نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


الرصاص والحواجز لن تمنع اللاجئين من محاولة مغادرة تركيا




بازار كولي (تركيا)- يتردد صدى أصوات الطلقات النارية المتقطعة في الأفق بين المهاجرين المنتظرين على معبر حدودي تركي مع اليونان.


 

الكثير من هؤلاء المهاجرين عادوا من المنطقة الحدودية الأساسية، التي تبعد 30 دقيقة سيرا على الأقدام، إلى منطقة أصبحت محط الأنظار تضم اللاجئين الذين وصلوا حديثا والشرطة والصحفيين وعمال الإغاثة و سائقي سيارات الأجرة وأصحاب الأعمال الذي يبحثون عن جمع الأموال سريعا.
هم يصفون المشاهد الفوضوية ويتحدثون عن الأعين المحترقة من الغاز المسيل للدموع، والأطراف التي تعرضت للإصابة بسبب الأسلاك الشائكة والأذرع والسيقان المتورمة بسبب الضرب وإطلاق القوات الأمنية اليونانية النار.
ويحكى مسعود المظ / 23 عاما/ وهو من أفغانستان رؤيته لما يحدث في بازار كولي في شمال غرب تركيا. ويقول أنه رأي لاجئين على الجانب التركي يلقون بالحجارة على قوات الأمن اليونانية.
وأضاف" رد الجنود اليونانيون بإطلاق الذخيرة الحية عليهم. أصابت الطلقات ستة أشخاص" مشيرا إلى وفاة شخصين وإصابة أربعة.
وقال حاكم مدينة أدرنة، حيث يقع معبر بازار كولي ، إن مهاجرا قتل وأصيب خمسة أشخاص آخرون في الاشتباك. وأسرعت اليونان بنفي ذلك، ووصفت ذلك بأنه" أخبار زائفة".
ويقول المظ إنه تم إطلاق النار على الضحايا في الصدر. حاول هو وأصدقاؤه مساعدة المصابين، ولكن المكان كان مزدحما وفوضيا بحيث لم يتمكنوا من الوصول لسيارة إسعاف على الفور. ويعتقد أن هذه المنطقة تضم الآلاف من المهاجرينٍ.
وعلى مدار اليوم، كانت سيارات الإسعاف تهرع ذهابا وإيابا للمنطقة الحدودية. معبر بازار كولي يعج بالحركة والتوتر، مع وصول مزيد من المهاجرين سيرا على الأقدام وعلى متن سيارات أجرة وحافلات. جرى وضع مزيد من الحواجز على مساحة كبيرة من الحقول لمنع اللاجئين من الاقتراب من الحدود الأساسية، التي تعج بالفعل بعدد من اللاجئين يفوق قدرتها الاستيعابية.
الأفغاني سيد رحمان، توجد بقع دماء على قميصه وحذائه ويديه. وقال إنه كان يشعل نارا للتدفئة عندما فجأة سمع ورأى أشخاص يطلقون النار. المنطقة كانت ممتلئة بالدخان.
ويقول رحمان إن الشرطة اليونانية أطلقت طلقات نارية، وأصيب نحو عشرة أشخاص بطلقات نارية في أعناقهم ووجوههم. وأضاف أنه نقل ثلاثة مصابين لسيارات الإسعاف التي كانت متوقفة بعيدا للغاية.
ومع سماع المزيد من دوي إطلاق النار ، قال عدد من اللاجئين الخارجين من منطقة الحدود الرئيسية إن الطلقات التي أُطلقت من الجانب اليوناني كانت طلقات تحذيرية.
وكان محمد يوسف / 29 عاما/ من مدينة الرقة السورية، يسير مبتعدا عن مسرح الاضطرابات.
ويعاني محمد من إصابة في ساقه، ويستخدم غصن شجرة كعصا لكي يتكأ عليها. ومثل الكثيرين، فهو متواجد في بازار بوكلي منذ ثلاثة أيام، منتظرا الانتقال للحدود، ثم العبور إلى الأرض المحايدة ثم إلى اليونان.
ويقول يوسف إنه أصيب عندما أطلقت القوات اليونانية الغاز المسيل للدموع على مجموعة من اللاجئين. بدأ الجميع في الركض، وأثناء محاولته الهرب تعثر في الاسلاك الشائكة.
ويضيف أن القوات اليونانية ضربته بعصا. وأوضح" الكثير من الأمور تحدث هناك، طلقات نارية وغاز مسيل للدموع" مضيفا أنه في بادئ الأمر كان إطلاق النار بطلقات فارغة بعد ذلك استخدموا طلقات حية.
ويقوم مايام الأفغاني / 17 عاما/ بإظهار ساقه المصاب. فقد تمكن من عبور الحدود مرتين، ولكن تم إعادته. ويقول إن القوات اليونانية أخذت هاتفه المحمول وأمواله وملابسه. وأضاف أن القوات ضربته بعصا حديدية.
ويعد عودته لإسطنبول ، يقول مايام إنه عاد وبحوزته أموالا وملابس جديدة، وسوف يحاول العبور مجددا.
وفي ظل فوضى ما يحدث هناك، يحقق بعض أصحاب المتاجر في أدرنه أرباحا سريعة، فهناك الكثير من الأشخاص الذين يحتاجون للطعام.
تم إرسال ما لا يقل عن أربع شاحنات صغيرة و سيارات محملة بالبطاطين والمياه والمياه غازية والبطاطس والطماطم والتفاح والصودا والبسكويت و لبن شكولاتة. واللاجئون هم من سيشترون هذه الأشياء.
ويقول حسين توناني / 32 عاما/ وهو أحد سكان أدرنه، و يمتلك عدة محال، إنه جاء إلى هنا لأن أعماله لم تكن تسير على ما يرام.
وأضاف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا)" أنا هنا لكي أبيع، وهناك حاجة لذلك".
ولكن وقته محدود، حيث أنه تلقى تحذيرا من أن الشرطة في طريقها إلي الموقع. فقد كان يقوم بجمع بضاعته عندما اقترب لاجئ منه لشراء مشروب غازي. وقال توناي للاجئ وهو مذعور إنه " محظور عليه البيع" وابتعد عنه حاملا بضاعته على سيارة.
بعد فترة قصيرة جاء رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية، وعلى مسافة بعيدة اندلع اشتباك بين بعض المهاجرين حيث أن أحدهم كان يمتلك صندوقا من فاكهة الماندرين والأخرون لم يكن لديهم أي شئ.
ويقود طالب تركي من اسطنبول سيارة، يمتلئ صندوقها بزجاجات المياه. ويصيح " عشرة ليرة، عشرة ليرة" وعلى الفور يجتذب المهاجرين، الذين سوف يمضون الليل في العراء بدون طعام أو مكان إيواء.
ويقول لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إنه كان يريد كسب المزيد من الأموال والمغادرة بأسرع وقت.
لا يعلم أي شخص ما سوف يحدث بعد حادث إطلاق النار. ويقول فادي / 43 عاما/ وهو من حماة في سورية، والمتواجد هنا مع أفراد أسرته التسعة، وبينهم خمسة أطفال " ليس لدي أي أمل في المرور".
وجاء فادي إلى بازار كولي من غازي عنتاب، على الحدود الجنوبية التركية مع سورية، بعدما دفع 7000 ليرة تركية (1200 دولار).
ويضيف لـ(د.ب.أ) " العالم أجمع وجميع الأخبار قالت إن الحدود مفتوحة. لم أكن لآتي هنا لو كنت أعلم أن الحدود مغلقة".

انيندتا راماسوامي وليندا ساي
الاثنين 9 مارس 2020