع: لازوغلي".
وأضاف إبسيلون أنها "عبارة عن مبنى في فيلا يعود تاريخها إلى عهد عبد الناصر، تمّ استغلاله بعد ذلك من قبل هيئات التحقيق. وهي مكونة من أربعة طوابق أهمّها هو الطابق الأول، حيث توجد الغرفة رقم 13… التي يقتاد إليها الأجانب المتهمين بالتآمر على الأمن القومي".
وتابع إبسيلون شهادته قائلا "في الثامن والعشرين أو التاسع والعشرين من يناير، رأيت ريجيني في المكتب 13 برفقة ضابطين وعملاء آخرين، وكنت أعرف فقط الضابطين. وعندما دخلت إلى المكتب كان مكبّلا بسلاسل حديدية، وكان نصف جسده العلوي عاريًا، ويحمل علامات التعذيب وينبس بكلمات متعثرة وهو يرجف".
وأكد إبسيلون أن ريجيني "كان مرميًا على الأرض ووجهه إلى الخلف، ويداه مقيّدتان بالأصفاد مثبتة على الأرض حتى لا ينهض"، مشددًا على أنه لاحظ علامات الاحمرار بظهره".
أقوال الشاهد "غاما":
قبل هذين الشاهدين، كان ممثل الادعاء سيرجيو كولايوكو قد استمع في أبريل/ نيسان 2019 إلى الشاهد "غاما".وأوردت الصحيفة شهادة غاما، والذي أفاد أنه شهد اجتماعًا بين الرائد مجدي إبراهيم عبد الشريف -أحد المشتبه بهم، وضابط كيني، واعترف الضابط، خلال اجتماع في نيروبي، بأنه ضرب الباحث الإيطالي لاشتباهه به كمحرض على الاحتجاجات.
وعن رواية "غاما"، نقلت الصحيفة الإيطالية عنه قوله "في عام 2017، خلال شهر أغسطس/ آب، كنت في مطعم وكان هناك شخص على الأرجح مصري، والتحق شخص ينتمي على ما يبدو إلى أجهزة الأمن الكينية. ثم بدأ الرجلان، المصري والكيني، بمناقشة الأوضاع التي نشأت في نيروبي، والإخلال بالنظام العام، بسبب المظاهرات الاحتجاجية في كينيا".
وتابع "عندما فرغ الضابط الكيني من حديثه، شرع الضابط العربي في الكلام عن طالب إيطالي، باحث في الدكتوراه، كان يحاول إثارة مجموعة صغيرة من الناس من أجل تأجيج ثورة جديدة. وأجاب الكيني، ردًا على ما ذكره زميله، إنه يعتقد أيضًا أن الأوربيين أشخاص سيئون".
وأضاف الضابط العربي أن هذا الإيطالي يمكن أن يكون عميلًا في وكالة المخابرات المركزية، والموساد أيضًا، وأنهم اكتشفوا أنه عضو في مؤسسة أنتيبود، التي زعم أنها حثّت إلى بدء ثورة أخرى في مصر.
وتابعت الصحيفة "في مرحلة ما، وفقًا للمصريين، كانوا قد اكتفوا، كما بدأوا في الاعتراض. وفي أحد الأيام سمعوا من أجهزة التنصت أنه اضطر للذهاب إلى حفلة في منطقة التحرير، وقبل أن يصل إلى مطعم في ميدان التحرير أوقفوه. في مرحلة ما، وفقا للمصريين، كانوا قد اكتفوا، كما بدأوا في الاعتراض".
ووفقًا للضابط المصري، طفح الكيل من تصرفات الطالب، وفي أحد الأيام سمعوا من أجهزة التنصت أنه ذاهب إلى حفل بمطعم في منطقة ميدان التحرير، فألقوا عليه القبض قبل أن يصل إلى المطعم.
وحسب الصحيفة الإيطالية، كان الضابط المصري يستخدم صيغة الجمع "نحن" أثناء حديثه عمومًا عن غضب السلطات المصرية، لكنه عاد إلى ضمير المتكلم (أنا) ليقول "لقد ضربته". وهنا سأله الكيني عمن يتحدث، فرد عليه الضابط المصري: جوليو ريجيني".
وقبل أن يتفارق الضابطان، تبادلا بطاقات العمل، فقرأ الكيني "إبراهيم مجدي شريف" وأكّد المصري أنه اسمه".
وانتهى التحقيقي الاستقصائي إلى أنه وبعد جمع هذه الشهادات، والعديد من الأدلة الأخرى خلال ما يقارب عن خمس سنوات من التحقيقات المشتركة مع المصريين، أقل ما يقال فيها إنها معقدة ومتقطعة، أغلقت النيابة العامة في روما تحقيقاتها، وتستعد لطلب محاكمة الرائد شريف (المتهم أيضًا بالقتل) واللواء طارق صابر والعقيد آسر كمال محمد إبراهيم والعقيد حسام حلمي (وهم متهمون أيضًا بالخطف).
أما عن المشتبه به الخامس محمود نجم، وهو الوكيل بمديرية الأمن القومي، فقد طلب المدعي العام عدم سماع الدعوى بشأنه لعدم كفاية الأدلة، وفق صحيفة كوريرا ديلا سيرا.