نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


الحموات الفاتنات هل هن سبب المشاكل الكبيرة بين الزوجين.؟




برلين –" أمك عكرت صفو الأجواء من جديد"، "نكات أبيك السخيفة تصيبني بالتوتر العصبي". تؤكد هذه التعليقات أنه لا توجد أية ضمانات لأن تتحول علاقة الحب بين الزوجين أو بين الحبيبين بالضرورة وبصورة تلقائية لتشمل والديهما أو الحمو والحماة. وشئنا أم أبينا، وسواء كانا لطيفين أم لا، الحمو والحماة، يشكلان جزءا من أية علاقة بين زوجين أو رفيقين عاطفيين. والدايّ، والديكِ، وخصوصياتهمم، وأمنياتهم وتوقعات كل منهم وأمالهم المعقودة على كل واحد من الزوجين أو الرفيقين العاطفيين ... كل هذه الأمور ينتج عنها توترات في كثير من العلاقات العاطفية والزيجات.


 

يؤكد بيتر كايزر، أستاذ علم النفس بجامعة فيشتا، شمال غرب ألمانيا أن الحمو والحماة يتسببان في مشاكل وصراعات بين نحو ثلثي المتزوجين والرفاق العاطفيين. يعكف كايزر على دراسة ديناميكية العلاقة مع وجود الحمو والحماة، وكيف يمكن أن يكون هذا صعبا للغاية لأن أسباب تصرفاتهم وأسباب النزاعات غالباً ما تكون عن غير وعي من جانب مرتكبيها.

علاقة بقواعد وقوانين غير مكتوبة

يوضح كايزر أن "الآباء والأمهات أنفسهم هم أشخاص مهمون في حياتنا منذ فترة طويلة قبل ارتباط الرفيقين العاطفيين أو زواج الزوجين وتكوين عائلتهما الخاصة"، مضيفا أن هذه العلاقة قوية للغاية وتخضع لقواعد ولوائح غير مكتوبة يقر أفراد الأسرة بمتانتها. وفي معظم الأحوال، لا يعرف بوضوح إلى أي مدى تجذرت هذه التقاليد.

تعتبر الكثير من أشكال وأنماط السلوك التي قد يراها أحد الزوجين طبيعية تماما، أنها ليست كذلك بالنسبة للآخر، نظرا لأنه مر بتجارب أخرى في منزله وسببت له معاناة. بعض العائلات، على سبيل المثال، تكون أكثر تباعدا وغالبًا ما يقتصر الترحيب بين أفرادها على التصافح بالأيدي؛ والبعض الآخر أكثر التصاقا جسديا ، ويتبادل أفرادها التحية بالعناق. ولهذا تؤكد الأخصائية النفسية فليشيتا هايني قائلة "سرعان ما يتسبب هذا في تولد مشاعر بالرفض، على الرغم من أن الأمر قد لا يكون على هذا النحو".

توضح هايني "يشعر الانسان بألم، بينما لا يستوعب الزوجان الضيق الذي وقع، لأنهما تربيا على هذا النحو. نشأتنا الأولى وسط عائلتنا تحدد الكثير من سلوكنا"، مضيفة "نحمل على كاهلنا طيلة حياتنا أشياء ورثناها، مثل أطقم طاولة السفرة". كما تشير إلى أنه حتى مع وجود أسباب وجيهة للانتقاد، فمن الصعب أن يعترف الزوجان بذلك. تقول: "هناك شعور بأن الزوجين ليس لهما الحق في انتقاد الأشياء التي يواجه أحدهما صعوبة في معالجتها".
إبراز النقاط المشتركة بصورة أفضل
تؤكد إخصائية طب الأسرة النفسي انخيلا لييرزدر أنه من بين الطرق التي عايشت معها خبرات جيدة أن توصي مرضاها بالتركيز بصورة أكبر على إبراز النقاط المشتركة أكثر من أوجه الاختلاف. تعمل الإخصائية النفسية على مدار أكثر من ثلاثين عاما في مستشفى بلدة سنزينج، القريبة من مدينة راتيسبونا بمقاطعة بافاريا، وهي منطقة ريفية تزامنت فيها باستمرار عدة أجيال فيما كان يعرف بـ"بيت العائلة" أو حينما كانت المنازل أكثر قربا من بعضها، مع كل مميزات وعيوب تلك الظروف الاجتماعية. ومن ناحية، يساعد العديد من الأجداد في كثير من المهام مثل رعاية الأحفاد، على الرغم أن ذلك من ناحية أخرى يجعلهم أكثر تدخلا في قضايا الأبوة والأمومة، وهو وجه تناقض معتاد بين الأجيال.

تقول لييرزدر "الأمر يتعلق بإيجاد التوازن الصحيح والملائم"، مؤكدة أن كبار السن يتحملون أيضًا نصيبهم من المسؤولية في هذا الأمر. كما تعتقد أنه يجب عليهم احترام حدود المجال الخاص للزوجين الشبان وتعلم التعامل مع النقد دون أن يعيشوا كأنهم موضع اتهام أو رفض.
التحرر من عائلة المنشأ عامل مساعد
كلما كانت العلاقة أفضل بين الزوجين أو الرفيقين العاطفيين، كلما كان من الأسهل التعامل مع أسباب المضايقات سواء الكبيرة أو الصغيرة داخل نفس الأسرة، وكلما كان الزوجان أكثر تسامحا مع عادات الآباء والأصهار الغريبة.

يوضح أستاذ علم النفس بيتر كايزر أنه بكل تأكيد، عندما يتحرر كل واحد من الزوجين أو الرفيقين العاطفيين، بالقدر الكافي من أسرة المنشأ، كلما تيسرت لهما المساحة لتكوين حياة جديدة خاصة بهما مع بعضهما البعض.
وتتفق إخصائية طب الأسرة النفسي فليشيتا هايني مع هذا الرأي قائلة "لا يمكن بحال من الأحوال أن تثور ثائرة إحدى الحموات على زوجة إبنها وتستشيط غضبا، إذا كانت تعلم أن ابنها سيقف في وجهها قائلا: "هذه زوجتي وأنا أقف في صفها".
من ناحية أخرى، تقول تؤكد إخصائية طب الأسرة النفسي انخيلا لييرزدر "من المهم أيضًا أن تكوني أمينة وأن لا تنتقدي والدي زوجك طوال الوقت، ولكن على أية حال، ابحثا عن حل معًا. وإذا لزم الأمر ، يمكنك طلب المساعدة المهنية".
وفقا لرأيها "كلما طال أمد الصراع، كلما زادت الجروح وأدى ذلك إلى زيادة خطر انسحاب أحد الشركاء. وتؤكد من وجهة نظرها أن "هذه الأنواع من المشكلات الطويلة الأمد يصعب حلها بعد ذلك".

إيفا ديجنوس
الاثنين 9 مارس 2020