نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


الثورة وجمر الايمان





الجيش الحر أصدر بياناً يستنكر فيه بعض عمليات الخطف والقتل التي ترتكب باسمه، ويعلن براءته منها، وأنه لا علاقة له البتة بتلك الأعمال التي لا صلة لها بالثورة، بل هي تشوهها، ودخيلة عليها



ـ نعرف مسبقاً أن الاختراقات يمكن أن تكون كبيرة، وخبيثة، وأن الطغمة تخطط منذ وقت طويل لتشويه وجه الثورة وجوهرها، وقد ترمي فيها عديد مرتزقيها ليعملوا قتلا وخطفاً وتجاوزات بعضها تتعدى موبقات الطغمة ذاتها، خاصة في مجال تأجيج الوضع الطائفي والقتل على الهوية، وترعيب الآخرين .. كل هذا يمكن أن يكون موجوداً، بل إن من يعرف خطورة الطغمة، وخبراتها الأمنية الطويلة ـ وهي ركيزتها الأساس ـ وعدد المخبرين، والعملاء لديها.. لا يستغرب أن تقوم هي بأفعال مخططة لتصعيد الوضع الطائفي من جهة، والدفع نحو حرب مذهبية من جهة ثانية، وتشويه الثورة وتجفيفي بحرها الشعبي من حولها.. من جهة ثالثة..
ـ لكن وكي نكون واضحين، ونضع بعض النقاط على حروف الواقع، وكي لا نصاب بمرض الطغمة ذاتها وهي تلقي بكل شيء على الآخر، والمؤامرة.. علينا الاعتراف بوجود جيوب واتجاهات ، وما يشبه العصابات، وتجار الحروب.. تمارس الخطف والقتل، وأعمالاً قذرة وتنسبها للثورة والجيش الحر..
ـ وكما كتبنا مراراً فمثل هذه الثورة، وفقاً لظروفها، وتطور مسارها، ودخول السلاح عليها قسراً، وبطريقة فردية، ثم منفلتة، وتداخل الكثير من الأطراف في هذا الميدان..وتلك الفوضى التي تحدث على حوافها، وموقع السلاح من نفسية بعض الشباب الصغير، ونتائجية ذلك على النفس والتصرف والذهنية، واستغلال " سوق السلاح" للتجارة، ونمو ردّ الفعل أمام أعمال رهيبة تقوم بها الطغمة، وتتقصّد نشرها في أشرطة كي يفور الدم، ويقوم البعض بعمليات مشابهة..
جميعها أمور يجب أن نراها في المحسوبين على الثورة.. والذين يسيئون إليها بتصرفاتهم وسلوكهم..
ـ بالوقت نفسه فإن نمو تيارات متشددة ترفض الديمقراطية، والدولة المدنية التعددية وتدعو إلى إمارة إسلامية، أو أشكال استبدادية تحاول أن تستغل فيها الدين .. هي حالات مخوجودة وليست مفترضة. بل يجب الاعتراف بأنها تنمو في ظل عوامل عديبدة مساعدة، ويُبرزها الإعلام، وبعض الجهات وكأنها القوة الضاربة على الأرض، وكأن الثورة تحولت من ثورة شعب يضحي من أجل الحرية والكرامة، ويرفع شعار : واحد واحد واحد الشعب السوري واحد، ويعي موقع الوحدة الوطنية، ومخططات الطغمة للجرّ نحو حرب مذهبية.. إلى حالة إسلامية على العموم، وسنية متطرفة على الخصوص..
ـ وبتنا نسمع شرقاً وغربا أحاديث وقصصاً ومقالات وتقاريراً عن هذا الوضع، والتركيز على تلك الاتجاهات ، وعلى أن الذي يجري شكل من الحرب الأهلية.. كل ذلك وسط اذدحام التركيز على السلبيات، وهناك من صار يقارن بين ممارسات الطغمة وبعض لمحسوبين على الثورة، بينما عمليات التخويف تتصاعد..
ـ مراراً كتبنا أن ثورة كبيرة، وسط الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة التي تواجهها، ووقوفها شبه وحيدة في جوهر مواجهاتها.. ولعامين إلا قليلاً.. وحجم القتل والعنف والدمار، والحقد.. طبيعي أن يدخل عليها عديد الألوان، وألا تكون صافية، ناهيك على أن ناسها بشرن وعاديون، وبعضهم تخرّج من مدرسة الحياة، وكثيرهم فقد أهلاً واصحاباً، وربما تعرّض للتعذيب المميت.. وأكثر..
ـ ومع ذلك، فالثورة في خطها الرئيس ما تزال تمسك جمر الإيمان، وتحافظ على شعاراتها الرئيس : الحرية والكرامة، ووحدة الشعب، والأرض ..والدولة المدنية الديمقراطية ..
ـ والأكيد أيضاً أن مضع المعارضة بات من المثقلات بدل أن يكون عوناً، وهذا عامل إضافي أيضاً، عدا عن بلبلة الأفق في المخرج، وتعدد الاحتمالات، ووجود لاعبين كثراً في الإقليم والعالم

عقاب يحيى
الاربعاء 2 يناير 2013