نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


الحياة الليلية في بغداد تستعيد اضواءها بعد طول إدمان لأصوات القنابل




بغداد - نافع عبد الجبار - اعتادت بغداد في بداية الحرب عام 2003 على اضواء القنابل وعمليات القصف اليومية التي حلت مكان الكهرباء، الا ان ليل المدينة عاد اليوم لتنيره المطاعم والحدائق وحتى النوادي الليلية .


الحياة الليلية في بغداد تستعيد اضواءها بعد طول إدمان لأصوات القنابل
 ويقول ضياء الدين المالكي المسؤول عن بار يقع في الطابق الاخير من فندق فلسطين الشهير وسط العاصمة "بغداد جميلة في الليل. هي جميلة في كل الاوقات، لكن في الليل، هناك خصوصية معينة". ويقيم البار الذي يقدم انواعا مختلفة من المشروبات الكحولية، بينها البيرة بسعر خمسة دولارات للقنينة والكوكتيلات المختلفة بسعر 15 دولارا للكاس الواحدة، ما يشبه الحفلة الموسيقية اليومية التي يحييها مغن يتولى ايضا العزف على الارغن.
ويجلس الزبائن وغالبيتهم العظمى من الرجال، عند البار الذي يتوسط القاعة يتبادلون الاحاديث مع الساقي الذي يدعى اتقان خمس لغات، او يتوزعون على المقاعد المنتشرة في ارجاء المكان المطل على نهر دجلة.
وعند كعب الفندق، يفترش خط طويل من المطاعم شارع ابو نواس العريق تقدم الى زبائنها بشكل خاص سمكة المسقوف المشوية.
وقضت فترة ما بعد غزو العراق عام 2003 على الحياة الليلية في بغداد، علما ان هذه الحياة سبق وان تغيرت عما كانت عليه في الثمانينات عند بداية الحصار الدولي على العراق في اوائل التسعينات.
وبعد ان عرف بنظامه العلماني، اتجه صدام حسين في التسعينات نحو نظام اكثر اسلمة، حيث بدا ببناء الجوامع والتضييق على البارات والنوادي الليلية.
ويجد الاصدقاء والعائلات اليوم في المطاعم والنوادي الليلية والحدائق متنفسا بعيدا عن الماسي التي تواجه العراقيين بشكل يومي، حيث يتجولون بين امكان الترفيه هذه حتى ساعة متاخرة من الليل، وتحديدا الساعة الواحدة بعد منتصف الليل التي يبدا معها حظر التجول.
وفي المطاعم التي لا تقدم في معظمها المشروبات الكحولية، يختار الزبائن الاسماك من بركة صغيرة، ويقوم المطعم بشيها لهم على الحطب. ويبلع ثمن كيلو المسقوف في افضل مطاعم بغداد 20 الف دينار (17 دولارا).
وتزدحم الشوارع المحيطة بالمطاعم بالسيارات التي يجوب اصحابها ابو نواس ومنطقة الكرادة القريبة منه بحثا عن المطاعم واماكن السهر.
ويقول عمار صباح وهو يتناول العشاء في احد مطاعم ابو نواس "تحسن الامن يوما بعد يوم واصبح بامكاننا ان نخرج في المساء. اتمنى ان يصبح مساء بغداد كمساء اي مدينة (اجنبية) اخرى، بنواديها الليلية وحدائقها وحفلات شبابها".
وشهدت بغداد بين 2006 و2007 نزاعا طائفيا داميا بين السنة الشيعة احدث فيها انقساما بدت معه المدينة الواحدة، مدينتين.
وانسحب هذا الصراع رعبا في نفوس العراقيين الذي كانوا يفضلون ملازمة بيوتهم في المساء خوفا من حواجز التفتيش المزيفة، والسيارات المفخخة، والهجمات الانتحارية، والعبوات الناسفة.
ومع انخفاض وتيرة الهجمات في السنوات الخمس الاخيرة، رغم انها تبقى مرتفعة مقارنة باي عاصمة اخرى، سعى العراقيون للعودة شيئا فشيئا الى وتيرة الحياة الطبيعية، فيما كانت القوى الامنية تحد من فترة حظر التجول الليلي، وتفتح المطاعم ابوابها في المساء امام الزبائن.
ويقول سمير جابر (40 عاما) وهو يقف قرب زوجته واولاده الثلاثة في حديقة الزوراء "هذه الايام هي ايام الازدهار والامن"، مضيفا انه في الماضي "لم يمكن بامكاننا الخروج من المنزل مع العائلة للترفيه حيث انها كانت ايام رعب لم نكن نستطيع فيها حتى ان نضمن سلامتنا، فكيف نضمن سلامة اولادنا".
ورغم التبدل في حياة بغداد الليلية، فان مناطق قليلة فيها فقط هي التي تقدم للعائلات مواقع ترفيه يقصدها ايضا الشباب.
لذا يتوجب على كثير من العائلات ان تتنقل من منطقة الى اخرى، في اوج الازدحام، علما ان كثيرا من عائلات بغداد لا تملك الموارد المالية الكافية لارتياد المطاعم والنوادي.
ويؤكد جابر انه بالكاد يستطيع تحمل تكاليف المجيء الى حديقة الزوراء.
ويقول "اذا اتيت مع اربعة او خمسة من اولادك، فلن تستطيع تحمل تكاليف الجميع، لذا فاننا لا ناتي مرارا الى هنا. الاولاد يطلبون الكثير، كما تعلمون".

نافع عبد الجبار
السبت 16 مارس 2013