نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


التحرش الجنسي في مصر من المدونات الى الوقفات الاحتجاجية




آسر ياسر ، سيدة مصرية عادية تعيش حياة طبيعية جدا حتى تعرضت الى موقف من مواقف التحرشات الجنسية المعروفة في الطريق العام ، وحين حاولت أن تحنج رسميا وقانونيا حسب الأصول لم تنصفها المخافر و محاضر البوليس أمام انكار المتحرش المراهق و دعم والده للانكار ، و من ثم براءة المتهمين وهكذا لم يبق أمام ضحية التحرش الجنسي بعد ان سدت في وجهها الأبواب الا البحث عن اسلوب جديد للاحتجاج على سلوك مشين تتعرض له نساء كثيرات ويضطررن للسكوت خوفا من الفضائح


التحرش الجنسي في مصر من المدونات الى الوقفات الاحتجاجية
في العاشر من فبراير الماضي ، اختارت آسر ان تدون تلك القصة التى تدعو الى الحزن و العضب في آن واحد ، و كأن تلك الكلمات كانت الشرارة التي انطقت المئات من السيدات الآتي تعرضن لمواقف مشابهة او سمعن من قريباتهن قصص مشابهه ، قصة آسر تناقلتها عدة مدونات مصرية ، و تعاطف بل و تجاوب معها الكثير من النساء و الرجال ، هذا التجاوب الإيجابي الذي تحول الى وقفة احتجاجية للسيدات في نفس النقطة المكانية التي تعرضت فيها آسر للتحرش ، كان ذلك في الثامن عشر من ابريل الحالي ، و هو اليوم الذي يبدو انه سيتخذ كيوم مصري لرفض التحرش الجنسي ، و قد وجدت السيدة آسر عدد من السيدات الآئي آثرن مثلها رفض الصمت و إعلاء الصوت في مواجهة مثل هذة التصرفات الخادشة للحياء العام ، تلك الوقفة اهتمت بها وسائل الإعلام و عملت على تغطيتها عدد من الصحف ووكالات الأنباء ، حيث تدل على وعي من السيدات ، و عدم الركون الى الصمت و الخنوع بدلا من المطالبة بالحق و هو الشعار الذي رفعتة الوقفة الاحتجاجية "مش ح أسيب حقي" ، أما على المدونات فإن عددالمتجاوبات كان أكثر بكثير من المشاركات في الوقفة ، فقط كتبت احداهن تعليقا على موضوع التحرش تعرض فية منظر متكرر و هو مداعبة أعضاء الذكورة أمام السيدات "مين مننا احنا ستات مصر مشافتش راجل مصري بيعبث باعضائه بكل فجاجة و قلة ذوق كدا عيني عينك زي ما بنقول؟ المشكلة ان دي مش حركة غصب عنه او شيئ من هذا القبيل ، دي حركة بيعملها اغلب الرجالة بكل فخر و تبجح و تباهي بالقوة اللي عنده
كانه بيلوح بعلم ولسان حاله بيقول
" بصي انا عندي ايه؟
بصي اقدر اعمل فيكي ايه؟؟
يعني بصراحة منظر مقرف اوي اني اكون ماشية في امان الله و الاقي واحد من دول مبسوط اوي و هو بيناغش المنطقة الخاصة اوي دي علني كدا في الشارع عيني عينك"

التحرش الجنسي في مصر من المدونات الى الوقفات الاحتجاجية
وهذا ايضا ننشر ما كتبته آسر ياسر في المدونة و ما آثار كل ردود الفعل الغاضبة و التى وصلت الى وقفة احتجاج غاضبة بعد إعلان براءة المتهمين بالتحرش .
خدشوا حيائي في الطريق العام
اللى حصل انى انتقلت للسكن فى مكان جديد فى المقطم
المكان راق جدا وتتوسطه وتلفه الحدائق
تشكوا البنت اللى بتساعدنى فى البيت انها بتتعرض كل ما تنزل تجيب طلب لمعاكسات سخيفة تصل لحد اللمس
تشكو ابنة اختى التى تقيم معى من محاولات جذبها من ذراعها والتعدى عليها بأقذع الألفاظ وهى جاية من الدرس
اتضايق واطلب منهما ان تلتزما قواعد الطريق والإحتشام فى الملبس والإلتزام بمواعيد الخروج من البيت
فى يوم مشئوم .. تعطلت سيارة زوجى واضطر لاستعارة سيارتى ..
كان هناك عزاء لفرد من الأسرة يجب ان احضره
اتفقت مع زوجى ان استقل تاكسى وان اقابله فى العزاء بالمهندسين ونعود سويا
وبعد أن ارتديت السواد أنا وابنة اختى ذات ال 15 ربيعا .. طلبت صغيراتى بعض الحلوى
قبل ان اذهب للعزاء اتجهت لأقرب كشك سيرا على الأقدام وهو على بعد 200 متر من المبنى الذى اقطن قيه .. اشتريت ما اردت وسرت عائدة الى البيت لأعطى الحلوى للصغيرات واتجه للعزاء
اثناء سيرى لاحظت عدد كبير من الشباب يقفون فى الشارع على الناصية
بعضهم يقف بجوار سيارته فارهة كانت ام لا وبعضهم يجلس على الرصيف
وتستطيع ان تشتم رائحة الحشيش واضحة
فجأة بدأت سيارة بيضاء فى اللف حولى انا والفتاة فى استفزاز مع الأمركة واستخدام الفرامل بطريقة مستفزة
وفى محاولة للنجاة قلت للولد اللى سايق العربية .. عيب .. عيب انا عندى ابناء فى سنك
ولم يهمه ما قلت طبعا .. بل انه زاد من وقاحته وبدأ يوجه لى كلمات وشتائم غاية فى البذائة
كنت على بعد 100 متر تقريبا من بيتى ولم استطع التحرك بسبب التفاف بقية اصحاب الولد اللى فى العربية حولنا وابتدوا يوجهوا لنا الفاظ خارجة وتخدش الحياء
حاولت ان اردعهم ببعض الصياح ولكن لرقى المنطقة الشديد لم يهتم احد رغم ان البعض القى نظرة من شرفة منزله واكتفوا بالفرجة
وفجأة وبطريقة مسرحية خلع احد هؤلاء الشباب حزامه فى محاولة لتخويفى وتهديدى بالضرب عندما بدأت فى الصياح
حقيقى خفت .. بل اترعبت .. وحسيت انى محشورة فى الحتة دى
مش عارفة اوصل بيتى ومش عارفة ارجع للشارع الرئيسى ولا حتى فى حد ينجدنى من المارة او السكان
اتصلت بالنجدة من الموبايل وانا اقف فى مكانى ..
حضر ملازم اول اسمه مهاب الشبوكشى من نقطة شرطة المقطم .. وبدأت بعض السيارات تفر
طارد الضابط الشجاع احداها فى محاولة يائسة لإيقافها فلم يفلح وكاد قائدها ان يصدمه بالسيارة اثناء فراره
وكان مازال الفتى ذو السيارة البيضاء موجودا فى المكان بس ركن العربية على جنب و خلاص
اشرت الى السيارة البيضاء التى بدأت الموضوع بأكمله وكنت قد سجلت رقمها على الموبايل
والى الفتى الذى تحدى كل الأعراف فقام الضابط باصطحابه للنقطة
وهناك حررت محضر متهمة اياه واخرين بجنحة خدش حياء انثى فى الطريق العام
والولد بالطبع بينكر وبيقول مش انا دة انا كنت واقف بأتفرج ..
حضر ابوه ليفاجئنا انه مع ابنه قلبا وقالبا وقال لى بالحرف الواحد بمنتهى الكبر والعنجهية
انتى بتدعى عليه .. هو مش من سنك عشان يعاكسك اصلا
فاجبته ان الولد بالفعل مش من سنى يعنى ما اعرفهوش قبل كدة ومفيش ضغينة ضده
وقصصت عليه ما حدث .. ولكن لا حياة لمن تنادى
فى الحقيقة انا انتظرت ان يحضر الأب قبل ان اوقع على المحضر على امل ان يوبخه ابوه ويعرفه غلطه
لكننى فوجئت انه يدافع بشراسة عن الولد الذى بدا لى انه قد افسده الدلال
الولد ذو ال 19 عاما وهو طالب طبعا ..اتحول للنيابة التى
وتهمته خدش حياء انثى والقضية اخدت رقم 3038لعام 2009 جنح الخليفة
انا الآن فى ازمة بسبب ان اهل الولد يقولون انى مفترية وانه مجرد عيل وطالب وانه مستقبله هيضيع
وفى نفس الوقت يتصل بى كل شوية ناس من طرفهم ..
من أول معاون مباحث للواء مش عارفة ايه فى مديرية الأمن للضغط على للتنازل والتصالح
انا لا اريد ان اتصالح واريد فقط ان العدل ياخد مجراه وان الولد دة يبقى عبرة للى زيه ولأهله واهالى الولاد اللى بيستهينوا بالآخرين
زوجى يؤيدنى تماما رغم تعرضه للضغط برضه بمكالمات من ناس كبار .. لكن اجابته كانت واضحة فى ان انا اللى اتأذيت وان انا الوحيدة اللى اقدر اقرر ايه اللى يتعمل
بحثت فى القانون وعرفت ان المادة 306 من قانون العقوبات رقم 95 لسنة 96 بتنص على انه " يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن مائتى جنيه ولا تزيد عن ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين لكل من تعرض لأنثى على وجه يخدش حياؤها بالقول او بالفعل فى طريق عام او مكان مطروق

فما هو موقفكم من الموضوع .. هل انا صح ام لا؟

------------------------------------

الصورة (1) مشهد من الوقفة الاحتجاجية
الصورة (2) السيدة آسر ياسر

الهدهد - مدونات مصرية
الجمعة 24 أبريل 2009